info@daheshism.com
سابعًا: لبنان وحصاد الاضطهاد

إستقبال عام 1980

 

أيها العام الجديد،

إنني أستقبلك مرحّباً بقدومك،

بالرغم من اكفهرار السماء المطيرة

التي حجبت عنك أنوار نجومك.

إن أيام سلفك الراحل

كانت أياماً دجوجية الجلباب.

فكم فقد فيها من الاحباب!

وكم تجندل غدراً من أحب الصحاب!

إن الحرب الضروس الشرسة بلبنان

التهمت الشيوخ وافترست الشبان

وهتكت العديد من الغيد الحسان!..

فهلاّ رأفت بنا وأغدوت علينا الحنان،

بعدما رشتنا سهام إبليس وصنوه الشيطان.

إن الدواهي التي دهمتنا،

والأهوال التي انقضت علينا،

والمخاوف التي عصفت بنا،

والرواعب التي ردمتنا،

والصواعق التي دمرتنا،

والصواريخ التي أبادتنا...

ما كنا لنبتلى بمزلزلاتها

لو سرنا على طريق الفضيلة المثلى.

لقد شططنا عن الطريق القويم،

واحرفنا عن الخط المستقيم،

وانجرفنا بتيار الشر الطافح الإثم،

وخضنا غمرات شهوات إبليس الرجيم،

ونفّذنا رغبات بعلزبول السفلي الذميم،

ومكثنا راتعين في شهواتنا الدنية

أعواماً تتلوها أعوام فأعوام...

دون أن نعتبر بالفضيلة أو نرتدع.

وإذا بيد الله القوية تدكّ ربوعنا دكاً،

وتحيل عامرنا لخراب هائل،

وتجعله قفراً بلقعاً ينعب البوم بخرائبه،

وتجول الغربان بين ركامه وطلوله،

وتصول الذئاب بعرضه وطوله.

إنه الجزاء الإلهي عصف بنا فقوّضنا تقويضاً،

وما كان الله ظالمنا،

بل كنّا لأنفسنا ظالمين.

فرحماك،أيها العام،رحماك!

فها إني ألتجئ لائذاً بحماك.

ترى هل سيمتد أجلي

حتى نهاية أيامك،

أم تراني سأتوارى في أحد أيام عامك؟

لقد وطئت أرضنا اليوم أهلاً،

وها إني أستقبلك سهلاً،

منتظراً ما ستفاجئني به مخبآتك.

ومن ألقى اتكاله على الله

فإنه ناصره وظافره.

 

                     بيروت الساعة الثانية والنصف

                     من فجر أول كانون الثاني 1980

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة