info@daheshism.com
الصحة,   الأمراض,   الأطباء: 

 

للهِ ماهذه الزلزلة؟

                          

مرارةُ الموت ذقتها من سقطة الموت المزلزلهْ

كأنّ صخرةً جبارةً هوتْ عليَّ وهي تُدِّوي مجلجلَهْ

صحتُ مذعورًا، ملتوي الكفّ، مرتجفصا، لله ما هذه الزلزلهْ

وفخذي تمزقتْ عضلاتُه بقوة، كأنّ ذئبًا مفترسًا قد مزقه

يا لفخذي قد دهتهُ الدواهي! فمن هو الذي جندله؟

وكفي اشعر به كأن لحامًا شرسًا، إربًا إربًا قد قطعه

أو كأن نجارًا عتيًا قد أشرع منشاره الرهيب نشره

لله! كم أصبحتُ شقيًا، تعيسًا، بائسًا، يائسًا، مضنى، بعدما طواه دهري ونشرَهْ

خمسة وأربعون يومًا مضت، وما زِلْتُ أعاني آلامًا يعجز عنها الكَفرَه

أَبتْ أن تشفى فازداد شقائي وكيف لا يشقى من فرغ صبرُهْ

ورفعَ أحبائي ضراعتهم مرددين: ليت إله العرش يهدئ أعصابه ويصبره

أصبحت يدي متيبسةً متخشبةً، وكأنها طيرٌ من الطيور المصبره

قالت فوته: أتى الليل، وفي الليل الدجوجي يبدأ المه وسَهَره

وما دامتِ الآلام اصبحت رفيقة حياته، فماذا تفيده شهرته

فمذ إصابته مضى خمسة عشر يومًا علاوةً على شهره

فالوجع الطاغي بغى عليه، ولدى الأطباء كشفه وشهره

يستيقظُ، والورم بيده يخيفُه، وبالأوجاع يمضي يومُه

أصبح متشائمًا بيومه، ثم لاعنًا لدهره

وانطوى على نفسه منكفئًا، منزويًا، ومجترًّا لقهره

غير مطمئن لمخلوق، فكلهم لديه مُداجون وقيمتُهم حشره

والأطباء سبعة منهم عادوه، وآراؤهم في يده كانت مختلفه

يئسَ منهم جميعًا إذ فشلوا، فصاح بألم، لله! كم أراهم مهزله!

ما عُدْتُ أؤمن بنطاسيهم. فأمهرهم أشدهم تمسكًا بجهله ودجله

لن أُصدق ابرعهم لا، ولن أؤمن بطبه ولن أوقره

يدي المتصلبة كشفت أضاليلهم فإذا هم قميئون، أقزام ومكره

فإن لم يشفها ربُّ البرايا، خالقُ السماء والأرضين بمعجزه

فإني واثقٌ إذْ ذاك بأنها ستدخلني وتلحدني بالحفره

                                                              الولايات المتحدة الأميركية

                                                الساعة الثالثة من فجر 31 أيار 1976