info@daheshism.com
سادسًا: داهش المُؤَدِّبُ الإلهيّ

يوم الإنتقام

 

يا يوم (الإنتقام) الرهيب!

متى تأزف ساعتك الرهيبة العادلة؟

متى،يا صديقي، وخلّي الوفيّ،

ستقصّ لي من الخونة اللئام،والسفلة الطغام؟

متى، يا فارسي الوحيد، وكوكبي الهائم في مسارح الفضاء،

تنقضّ بصواعقك المنجلية الجبارة على رؤوس أعدائي؟

متى، يا سيفي العادل،

تحتزّ هام من غدروا بي، وخفروا ذمتي،

وأنا من كونتهم وخلقتهم خلقاً جديداً؟!

متى،يا سيف الإنتقام،

تهتزّ أمام أعين الجبناء المرائين الذين لم يصمدوا أمامي،

فأخذوا يطعنونني من الوراء؟!

متى يا إله الهول،

تدك ما ظنوه معاقل أمينة،

وتقوّض ما توهّموه ملاجئ حصينة؟!

متى،يا حبيبي،

تدني منّي تلك(الساعة) التي يبدأ منها (عهد مجدي) وهنائي؟

متى،يا من أتغنّى باسمك العذب،

ستلقي بدروسك القاسية على (ضفادع) الحياة،

و(جرذان) السراديب؟

متى، يا معولي القاسي،

ستبدأ في عملية النسف والتدمير؟

وهل (عهد) هذا ما يزال بعيداً؟

متى،يا شمسي المشرقة،

تبلّغني ما صرت أصبو إليه وأحنو عليه؟

متى، يا قيثارتي الممتعة،

أنظر ما سيحلّ بأعدائي من أهوال جسام؟

متى،يا أنشودتي الخالدة،

سأتغنى بنشيد الفوز المبين؟

متى،يا عندليبي الهازج،

تسمعني أغرودة (المنتصر الطروب)؟

متى،يا نبيّي،

تقرأ لي فصلاً من مزامير النبي داود؟

متى ،يا سيدي،

ستعفّي آخر أثر من آثار أولئك الأجلاف الجامدين؟

متى، يا سيد رغباتي،

تقودني بيدك العظيمة إلى حيث أشلاء أعدائي؟

متى، يا سيدي الجبار،

أنظر كواسر البراري،والوحوش الضواري

تعيث في أجسادهم، وتعبث بجيفهم؟

متى،يا إله الهول،

تريني نسور الجو وعقبان السماء

وهي تمزق جثث مبغضيّ؟

متى،يا أيّها الطاغية العظيم،

تدعني أسكر بتلك الكأس التي أصبحت لا تحيا إلا لها،

ولا أموت إلا في سبيلها ؟

آه! وأخبرهم يا يوم(الإنتقام)،

بأنهم لن يستطيعوا الإفلات من يديّ  (الجبارتين)،

إذ سأسحقهم سحقاً،وأمقهم محقاً!

واصدقهم،يا يوم الإنتقام،بأنني ساعتذاك،

سأنكّل بهم تنكيلاً،وأمثّل بهم تمثيلاً!

وأعلمهم بأنني لن أنسى ما صنعوه معي من شرور وآثام

تهتزّ لها روحي المتألمة،كلما ذكرت أمامي،أو مثلت لمخيلتي

وأنبئهم أنني أنا هو من يطلقون عليه اسم:

الهول،الرهبة، الخوف، العب،

الجزع،الجبروت، الإنتقام...

ثم الإقتصاص منهم.

وبلّغهم،يا يوم الإنتقام،أنهم لو تعلقوا بالسحاب،

لما استطاعوا مني نجاة،

وأنني لن أدعهم في قيد الحياة.

وشلّت يميني،أيها الأوغاد الأنذال،

إن لم تنفّذ أرهب انتقام عرفته البشرية بكم!

والويل،ثم الويل لكم!

واعلموا أن من غدرتم به سيفتك بكم.

ومن له (اليد البيضاء) على (أرواحكم) القذرة،

سيعود فينتزعها انتزاعاً ويجتثها اجتثاثاً.

إي، أها الأوغاد اللئام!

يا ليتكم لم تشهدوا نور هذه الحياة،

بل ليت (الأقدار) لم تصل أسبابكم بأسبابي،وعذابكم بعذابي!

وآه! كم سيكزن انتقامي شديداً رهيباً!

وغداً ،غداً، سيتمّ ما ذكرت.

فاستغفروا الله،قبل انقضاء حياتكم التافهة الحقيرة.

                                  سوق الغرب (لبنان) 5 آب 1936

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة