info@daheshism.com
تاسعًا: البشر: وضاعتُهم وشرورُهم

تمثال الحريّة

 

 

أيّها التمثال العظيم!

يا رمز الحريّة!

والحريّة معشوقة شعوب الأرض طرّاً،

بيدك الجبّارة ترفع مشعلها،

هذا المشعل الأبديّ النور!

يا من أصبحت أشهر من نر على علم!

ألا تعلم بأنك أخطأت بإعطائك الجميع الحرية التامة،

دون أن تقيدها ببعض القيود الضرورية؟!

لقد أبحتها حتى للزنجي والتركي والعربي والعجمي،

ولجميع من يقطن في المدينة التي تنتصب فيها.

لكن الضرر كان واضحاً من وهبك الحرية

للغادات الناعمات الغاديات الرائحات.

لقد خلعت عليهنّ رداءك العظيم،

فهرعن وخلعن بدورهن ثيابهن،

وأصبحن كما ولدتهنّ أمهاتهنّ!

أرأيت أيها التمثال العظيم

أن الحرية يجب أن يكون لها قيد يصونها

كي لا تفقد معناها!

لقد تلوثت هذه الحرية بعدما لطختها أفعالهنّ.

وثق بأن  نهر الهدسن نفسه

لأعجز أن يستطيع غسل ما التصق بالحرية،

ورفع الأدران والأوشاب التي امتزجت بهذه الحرية

امتزاج الروح بالجسد!

ويا أيها التمثال الشهير!أشهر سيف نقمتك،

واضرب به الخارجين والخارجات

عن طريقك القويم  وصراطك المستقيم.

وقوّم اعوجاج من سوّلت لهم نفوسهم السير بطريق الباطل،

يا أيها المانح النعمة لملايين الملايين.

أيها التمثال الجبار المنتصب كالقدر المهيب!

دعني أكون سوط نقمتك،لأسوط به اللواتي أسأن إلى حريتك.

ودعني أرفع هذا السوط وأخفضه على أقفية المنخثين

من رجال هذا العصر وخنافسه الحقيرة؛

فالخنفسة تسحقها النعال،

ومن تخنفس حاقت عليه اللعنة،

فأصبح بحاجة للنعل كي يؤدبه ويقوم اعوجاجه،

فيعود إذ ذاك صوابه إليه.

وداعاً أيها التمثال العظيم ! يا رمز الحرية العظيمة

التي تتوق إليها نفس كل بشري يقطن في هذه الغبراء!

 

نيويورك في18 أيلول 1969

منتصف الليل

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة