info@daheshism.com
سادسًا: داهش المُؤَدِّبُ الإلهيّ

أرضكم هذه

(بلسان الملاك الرقيب)

 

أما أرضكم فحقيرة:

فرغباتكم دنيئة،

وتمنياتكم فيها زرية،

وكل من يدبّ عليها مجرم أفّاك وحقير سفّاك.

الغش يسري في منعطفاتها،

والطمع يتمشى في نفوس أبنائها،

والتدليس البغيض يعشش في أعماق قسسها،

وحب (المرأة) أصبح جزءاً لا يتجزأ منها،

والمال-ألا لعنة الله على هذا المعدن الخسيس-هو الذي يسيّر جميع شؤونها.

فلا (الملك) صاحب التاج والصولجان،

ولا (العالم) الجليل صاحب الرفعة والشان،

ولا(القائد) صاحب السطوة والسلطان،

ولا (العظيم) القدر أو الحقير من الإنسان،

ليس جميع هؤلاء سوى أفاع سامة،

وذئاب خاطفة،ووحوش باطشة!

لقد ذهبت الكرامة،

وتلاشت الفضيلة،

وامحى الصلاح من أرضكم،

فساد الشر والفساد،

وطغت النقيصة على أرجاء معمورتكم الزرية،

ولم يجد الصلاح بكم شيئاً!

لقد هبط الأنبياء إلى أرضكم

فقابلتموهم بالإعراض والزراية والإستهزاء،

فغادروكم غير مأسوف عليكم،

وخلّفوا لكم حقارتكم وشروركم،

وهي أكثر من أن يحصيها عد!

ودارت الأجيال دورتها،

فإذا بالأعوام تباد تحت سنابك أقدامها القوية،

وإذا بأفلاك قديمة تدول

فتظهر مكانها نجوم وعوالم جديدة غيرها،

وها هو (الملاك) يقف في أقصى السماوات،

وهو يبوّق،في بوقه، بقوة و جبروت،

قائلاً لكم،وهو ينظر إليكم بحزن بالغ:

يا أبناء الأرض!

توبوا واندموا على معاصيكم

لأن النهاية قد دنت!

 

جونيه 16 تموز 1943

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة