info@daheshism.com
السيرة الذاتيَّة للدكتور داهش

١     -مقدمة

إنّ السيرة التالية هي سيرة شخصٍ عظيم. سيرةٌ ملؤها الإنجازات الرائعة والعجائب المبهرة. سيرةٌ تضم في ثناياها عناوين الجهاد والتضحية والمحبة والأمل. وقد وُثّقت تفاصيلها عبر مئات، بل آلاف الشهود، كما انها سُجّلت بحذافيرها في الكتب والجرائد والمجلات..

لقد وُهب الدكتور داهش قوةً روحيةً خارقة تجلت عظمتها فيه منذ طفولته المبكرة, وكانت هبةً من الله ولم تكن علماً. لقد شهد على معجزاته الآلاف من البشر، وأكدوا حدوثها بشهادات حية، من مؤمنين بعقيدته الداهشية أو غير مؤمنين على حدٍ سواء. إنّ إقتران هذه القوى الروحية بتعاليم سماويةٍ وراقيةٍ تدعو إلى الإيمان بالله وبجوهر الاديان وبالمثل الأخلاقية العليا تؤكد حقيقة الدكتور داهش كمؤسسٍ لعقيدة الهيةٍ مقدسة. 

لقد جسّد الدكتور داهش في حياته المثل العليا التي كان ينادي بها ويدعو إليها، مبشّراً بالحق والعدل ومحارباً الظلم والفساد. وقد غرس في قلوب اتباعه أنّ البشر جميعهم أخوة، وأن العائلة الإنسانية هى عائلة واحدة مرتبطة بأواصر الحب الخالد والأخوّة الحقّة ووحدة الحال والمصير. إن تعاليمه تدعو إلى إعتناق جوهر الأديان والرسالات الروحية والإيمان بوحدتها، والى نبذ القشور السطحية المبنية على الطقوس دون الجوهر والتي تفرّق أكثر ممّا تجمع. لقد كان يهدف إلى عودة الإنسان الحقيقية إلى الخير والفضيلة والى الإيمان بالله والروح الخالدة، بالأخص في هذا العصر المادي البحت، والذي طغى ببريق انجازاته العلمية والمادية على جوهر الإيمان الحقيقي، وزرع بذور الشك في عقول وقلوب البشر من ناحية وجود الله ومبادئ الثواب والعقاب.

 

 يعتبر الداهشيّون أن التوراة والإنجيل والقرآن والغيتا وكتب البوذية والكنفوشيوسية وغيرها من الرسالات الإصلاحية، بالإضافة إلى كتب الدكتور داهش المُلهَمة ، على أنها كتاب الهيٌ واحدٌ وجامع، يضم في صفحاته المقدسة نور الله الخالد الداعي إلى الحق والخير. علّمَنا الدكتور داهش أن الأديان جميعها واحد، وأن الأنبياء والرسل والهداة هم من نفس الجوهر.  

وقد اضطهد مؤسس العقيدة الداهشية جرّاء تعاليمه المقدسة التي لم ترق أعداء الحق والخير، فتعرض للتعذيب والسجن التشريد والنفي، لكنه لم يلن أو يستسلم وقاوم مضطهديه ودافع عن حقوقه السليبة متغلباً على الصعاب الجسيمة التي واجهته. 

إنّ أولئك الذين أتيحت لهم الفرصة للتعرّف عليه ومعايشته عن قرب عبر السنين ومراقبة اعماله وطريقة عيشه عن كثب يشهدون بصدقٍ على صفاته السامية الراقية:  جمّ التواضع رغم مقدرته الروحية العجائبية، عفيفٌ نبذ ملذات الحياة الأرضية يحنّ أبداً إلى عالمه الفردوسي، رحيمٌ حتى مع الذين ارتكبوا الأذى بحقّه، كريمٌ وعطوفٌ على المحتاجين، إذ كان يساعد سرّاً العديد من العائلات الفقيرة والأسر البائسة.

وبالإضافة إلى جميع هذه المزايا السامية، تمكّن مؤسّس العقيدة الداهشية من تحقيق انجازات مذهلة و باهرة:

 

١- على الرغم من أنه لم يلتحق بالمدرسة ، ولم يتلقّ أي تعليم ، استطاع بمجهوده الفردي أن يحصّل العلم ويخوض غمار الأدب الرفيع مؤلّفاً ما يزيد عن المئة وخمسين كتاباً.

 

٢- تمكّن عبر مجهوده الخاص والوافر أن يؤسّس مكتبةً من أكبر المكتبات الخاصة في العالم العربي تضم حوالي المئتين ألف كتاب.

 

٣ قام عبر مجهودٍ جبار بإنشاء متحف فني  يضمّ ألوف القطع النفيسة في الرسم و النحت يضاهي المتاحف العالمية المعروفة.

 

لو تمعّنا في تفاصيل حياة الدكتور داهش لوجدناها مؤلّفةً من سلسلة أحداث مؤلمة، وعند قراءة كتبه وكلماته نرى بوضوح المعاناة التي تحمّلها والأحزان التي شعر بها .إن أولئك الذين ارتبطوا به بشكل وثيق ، يعرفون ويؤمنون إيماناً وثيقاً أن تضحياته كانت من أجل الداهشيين والبشرية جمعاء. إذ أنه بطريقة خارقة و محسوسة ، لا يمكن الشك فيها ، تحمل شخصياً معاناتهم وآلامهم . لذلك ، بالنسبة للداهشيين الذين يؤمنون به ، ولمن سوف يؤمنون به ، فهو الهادي والمخلّص.

في ضوء ما شهدنا عن حياته وتعاليمه، نحن نؤمن أن الدكتور داهش هو تجسّد "المسيح" في تاريخ الأرض الحالي.

إننا لا نؤمن به إلهاً, بل نؤمن بأنه هاد من هداة الله. و من الهداة من وهبهم الله عقلاً نيراً و نفساً نقية , كسقراط و غاندي و الإمام علي , و منهم من أيدهم تعالى  بروح من لدنه , فصنعوا المعجزات  بقدرة العليّ , تصديقاً لدعوتهم الروحية . والروح , كما قال السيد المسيح : " يهبّ حيث يشاء" ( يوحنا 3: 8 ) , و قد شاء أن يهبّ مجدداً عبر الدكتور داهش.