info@daheshism.com
"إضهاد مؤسس الداهشية و اتباعه "

 

إضهاد مؤسس الداهشية و اتباعه:

 

بعد إعتناق الاديب يوسف الحاج الداهشية, تتابع المؤمنون بها من رجال الادب و العلم,

و اعيان المجتمع. و كان بينهم رئسة نقابة الفنانين , الاديبة ماري حداد , شقيقة زوجة رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق بشارة الخوري, فآمنت هي و زوجها و افراد عائلتها ,

بعد معاينتهم معجزاته الدامغة.

إزاء هذا المد الايماني الجديد يغزو المجتمع اللبناني , في مختلف طوائفه , موحدا بينها ,مزلزلا اوهامها و تقاليدها البالية, محدثا ضجة مدوية في الصحافة اللبنانية و العربية , خاف ذو و ماري حداد و انسباؤهاـــ و لا سيما شقيقتها لور و شقيقها ميشال شيحا ـــ ان يضعف في لبنان نفوذ الكثلكة التي كانوا يتعصبون لها, فأخذوا ينسجون المؤامرات على رجل الروح , متعاونين مع رئيس الدولة بشارة الخوري و زبانيته و المتواطئين معه من رجال الدين , مهدمين بذلك اكل الشعب اللبناني بوحدة اجتماعية روحية.

حاولوا, اولا ,اقناع ماري حداد بالتخلي عن عقيدتها الجديدة, لكن مساعيهم تحطمت على صخرة إيمانها الوطيد.

إذ ذاك , حاولت السلطات احالة رجل الروح على المحاكمة , بتهم راحت تدبر من يفتريها عليه . ففشلت فشلا ذريعا , المدعي العام المركزي الاستاذ ديمتري الحايك الذي كلفه رئيس الدولة بهذه المهمة فضّل ان يقال على  ان يصدر اتهاما بحق الدكتور داهش , و آمن برسالته السماوية.

حينئذ , عمدت السلطات الى استمالة النواب بمختلف الاساليب الترغيبيبة و الترهيبية, ليقروا مشروع قانون يمنع " مناجاة الارواح", و بالتالي يمنع الدكتور داهش من ممارسة نشاطه , و اجتراح معجزاته, ذلك مع العلم بأن معجزات داهش لا علاقة لها " بمناجاة الارواح"؛ غير ان السلطة الغاشمة , آنئذ ٍ, اصرت على تسمية " الجلسات الروحية الداهشية " بـ " بمناجاة الارواح" لتتسنى لها ذريعة لملاحقة رجل الروح البريء. لكن المشروع سقط , ايضا. عندئذ , نشطت السلطات, بالتعاون مع رجال الدين المسيحي , الى تشويه سمعة رجل الروح الطاهر بتلفيق الشائعات و الإفتراءات الخسيسة عليه, و تذييعها بين الناس, في الكنائس, و المدارس , و الصحف . و منع الداهشيون من الرد على تلك الحملات من الاكاذيب الدنيئة.

اخيرا , لجأت السلطات الى اساليبها الجحيمية لمحاربة رجل الله , فألقت القبض عليه في 28 آب 1944 , و دونما محاكمة , زجت به في السجن. ثم ما لبثت ان سجنت الداهشيين البارزين , تباعا , و بينهم الاديبة ماري حداد نفسها دونما محاكمة ايضا.

و في 9 ايلول 1944 , نفت السلطات مؤسس الداهشية الى خارج الحدود اللبنانية , بعد ان جردته من جنسيته اللبنانية بطريقة تعسفية خرقت بها الدستور , وبعدان سامته من الجلد   و العذاب و الاهانة الوانا. ثم ابعد, بتواطؤ بين بشارة الخوري و محافظ حلب , الى الحدود التركية.

و هكذا , شرد رجل الروح , و رمي في بحار الاخطار تتقاذفه امواجها , من دون ان يعلو, في لبنان, صوت واحد يدافع عنه, من نائب او صحافي او قاضٍ او مواطنٍ عادي.

وحدها اصوات من وراء البحار , من اميركا الجنوبية كانت تسمع غاضبة, و كان اعلاها و اجرأها صوت الاديب جبران مسوح , صاحب مجلة " المختصر", الصادرة في بونس ايرس(الارجنتين). ومما قاله في حملته على مضطهدي الداهشية التي إمتدت نحو سنتين :

" جميع اعداء داهش سوف ينكسرون, و احط ما في انكسارهم هذا انهم سوف يحملونه الى قبورهم, لان هذه الجريمة لا تتلاشى في الهواء, و لا تذوب عناصرها في الفضاء.

فهي ترافق مرتكبيها, ملتصقة بهم , مندمجة بخلاياهم . فتذكر كلما ذكروا, و يذكرون كلما ذكرت. فهم و هي عظة و ذكرة لكل الاجيال القادمة"

رجل الروح يؤدب و ينذر متنبئاً:

بعد مضي شهر واحد على نفي مؤسس الداهشية , تمكن رجل الروح من العودة سراً الى لبنان  في 9/10/1944. و من عرينه , و رغم انوف الالوف ممن يترصدونه , نجح في شن حملة إعلامية رهيبة , لم تعرف الارض مثيلها, ضد الطغاة و زبانيتهم. فوضع و وزع على نطاق واسع , 66 كتابا اسود , و 165 منشورا تناولت رجال الحكم و الدين ممن تآمروا عليه , ففضحت مخازيهم و قبائحم  , و هتكت اسرارهم و مؤامراتهم على الشعب  وجعلتهم مضغة في افواه الدبلوماسيين الاجانب و رؤساء الدول.

و قد ساعدت هذه الكتب و البيانات السوداء على ايقاظ الشعب  و اثارته ضد حكامه البغاة,

فأسقط بشارة الخوري من على كرسي الرئاسة سنة 1952 , و انتخب كميل شمعون رئيسا للجمهورية, فرد الجنسية للدكتور داهش , في اول عهده, سنة 1953.

 

 

نبوءة خراب لبنان:

في 4 كانون الثاني 1948 , نشرت جريدة "الحياة" البيروتية , و بعض الصحف اللبنانية الاخرى نبوءة للدكتور داهش , مفادها ان بيروت ستحترق بالكبريت و النار, و ان الخراب سيعم لبنان من اقصاه الى اقصاه , و ذلك نتيجة لإضطهاد الدولة لمؤسس الرسالة الداهشية , و سكوت الشعب الممثل بنوابه و قضاته و ادبائه و صحافييه عن هذه الجريمة.

  و لأن ابعاد هذه النبوءة الرهيبة تخطت منطق المراقبين , و ناقضت رغبات الظالمين و الطامعين , فقد وقفت الصحافة , آنذاك , منها موقف الساخر .

لكن التاريخ, اليوم , بعد نكبة لبنان  و شعبه , هو الذي يستهزىء بأولئك الساخرين.