info@daheshism.com
" شهادة إبراهيم شكر " مهندس كهرباء

" شهادة إبراهيم شكر " مهندس كهرباء

 

الديار 6 كانون الثاني 1999

 

سليم العشي

«وكان في تلك الايام (في بيت لحم) ان سمعت الكبار يتحدثون عن سليم العشي، واعماله المدهشة، وقد رأيته فتى قصير القامة له وجه ضامر لا يبتسم، تشع منه عينان واسعتان مذهلتان،.

الروائي جبرا ابراهيم جبرا

من كتاب – البئر الاولى

عينان واسـعـتـان مـذهلتان – والعين سراج الجسد، عينان نيرتان تفیضان حبا وربيعا وحياة. عينان واسعتان نیرتان – هما عينا الدكتور – تفيض منهما شلالات من نور ... وقـد تحدث عن شلالات النور تلك الشيخ العلايلي وادباء غيره من عارفي الدكتـور، وزائريه، الذين كانوا يقـصـدونه للتـحـقـق ولمعاينة الخوارق التي كان تذكر بالايام التي حدثت فيها خوارق، ايام الانبياء والاولياء الصالحين، وكان الزائرون فئتين. فئة كثيرة كانت تأتي من اجل مطالب وغايات واهـداف شـخـصـيـة ومـادية. ومـا كـان الرجل الصالح يبخل بمساعدتها وفعل الجميل والمعروف معها، دون الاهتمام اذا كانت تستحق فعل المعروف ام لا، وفئة قليلة كانت غايتها ان ترى وتـعـرف رجل الروح، والاسـرار الذي اخـتـاره الله لـتـتم بواسطته اعمال خارقة، غايتها خلاص الانسان وخيره.

 

عینان واسعتان، ووجه لا تفارقه الابتسـامـة ، وفي الاعماق حزن، وصـوت نبراته صـافـيـة دافئة عميقة... فضية... النبرات الفضية، وصف طالما كرره جبران حينما كان يحكي عن أصوات ابطاله الانقياء.

عینان نیرتان تفیضان حياة وربيعا وشعاعا من كوكب دري بعيد، وصوت يحمل عطفا ودفئا ذلك هو الدكتور.. وفي غمرة الشلالات تلك يشعر الزائر بالخجل وتغـادره الهموم، ويشعر انه يجالس انسـانا قريبا من ذاك الذي قال منذ الفي سنة: «تعالوا الي يا جميع المتعبين والرازحين تحت اثقالكم، وانا اريحكم، احـمـلـوا نـيـري، وتعلمـوا مـنـي تـجـدوا الـراحـة لـنـفـوسـكـم فـأنـا وديع

متواضع القلب ونيري هين وحملي خفيف».

وديع مـتـواضـع القلب ... مـا ان تعـرفـه عن قرب حـتى تنتـقـل اليك عدوی حبه ليسوع الناصري، وللمهاتما غاندي.

حديثه عنهما لا ينقطع، حديث شـبـه يـومي، وكل حديث له عنهما جديد ... وكيف لا يكون ذلك وهو رجل الاسرار.

 

حديثه عن المهاتما لا ينقطع.. فتشعر انك يجب ان تعرف كل شيء عن المهاتما... وكأنني بالدكـتـور يـقـول صـوتي هـو صـوت المهاتما... وهدفي هو هدفـه السـعـي نـحـو الكمـال... وكـمـا المهاتما كذلك الدكتور يؤمن بالله الواحد الأحد الصمد.

 

ويؤمن بأنبياء الله رسل الرحمة والمحبة... وكتابه المقدس القرآن والانجيل... ويعلم ان الحقيقة واحدة لها اوجه متعددة، والبشر كل البشر عيال الله وابناء الله.

 

الدكتور هو الحب والسـمـو والنبل، والخير وحيثما كانت تحصل بواسطته الاعمـال الـخـارقـة ، كان وجـهـه يشرق بأنوار علوية سامية، وكان لا غاية ولا هدف عنده الا هداية الانسـان .. هذا الكائن الضعيف الشـقي... امـا لماذا ظلم واضـطـهـد وتشـرد فـتلك قـصـة قـديمة او قل مسرحية قديمة تمثل على مسرح الدهر مع الهداة والمصلحين.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم.

 

ابراهیم شکر