info@daheshism.com
" شهادة ب ولس فرنسيس "

" شهادة بولس فرنسيس "

مجلَّة اللواء عدد 94

16 تشرين الأول 1964

 

بقول بولس فرنسيس، لبناني، له من العمر قرابه الخمسين عاما، ويعمل في اداره احدى المحلاَّت التجاريه في بيروت، جاء الى مكاتب " اللواء " لان معه حكايات غريبه، عمّا شهده بنفسه من ظواهر روحيه اأبداها لدكتور داهش..

ويبدا بولس فرنسيس حديثه في احدى امسيات عام 1943 كنا وكان معنا الدكتور داهش نلبي دعوه للعشاء، عند احد الاصدقاء، وبعد ما قضينا وقتا طيبا، إستقلينا سيارتي،  وصعد فيها كل من الدكتور داهش و حليم دموس الى جانبي والدكتور فريد ابو سليمان في المقعد الخلفي، وقال وكأي سياره سواها، وضعت المفتاح في مكانه وادرت المحرك، فدار، ثم حاولت ان اضع الفيتاس في مكانه، كما يفعل اي سائق سياره يريد ان يمشي بسيارته، لكن جهاز الفيتاس كان يعاندني، احاول وضعه على الاول فيأتي وكاني وضعته على الرجوع ، وهكذا طوال ربع ساعة، بدأ العرق يتصبب مني من جراء ذلك، تطلعت الى الدكتور داهش وكنت لا اعرف مقدرة هذا الرجل، فاذ بي اراه يضحك ويقول لي: تعبت .. امشي.

وضعت السرعه الاولى، وهذه المرة من غير عناد، ومشينا.

ولم تكد سيارتي تسير أكثر من عشره امتار حتى قال لي الدكتور داهش: " بنشر ".

ولم افهم ما قصد الدكتور داهش بكلمته هذه، غير انني شعرت فجأة ان المقود ثقل بين يدي، وبدات السياره تتمايل، وكأن جاذبيه قويه تشدها الى ناحيه الرصيف. اوقفت دوران المحرك، وترجلت من مكاني لأجد دولاب سيارتي وقد اصبح بحالة يرثى لها..

ثم مضى يقول:

حاولت الاستعانه بدولاب " الامان " الذي احتفظ به، فوجدته غير صالح للاستعمال. ساعتها  تطلعت الى من كان معي، واعتذرت عن عدم استطاعتي ايصالهم الى منازلهم، للسبب الذي يرونه معي.

ويمضي الرجل يروي القصه...

هنا تطلع الى وجهه الدكتور داهش، وقال لي:

بولس، ما معك منفخ؟

واجبته: معي. . ولكن لا اعتقد انه يقوم بالمقام في حاله دولاب كهذا؟؟

ورد علي الدكتور داهش:

انفخ الدولاب اذن.. انفخ شوي و بيمشي الحال!!

ومن دون اي اهميه، جئت بالمنفاخ ، وبدات انفخ الدولاب،  وانا واثق من ان تعبي سيذهب سدى، غير أن الدولاب اصطلح، ومشينا به مسافات طويله!..

ويسكت بولس فرنسيس قليلا ثم يتابع:

" وما ان وصلنا الى خط الترام ، وكنا قاصدينه من محلة طلعت العكاوي، وكان علي ان اتجه نحو اليمين، كما تنص " البلاك " المركونه، فقال لي الدكتور داهش:

روح على الشمال..

ولكنه ممنوع؟!

ولا يهمك، روح وما حدا راح يشوفك؟

ووصلت الى قرب مدرسه الفرير، وكنت انوي الانعطاف على اليمين غير ان الدكتور داهش قال لي:

روح دغري وما حدا رح يشوفك!.

وبالفعل من مدرسه الفرير الى ساحه البرج التي كانت تغص بألوف المارة ومئات السيارات فيساحه رياض الصلح وحتى البسطه الفوقا ومنها الى المزرعه حيث كان الدكتور داهش يسكن، كنت أسير في عكس اتجاه السير.. ومع اني مررت باكثر من شرطي سير، فلم يوقفني احد.

ويصمت قليلا ثم يتابع:

وحين وصلت الى منزلي، بدات احلل محاولاً تفسير ما جرى لي هذه الامسيه..  وحتى لا اقضى الليله بطوله ساهرا ، قلت في نفسي ان اصبر حتى الغد، فان عاد الدولاب الى حالته الاولى يكون ما جري لنا مجرد مصادفه، اما ظلّ على الحاله الجيدة...

 فماذا؟؟

ويجيب:

لا أعلم كيف اعلل هذه الحوادث! وبالفعل.. ظل في الصباح على حالته الجيدة!!.