info@daheshism.com
عاشرًا: السيّالات

شجرة معرفة الخير والشر

 

 

حلمت أنني أرتع في جنة دانية قطوفها

ورائعة أزهارها،

وباسقة أشجارها،

وصادحة أطيارها،

وعذبة أنهارها،

ومذهل ليلها ونهارها!

وسرت بين الورود والرياحين،

والأضاليا والنسرين،

والبنفسج والياسمين!..

وكان الفراش يحوّم حول هذه الأزهار

وهو موشّى بألوان عجيبة تذهل من يراها.

 

وفجأة شاهدت شجرة عجيبة

غضة الأغصان،

باسقة الأفنان،

وراعني منها آلاف من الأثمار المتنوعة،

كل منها شهيّ.

فدنوت منها،

وكانت مثقلة بما تحمله من الفواكه اللذيذة.

وذهلت إذ شاهدت أن كل ثمرة ينبثق منها خيط نورانيّ

ممتد بصورة لا نهائية،

ووجهته كرتنا الأرضية.

وكانت آلاف من السيالات

تجوب هذه الحديقة العجيبة الغريبة،

وكل منها يتذوق ثمرة منها.

 

تملّكتني حيرة شديدة!..

وفجأة،دوّى صوت رهيب مهيب،

قائلاً لي:

-إن كل سيال يتذوق من هذه الثمار

هو تابع لمخلوق بشريّ يعيش في _دنيا الأرض)

حيث أنت تعيش أيضاً.

فإذا تذوق السيال ثمرة لذيذة

أثّر مذاقها في الشخص الموجود بدنياكم.

وبعكس هذا إذا تذوّق السيال ثمرة ما

لا تحتوي سيالاً علوياً،

فإنه يؤثّر بالسيال الموجود في عالم الأرض

فيرتكب الشخص عملاً غير شريف يدعه يسقط؛

وما سقوطه إلا بسبب تذوّق السيال لثمرة من الممنوعات.

وهكذا الشخص الموجود في عالم الأرض

باستطاعته أن يدع السيال الموجود في هذا العالم

يرتقي أو يسقط بواسطة أعماله.

وصمت الصوت.

وكانت السيالات منهمكة بتناول شتى أنواع الثمار

من ممنوعة وغير ممنوعة...

وفجأة،اقترب منّي سيال قال لي:

-أنا سيال منك،

فلو تزوجت لكنت ابنتك،

ولكنت ارتكبت آثام اللذات المحرمة،

فحسناً فعلت بعدم زواجك،

إذ منعتني من السقوط،

وهذا ما أشكرك عليه.

ثم اقترب مني ثلاثة سيالات أخرى، وقالت لي:

-نحن أبناؤك أيضاً الغير المجسدين،

لأنك لم تتزوّج.

 

                           1971

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة