info@daheshism.com
" شهادة طانيوس مجدلاني "

" شهادة طانيوس مجدلاني "

 

مجلّة اللواء السنة الثالثة؟، العدد 111، الجمعة 19 شباط 1965

 

حكايات أغرب من الخيال

الحلاقون اشطر من يـروي القصص والحكايات ، فكيف اذا كان الحلاق هو حلاق الدكتور داهش بالذات ؟ اقـرأوه يرو أشياء أغرب من الخيال!

 

طانيوس مجدلاني مزين معروف في محلة المزرعة ، قرب بيـت الدكتور داهش القديم ، والحلاق الخاص للعــالم الروحاني منذ سنة ١٩٣٨ حتى اليوم.. اتصلنا به نسأله عن مشاهداته من أعمال الدكتور داهش نظراً لهذه العلاقة الطويلة بينهما ، وحدثنا الحلاق عـن مشاهدات عديدة ومفارقات غريبة حدثت معه اثناء مـلازمته للدكتور في بعض الاحيان وهذا أهم ما جاء على لسان الحلاق المخضرم.

 

عقد ماري رياشي !

 

قال المزين المعروف :

- يرجع تاريخ هذه الحادثة الى اوائل سنة ١٩٤٤ ، عندما زار الكاتب الكبير اسكندر رياشي ذات صباح الدكتور داهش في منزله القديم بحي المزرعة برفقة الشيخ منير تقي الدين سفيرنا الحالي في الخرطوم ، وشاهدا حادثة موت الطيور الموجودة في القفص بــأُم عينهما وعلى اثر هذه الزيارة جاءت زوجة اسكندر رياشي الى الدكتور داهش ذات صباح برفقة احـدى قريباتها بينما كنت اقص له شعره في مكتبه بحضور الاستاذ حليم دموس والاستاذ يوسف الحاج ، والدكتور فريد ابو سليمان ، والشيخ خليل طوبيا.

ثم اضاف :

وبينما هي تنتظر لينتهي الدكتور من قص شعره دارت الاحاديث عن معجزات الدكتور داهش وسمعت الشيخ خليل يقول مشيرا الى المسبحة التي بيده، ، انها اتته بطريقة روحية عن طريق الدكتور داهش . فاستغربت مدام رياشي الامر وقالت للدكتور بعد أن أنهى قص شعره أنها لا تصدق شيئاً مما تسمع وانها لا تؤمن بمثل هذه الامور الا اذا شاهدت ما يجري بأم عينها . فسألها الدكتور عن طلبها ، فأجابته انها تريد عقـدا ثمينا مثل مسبحــة الشيخ خليل. وبسرعة خاطر مدّ الدكتور داهش يده نحوها وظهر في كفه عقد جميل ، فقدمه لطالبته التي ذهلت ولم تعد تـدري ماذا تقول.

وتابع السيد مجدلاني : ويبدو ان السيدة رياشي لـم تقتنع بالامر فطلبت منه ان يكون لها عقد

آخر على ان تذهب الى منزلها وتجــده هناك . فلبّى الدكتور داهش طلبهــا وأمرها بالذهاب الى منزلها وأخذ العقد من خزانته . فودعته مع قريبتها وبينما كانتا تنطلقان في السيارة الى المنزل التفتت ناحية منزل الدكتور داهش فشاهدته يلوح لها بألعقد الذي بيـن يديه !.

واردف محدثي مبتسما :

-ووصلت الى منزلها .. وكم كانت دهشتها عندما فتحت خزانتها ووجدت العقد ذاته فيها.

 

الحلم الغريب !

 

وحادثة ثانية يرويها السيد مجدلاني حدثت معه شخصياً هذه المرّة..

قال:

ــ حتى عام ١٩٥٠ كنت قد رزقت ثلاث بنات ولم ارزق صبيا .. وكانت زوجتي حاملا ، قأخذت  بقطع النذور واكثــار الدعوات ليرزقني الله صبيا.

وكنت لم أر الدكتور داهش منذ مغادرته البلاد على اثر الحادثة المعروفة مع المرحوم بشارة الخوري عام ١٩٤٤. و من وقت لاخر كنت ارى الاستاذ حليم دموس.

 

وذات يوم سألني الاستاذ دموس : - كم بنت عندك ؟

فاجبته :

ثلاث بنات وزوجتي حامل . فقاطعني مبتسماً :

- سترزق ولداً ذكراً هذه المرّة يا أبا جبران..

 

وبعد حوالي الاسبوعين اخـبرتني زوجتي ذات صباح ، انها ابصرت فـي منامها اننا رزقنا ولدا ذكرا ، وانهــا عندما حاولت كشف الغطاء عن وجهه لم تستطع النظر اليه لشدة النور المشع من وجهه..  وكانت الولادة التي حققت رؤية زوجتي ونبؤة الشاعر حليم دموس ، واطلقنا على المولود اسم جبران تفاؤلا بهذه الرؤية. وتابع ابو جبران بلهجته البيروتيه المحبَّبة :

ومضت السنون وصدف ان قمت بزيارة الى الدكتور داهش بعد رجوعه الى لبنان ، مصطحبا ولـدي جبران الذي كان قد ناهز الست سنوات تقريبا . وبينما كان الدكتور يداعب صغيري جبران التفت اليّ فجأة وقال باهتمام :

 اتعلم يا طانيوس أن لابنك مستقبلا باهرا ؟.. فاهتم لتعليمه على اكمل وجه..

ثم يتابع محدثي متمهلا :

وتذكرت رؤية زوجتي قبل ولاده جبران ورؤيتها للدكتور مستفسرا عـن معنى النور المشع من وجه المولود . وسالني الاستاذ حليم دموس عن تاريخ هذه الرؤية . فاجبته بأني لا أذكر ذلك ، ولا حتى تاريخ الولادة نفسها.

فأشار اليّ الدكتور بتناول کتاب من احد رفوف مكتبته، قائلاً بالحرف الواحد:

-انك لواجد طيه ورقة اسحبها واقرأها ..

 

وفتحت الورقة فاذا بها قصة الحلم الكاملة وتاريخه وتاريخ ولادة جبران.. مع العلم ان الدكتور كان خارج لبنان عند ولادة جبران وحدوث الحلم اي في عام 1951 ! .

 

كوب الماء !.

 

وقصة ثالثة لا تخلو ايضا مـــن الطرافة...

 

قال : ـ كنت احلق له في بيته ، وكنــا لوحدنا ، وبينما كنت منهمكا في حلاقـة ذقنه ، وامامي على الطاولة كوب مـن الماء ، اذ بهذا الكوب يرتفع تلقائيا الى مستوى معين ويميل بعض الشيء فكأن شخصا غير منظور قد شرب منه ثم اعاده الى مكانه السابق..

 

فارتعدت مذعورا ، وسالت الدكتور عن هذه الحالة فاجاب مطمئنا :

 

ـ لا تخف أنها ظاهر ة روحية !..