info@daheshism.com
سادسًا: داهش المُؤَدِّبُ الإلهيّ

غضبة مروعة

 

أيها (الفضاء) اللامتناهي! هبني نعمة التحليق في فضائك الشاسع!

ويا أيتها (السماء) الصافية!...لله ما أروعك برحابتك الإلهية!

وأنت أيتها (الكواكب) السابحة في محيطك المترامي...ما أعجب أسرارك!

وأنت أيها (البدر) التائه الحيران!...تخطّر في عالمك البهي، وانظر إلى صغائرنا!

وأنت (يا أثير)،يا معدن الرقة واللطف!...طوّف بين السدم الغريبة!

وجوبي أيتها (الأرواح)!...في صعود وهبوط،وتأملي في هذه الأسرار!

ولينظر(جميعكم) إلى عالمنا الوضيع لتروا شدّ ما هو زخّار بالنقائص!

ولتوغل (الملائكة) في الإبتعاد عن عالمنا السخيف لأنه بالإثم والجريمة غائص!

ولتبوّق(الأرواح) الطاهرة بأبواقها الأزلية منذرة بواسطتها أبناء الأرض!

وليفكّ عقال(إبليس) الطاغية...كي ينشر الهول والذعر في أرجاء المعمور!

ولتخرج(الأبالسة) من جهنمها لتذيق زنادقة البشر طعم الآلام المريرة!

ولتطلق الحرية (للثعابين) الفتاكة كي تؤدب كل ذي نسمة وحياة!

وليعمّ(الخوف) والهول والرعب كل أبناء آدم وبنات حواء!

ولتندلع (نيران) الهاوية...بأشد عنفها وجبروتها!

ولتدك شوامخ الجبال المشمخرة فتنهار!

ولتفض البحار والأوقيانوسات...وجميع الأنهار!

ولتغرب الشمس! وليطو الليل!...وليندثر النهار!

ولتذو المروج والغياض!...ولتفن الرياض والأرباض!

وليعمّ الخراب الشامل هذا الكون الملعون الفاسد،وليمحق!

لأن البشر خاضوا في أوقيانوس  إثمهم الشنيع وإفكهم الفظيع!

فالآن!...لم يعد في قوس الصبر منزع!

 

بيروت مساء 21/ ك2 / 1943

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة