info@daheshism.com
الحبيب والفنّ الفنّ السرياليّ:

 

                              إلى مُتْحَفِ كيوتو الزيتيّ

 

واستقلّينا سيّارةً أوصلتنا إلى مُتحفِ الفنّ، فدخلناه.

وبأسفٍ كلّي، وجدتُ مئاتِ اللوحاتِ الزيتيّةِ تملأُ جدرانَه العظيمةَ الإتِّساعِ، وجميعُها لوحاتٌ عصريّةٌ- سرياليّة- ولم تقعْ عيني على أيَّةِ لوحةٍ واقعيّةٍ.

وهذا يُبرهِنُ، بصورةٍ جليَّةٍ لا تقبلُ الشكَّ، أنّ الحكوماتِ نفسَها لا خبرةَ لديها بهذا الفنِّ، وقد سيطرَ عليها فنّانو السرّيالزم حتّى سمحوا لهم بإدخالِ لوحاتِهم التافهةِ إلى المتحفِ الحكومي؛ إذ ظنّوا أنَّ الفنَّ السرّيالي هو فنٌّ له قيمةٌ جُلّى، مع أنَّ الحقيقةََ لا قيمةََ لهذا الفنِّ التافِه، إذْ بإمكانِ طفلٍ أن يغمسَ الفرشاةَ في الألوان، ويضربُها على القِماشة كيفما شاء، ويخرجُ علينا بلوحةٍ تُعلَّقُ في متحفٍ حكوميّ! واأسفاه! لقد سيطرَ الجهلُ في موضوعِ الفنِّ على جميعِ حكوماتِ كرتِنَا الأرضيّة، إذْ لا تدخلُ متحفاً إلاّ ترى فيه من هذه اللوحاتِ الرخيصةِ بفنِّها الكاذب. فأين أينَ الفنُّ العظيمُ الممثَّلُ بلوحاتِ رامبرانت، وميكال آنج، ورفائيل سانزيو، وبوشه، ورنوار، وبوغورو، وده لاكروا، وغيرِهِم كثيرين مِمَّنْ بلغوا أوجَ الفنّ، وخلّفوا لنَا تراثاً تعتزُّ به أُمَمُ الأرضِ قاطبةً؟!

أينَ هذا الفنّ- فنُّ القدامى العظيم- من (سلَطَة نَوَر) المعاصرين، من فنِّهِم المخنَّث التافِه؟! قاتلَهُ اللهُ وقَتَلَه، وأراحَ البشرَ من عظيمِ ضرَرِه.