info@daheshism.com
ثامنًا: نذيرُ الفناء

الأرض الزانية

 

حلمت أنني جالس على عرش إلهيّ مهيب،

وقد تمنطقت بالشمس،

واعتمرت القمر،

وتزينت بالكواكب،

وقد أمسكت البروق بيمناي،

والصواعق استقرت بيسراي،

وسارت العواصف بجانبي،

والأمطار تتبعت أثري خطوة فخطوة؛

وكانت الرجوم تحاذيني،

والسدم تأتمر بأمري.

وسرت بسرعة النور

نحو أرض البشر،

هؤلاء الأشرار الفجار؛

فالمسافة للوصول لأرضهم العامرة بالمفاسد والموبقات

هائلة الأبعاد مديدة المسافات.

وسأنقض على أرضهم لأردمها فوق رؤوسهم،

لأنهم عاثوا شروراً، وارتكبوا مفاسد هائلة،

فقضت إرادتي أن أبيد كل نسمة حية

في هذه الأرض الفاسقة الزانية،

وسأبيد كل مخلوقاتها عن بكرة أبيهم.

وأخيراً وصلت إليها،

فأمرت الزلازل أن تتفجر براكينها

في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

وإذا بدويّ هائل مزلزل

لم تسمع مثله الآذان البشرية قط!

إذ تفجرت آلاف البراكين المتلظية بجحيمها المزلزل،

زطغت البحار، وتدفقت أمواه المحيط العظيم!

وأمرت الأمطار أن تتساقط بغزارة هائلة.

والبروق كان وميضها الهائل ينير الأرض بكالمها،

فتظهر الخلائق المذعورة برعب طاغ،

وكانوا ينوحون بمرارة عظيمة،

والخوف المزلزل قد غيّر سحنهم فإذاها شوهاء مريبة،

تبعث الذعر المدمر في الناظر لتلك الوجوه الشائهة،

والعيون التي جحظت لفظاعة ما شاهدته من أهوال رهيبة!

وأطلقت سراح الصواعق فراحت تدكّ الأرض دكاً متواصلاً،

وفككت عقال العواصف فانطلقت بجبروت،

وهي تعيث خراباً هائلاً في جميع أرجاء المسكونة.

فتدمرت جبنات الدنيا وتقوضت الجبال،

وانهارت وكأنها مصنوعة من خيوط العناكب،

وكانت صيحات الهول المدمر تصاعد من الحناجر،

فتمزق الفضاء بعويلها الشيطاني المجلجل.

لقد قضي على أهل المسكونة الفساق،

فيا لمصيرهم الهائل!

لقد اندرست معالم الأرض واندثرت أبدياً،

فأصبحت في خبر كان!

 

                           كتبت في الطائرة الذاهبة من أغادير للدار البيضاء

                           في الساعة 12 و45 دقيقة بعد ظهر 19آب 1976

 

Back To  مبادىء داهشيَّة