info@daheshism.com
شهادة السيدة هدية مراد

شهادة السيدة هدية مراد

 

 

كنت أقيم في مدينة بيت لحم بداية عام ١٩٤٨، ذلك العام الذي اجتاحت فيه الاضطرابات فلسطين والعالم العربي بسبب قيام الدولة اليهودية. وقد بدأت قصتي مع الدكتور داهش هناك، قبل لقائي الشخصي به بما يقارب الاثنين وعشرين عاماً. كنت أسمع الكثير عن قدراته الخارقة في المجتمع السرياني الذي كنت جزءً منه. فقد كان ابن خاله يوسف حنّوش وزوجي صديقين، وزوجة يوسف كانت عرّابةً لإحدى بناتي.

 وفي عام ١٩٥٢، سمعت عبر الراديو أنه قد تمّ رفع قيود السفر عن سكان الضفة الغربية وأنه أصبح بإمكانهم الذهاب إلى الأردن بدون جواز سفر وأن كل ما يحتاجون إليه هو بطاقة هوية. فقرّرت التقدّم بطلبٍ للحصول على بطاقة هوية، ولكنّني كنت بحاجة إلى إظهار صورةً حديثةً لي. فتمّ التقاط صورتي وطلبت من نسختها ست صورٍ صغيرةٍ وصورة واحدة كبيرة. وبعد استلامهم، وضعتهم في خزانة ملابسي وأغلقتها بنيّة الذهاب في اليوم الثاني إلى قاعة البلدية لإستحصال بطاقة الهوية. وفي اليوم التالي، كنت على وشك الذهاب، ولكنّني لم أتمكن من العثور على الصور الست الصغيرة، رغم أنّني بحثت عنهم في كل مكان. أما الصورة الكبيرة، فكانت لا تزال في مكانها، فقمت بوضعها في إطار وعلّقتها على الحائط.

ومرّت سنوات عديدة منذ ذلك الحين، وفي عام ١٩٦٨، غادرت بيت لحم مع عائلتي وانتقلت إلى بيروت، لبنان. وكنت قد زرت بيروت عدّة مرات قبل انتقالي النهائي اليها، وفي إحدى تلك المرّات نويت الاتصال بالدكتور داهش إذ كان لدي رقم هاتفه. فلطالما اهتممت بالروحانيّات وكنت متحمّسةً للقائه.

ولم يتمّ لقائي الأول بالدكتور داهش إلا في أواخر عام ١٩٦٩، عندما زارنا يوسف حنّوش، ابن عم الدكتور داهش، في بيروت، وقد ذكّرته عندها بوعده الذي قطعه بتقديمي اليه. فرحّب بالأمر وأجرى الاتصال بالدكتور داهش ثم رافقني أنا وزوجي وابنتي إلى مقرّ إقامته. وخلال ذلك اللقاء الأول نظر إليّ الدكتور داهش وابتسم ، ثم قال: "أتحبّين السفر؟" فأجبته "نعم". ثمّ قال: "نيويورك؟ واشنطن؟". ولم أكن لأدرك آنذاك أنّه كان يتنبّأ بالمستقبل ويشير إلى الرحلات المتكررة التي عدنا وقمنا بها من مدينة واشنطن وضواحيها، حيث نعيش حالياً، إلى محيط مدينة نيويورك، حيث أقام الدكتور داهش حتى نهاية حياته.

ظهور صوري الست المفقودة بجانب الدكتور داهش

خلال اللقاء الثاني مع الدكتور داهش، كان جالساً في الرواق، فإذاني أرى بجانبه الصور الست التي فقدتها منذ ما يقارب العشرين عاماً، ففوجئتُ جداً برؤيتها هناك بعد تلك الفترة الطويلة. وبعد عدّة سنوات، سألني الدكتور داهش عمّا إذا كانت لدي صورةٌ لي في سنٍّ أصغر فأجبت بالقول: "أعتقد ذلك". وعندما عدت إلى المنزل، بحثت عن صورةٍ لائقة لأعطيها له، ولكن لم أجد أيّاً، إذ معظمها كانت إمّا صغيرةً أو غير واضحة. فلجأت عندها إلى الصورة الكبيرة ذات الإطار المعلّقة على الحائط وأخذتها إليه. وكان سعيداّ عندما رآها، وقد اجتمعت الصور الستة والصورة الكبيرة مجدّداً وأصبحت الآن في حوزته.

وقد شهدت على مرّ السنين، العديد من المعجزات الرائعة على يدي الدكتور داهش، النبي الحبيب. وإنّي أشعر بالندم الكبير لعدم تدويني العديد من تلك الأحداث والمعجزات وقت حصولها، فالآن، لا بديل لي إلّا الاعتماد على ذاكرتي.

وفيما يلي بعض المعجزات التي شهدتها:

ورقة تتحوّل الى زجاجة عطر وباقةٍ من الزهور:

 

 

في أحد أيّام فصل الشتاء في أوائل السبعينيات، زرت الدكتور داهش في منزله في بيروت. فرحّب بي بابتسامةٍ، كعادته مع جميع زوّاره. وكنت جالسةً أتحدّث معه وعلى وشك فتح حقيبتي لآخذ منها غرضاً، عندما لاحظت وجود ورقةٍ صغيرة ملقاة على المقعد المجاور لي. وكان بإمكاني أن أقسم أنها لم تكن هناك من قبل! عندما سألت الدكتور داهش إذا كان يريد مني إلقائها في سلة المهملات ، أجاب: "أعطني إياها"، وعندما لمسها تحوّلت فجأة ً إلى زجاجة عطرٍ صغيرة مع باقةٍ صغيرة من الزهور الاصطناعية بالقرب منها. لقد أذهلتني هذه المعجزة.

 

دبّوسٌ مزخزف من الماس يخصّ إمبراطورة إيران ينقل عجائبيّاً

في مناسبةٍ أخرى،  وفي أحد أيام الشتاء أيضاً، زرت الدكتور داهش ، المسيح العائد. وكنت أرتدي معطفاً يحوي في جانبه الايسر على دبّوسٍ مزخرفٍ أبيض وأزرق غير مكْلف ولكنّه جميلٌ للغاية. وأشار الدكتور داهش كم هو جميل وسألني إذا كان مصنوعًا من الماس الحقيقي. فأجبته بالقول أنه  نسخةٌ مزيّفة. ثم قال:" أعطني الدبوس". ففصلْته عن معطفي وأعطيته إياه. وبمجرد أن لمسه، تغيّر لونه إلى أبيض شاحب، وقال لي: هذا الدبوس يخصّ إمبراطورة إيران ، فرح ديبا، وقد ابتاعته من متجر مجوهراتٍ في فرنسا، وهذا عنوانه ... (ذكر العنوان) ، وقد دفعَت هذا المبلغ لابتياعه... (ذكر المبلغ بالفرنك الفرنسي) ". وبعد أن سنحت لي فرصة الاستمتاع بجماله، قال الدكتور داهش: "يجب أن يعود الدبّوس إلى صاحبته الشرعية ، لأنّ الاحتفاظ به يعتبر سرقةً". ثم لمسه مرّة أخرى فاذاه يعود إلى ما كان عليه من دبوسٍ أزرق وأبيض.ثمّ قال لي الدكتور داهش: "إنّ المسافات والأوزان ليست عائقًا على الإطلاق أمام الروح وقدرتها. فلا يوجد شيء مستحيل للروح الذي تأمر بأن كن فيكون فوراً ".
 

سبعةُ أوراقٍ بيضاء تتحول إلى عملات نقدية

ذات يومٍ ، كنّا أنا وعددٌ من أخوتي وأخواتي الداهشيين مجتمعين في رواق منزل الدكتور داهش في بيروت. وكان السيد سليم قمبرجي قد وصل لتوّه من المملكة العربية السعودية وسلّمني ظرفاً من ابنتي. فوجدتُ فيه سبعة أوراقٍ نقدية من فئة المائة دولار وسبعة أوراق بيضاء فارغة. فشعرت بالحيرة وسألت الدكتور داهش عن الأوراق البيضاء،  فقال: "هذه عملة نقدية جديدة". فقلت له ، "حسنًا ، من فضلك إقبلهم كهديةٍ لك." قال: "لا ، هذه عملةٌ نقديةٌ جديدة لكِ أنت" . فرفضتُ الاحتفاظ بها وسلّمتها إليه. وبمجرّد أن لمس الأوراق البيضاء الفارغة ، تحوّلت فوراً إلى أوراق نقدية من فئة المائة دولار، فكان المجموع نفس قيمة المبلغ الذي أحضره لي سليم. وقد تحيّر جميعُ من كان حاضراً من هذه المعجزة.
 

قطع أوراقٍ مقصوصة تتحول إلى عملات نقدية

في أحد أيام الصيف، زرتُ الدكتور داهش في بيروت برفقة زوجي وابنتي. فرحّب بنا بابتسامةٍ ثم طلب من زوجي أن يذهب إلى مكتبةٍ لبيع الكتب ويشتري منها ورقةً بيضاء كبيرة. فقال له زوجي أنّ اليوم يصادف نهار الأحد وربما تكون المكتبة مغلقة ، لكن الدكتور داهش أكّد له أنها مفتوحة. فذهب زوجي إلى المكتبة وعاد بورقةٍ بيضاء كبيرة وملفوفة. وقال الدكتور داهش لزوجي أنه بامكانه العودة الى منزله، ففعل، بينما بقيت أنا وابنتي في منزل الدكتور داهش. ثم أحضر لنا مقصّين قديمين تآكل حديدهم نتيجة الصدأ، وأعطانا قطعةً مستطيلة من الورق لاستخدامها كعيّنة لقصّ الورقة الكبيرة على اساس حجمها. ولكن المقصّ كان سيّئاً للغاية لدرجةِ أننا لم نتمكن من القص بشكل مستقيم والعديد من جوانب الأوراق المقصوصة كانت متعرجة، فتعبت أيدينا من القص. وعاد الدكتور داهش وأخبرنا أن نتوقف وان ما قصصناه كان كافٍ. وأخذ منا الأوراق وقال: "بحقّ الله تعالى، أن تتحول هذه الأوراق إلى عملات نقدية لبنانية". وعلى الفور ، أصبحت الأوراق عملات نقدية لبنانية مستقيمة وجديدة، وزالت جميع تعرجاتها المقصوصة، كما لو أنها خرجت للتوّ من المطبعة. ثم قال لنا: "تحتوي هذه الأوراق النقدية على ارقامٍ متسلسلة خاصّة بها ويمكن صرفها في أي مكان". ولكن فجأةً ، اختفت الأوراق المالية من أمام أعيننا وقال: "لقد سُمح لكم ان تشهدوا هذه المعجزة حتى تُدركوا مدى قوّة الروح. فلا يوجد شيء مستحيل بالنسبة للروح، التي تقول كن فيكون، ولا يتمّ ذلك إلا  باذنٍ من الله تعالى. "

 

ظهور كيس من الفستق في الهواء

كنت أنا وعددٌ من الداهشيين نتحدث مع الدكتور داهش في منزله في بيروت.  ثم وصل في وقتٍ لاحق السيد إيليّا حجّار ، وهو أخ داهشي ، وانضم إلى محادثتنا. وكان يحمل في يده بعض حبات من الفستق، فأعطاها للدكتور داهش الذي أخذها شاكراً.  ثم قال الدكتور داهش: "أحب الفستق كثيراً".  فقلت له : "لو أنني كنت أعلم أنك تحب الفستق ، لكنت أحضرت لك بعضاً منه معي". قال لي: "لا ، شكرًا". وفجأةً ، تغيّرت بشرة وجه الدكتور داهش (إشارةً إلى أن الروح قد أحتلّته) وخاطبتني الروح قائلة : "خذي هذا الكيس وأعطه للنبي الحبيب". وقد ظهر الكيس عجائبياً  وجاء من محلٍ معروف لتحميص المكسرات في بيروت يُعرف باسم "محمصة العائلات".

وكانت المكسرات محمصةً وطازجة ولا تزال دافئة. أخذت الكيس وأعطيته للنبي الحبيب ثم دفعت ثمنه - وكأنّني اشتريته بنفسي - فاختفى المال على الفور. وقالت الروح المقدسة، "عندما أحضرُ شيئاً يخصّ شخصاً آخر ، إما أن يُعاد الشيء إلى صاحبه الشرعي بعد إظهار قوة الروح وإخضاعها لقوانين الطبيعة ، أو يتمّ شراء الشيء بطريقةٍ مناسبة."

 

الروح تقرأ  أفكاري وتساعدني في اختيار هدية

في زيارةٍ أخرى للدكتور داهش في منزله في بيروت ، كنت وعددٌ من الداهشيين نجلس معه في الرواق. وتحدّى الدكتور داهش بعض الداهشيين في مسابقة شعرٍ مقفّى يعرف باسم "الزجل". وكنت أستمع باهتمامٍ إلى شعره الزجلي، كما كانت أفكاري تنجرف بعيداً الى التفكير في نوع وماهيّة الهدية التي يجب أن أشتريها للدكتور داهش بمناسبة عيد ميلاده القادم.

فقلت لنفسي انّه يجب ألاّ أحضر له الورود، لأن معظم الناس يجلبون له وروداً. وفجأةً ، ظهرت الروح وخاطبتني قائلة : "سأخبرك ما هي الهدية التي يمكنك منحها للحبيب. هو بحاجة لآلة حلاقة كهربائية وسيكون سعيدًا بالحصول عليها ". خاطبتُ الروح قائلة:  "من أين أشتريها؟" قالت الروح: "ها هي ذا." فأعطتني آلة الحلاقة الكهربائية التي ظهرت عجائبياً وأخبرتني بسعرها. فدفعت ثمنها وشكرت الروح على انقاذي من معاناة التسوّق وايجاد هدية مناسبة للحبيب. وعندما قدمتها للنبي الحبيب ، كان سعيدًا جدًا بها وقال: "كيف عرفت أنني بحاجة إلى آلة حلاقة كهربائية كهذه؟" وهو قد قال هذا لأنه عندما تحتلّه الروح ، لا يعرف ما يحدث أثناء الإحتلال، إلا إذا كشفته الروح له ، أو اذا ذكره شاهد المعجزة.  وشكرني كثيراً على الهدية.

 صحن يطير في الهواء ويهبط أمام النبي الحبيب

كنت أزور الدكتور داهش بشكل متكرّر أثناء إقامته في الولايات المتحدة  وحتى وفاته عام ١٩٨٤. وذات يوم ، صادفت أنني كنت أزوره عندما لاحظت صحنًا صغيرًا في الثلاّجة يحتوي على قليلٍ من العنب الأبيض الناضج جدًا.   وقد نضجت حبات العنب لدرجة انه تغير لونها ولن يمر وقت طويل قبل أن تتحول إلى زبيب. وفي أكثر من مناسبة ، كنت أمسك بالصحن بنيّة التخلّص من محتواه ، ومع ذلك ، فإن شيئًا ما كان يعيقني فأتركه في الثلاجة. وأثناء تحضير العشاء للدكتور داهش سألْته عن الصحن فقال إنه لا يريده وانه يمكنني التخلّص منه. لذا ، قمت بسحبه من الثلاجة وبدلاً من إلقاء محتواه في سلّة المهملات ، قمت بوضعه على طاولة المطبخ بقصد التخلص من محتواه في وقت لاحق. وفجأةً ، رأيت الصحن يرتفع في الهواء من تلقاء نفسه ، ويهبط على الطاولة حيث كان يجلس الدكتور داهش. فقال لي: "قلت لك أن تتخلصي منه" ، فأجبته إنني كنت أنوي ذلك بعد أن تنتهي من عشائك ،ولكنّه فجأةً طار في الهواء وهبط أمامك . في تلك المرحلة ،أدرك النبي الحبيب أنّ ذلك حصل لسبب وأنه يجب أن يأكل حبّات العنب تلك، ففعل.