info@daheshism.com
ثامنًا: نذيرُ الفناء

أيضاً إلى أخي سليم

 

ها قد مضت الاعوام،

وتصرمت الشهور،

وتلاشت الأيام،

وما زال الأنام يعمهون بالآثام،

ويخوضون معامع الشرور،

ويسكرون بخمرة الفجور،

لقد اندمجوا بالآفات،

وخاضوا غمرات الموبقات،

وهيهات أن يرتدعوا هيهات!

وأنت أيها الاخ الحبيب!

لقد تكشفت لك الحقيقة،

فذهلت مما يرتكبه المدعون باعتناق الاديان،

هؤلاء الكذبة الذين أصبحوا لا يأبهون بوصايا الديان.

وقريباً قريباً سيبوّق ملاك الرب بالصور،

وإذا بالجبال تتفكك عراها،وتباد ذراتها،

والاطواد الشامخة تتدمر وتتردم فتعلو آهاتها،

وتظهر شياطين الهاوية، وتطفر أبالسة الجحيم،

المتقد بالنيران الخالدة مدى الآجال،

ويقودون كل من مكر وارتكب المحرمات من النساء والرجال،

ويلقون بهم في أعماق سقر المتأججة بالأهوال الهائلة الرعب،

وتعلو صيحات الذعر المبيد والخوف الهائل من الأشباح الشهب،

فتهتزّ أسس الهاوية لهول صرخات هؤلاء الأشرار الفجار،

وإذ ذاك أحلق بجناحي الشفافين نحو الاعالي،

وأنت ترافقني فأرتاح ويطمئن بالي،

ونبلع جنة الفردوس الخالد بنعيمه الأبدي،

وإذا بالأب حليم الوقور يهرع بحبور لاستقبالنا،

وقد انضم إليه الحمل الوديع جورج حداد والفرح يغمره غمراً،

ويفتح الأخ الحبيب جورج خبصا ذراعيه

ويضمني إلى صدره العامر بالإيمان؛

فأشعر بفرح إلهيّ ومرح لانهائي يغمرانني فأنسى الوجود،

وكذلك يهرع الأخ بولس فرنسيس والشوق يحدوه للقائنا،

وتتقدم ماجدا هذه اليمامة الذبيحة،هذه الحمامة الشهيدة،

وتقدم لنا باقة من حبق جنة الخلود،

وتحيينا والدتها المجاهدة ماري حداد هذه النادرة بين النساء،

وبرزت والدة الهادي وهي تقول لنجلها:

"اليوم دست بقدميك رؤوس الأعادي"،

وكان النور يطفح من وجهها البهيّ،

والسعادة تشملها بنعيمها اللانهائي؛

كيف لا وقد نعمت عيناها واكتحلتا،ثانية بهاديها الحبيب!

وجلس الجميع تحت شجرة معرفة الخير والشر،

ورفعت آيات الشكر لخالق الخلائق وباري البرايا،

وتمضي الآجال وتزحف الأجيال،

ونحن نظنها ثواني لعظم سعادتنا وعظيم غبطتنا.

وإذ ذاك أذكرك يا أخي سليم،

قائلاً لك:

أما قلت لك بالدوحة:

الساعات تمر مر السحاب

والدقائق تتلاشى،فذهابها دون إياب،

والأيام تفنى بما تحمله من شقاء وعذاب؟

فلنمجد الخالق ولنثبت بإيماننا الروحي الخالد الراسخ،

ليتحقق أملنا باجتماعنا في فردوس النعيم المقيم.

 

                                  الولايات المتحدة الأميركية

                                  الساعة 3 وربع بعد الظهر

                                         23/2/1978

 

Back To  مبادىء داهشيَّة