info@daheshism.com
خامسًا: داهش الرسول السماويّ

إلى ولدي في عالمه المجهول

 

أي بنيّ الحبيب،

يا ولدي الذي لم يولد بعد و لن يولد!

أيها القاطن في عالم عجيب غريب!

أيها الموجود، ولكننا لا نستطيع أن نراه!

أيها النجل الذي لن يتجسد في عالم الأرض.

ولماذا أدع الشهوة تستبد بي،

فأدعك تولد في دنيا المعاصي،

 هذه الدنيا التي طوقها البشر بمخازيهم حتى النواصي.

وكيف أسامح نفسي إذا جعلتك تزور أرضنا،

وتخوض فيها خضماً من الأحزان،

وأوقيانوسات من الأشجان؟!

وكيف لا أحزن زينصهر كبدي،

عندما أشاهدك تذرف الدموع المدرارة،

وتلعن الساعة التي قدر لك فيها

أن تزور عالم الشقاء الطافح بآلامه الرهيبة؟!

وكيف أرضى عندما أراك

وقد استهوتك غادة آثمة ماكرة

وجعلتك عبداً أسيراً لديها،

تأتمر بأوامرها،وتنفذ لها رغباتها؟!

وكيف لا يضنيني الأسى العميق،

عندما أراها قد جعلتك ألعوبة في يديها،

وملهاة تلهو بها عندما تغمرك بمقلتيها؟!

ترتكب الموبقات وأنت مغمض عينيك عنها،

وتحمل من سواك،وتقذف نجلاً تظنه أنه نجلك!

أولست ألعن ساعتذاك الساعة اللعينة

التي فتنتني بها امرأة لعوب،

فجعلتني أنزلك من عالمك العلويّ إلى عالمنا السفليّ.

وإذا قدّر وأصابك مكروه فطواك الموت،

وغيبتك الحفرة الرهيبة الظلمات،

أولاً تصبح حياتي،إذ ذاك جحيماً رهيباً أبديّ التأجج؟!

لالا يا بنيّ. أمكث في عالمك العلويّ،

متنغماً بفردوسك الداني القطوف،

ودعني أندب حظي لوجودي في عالم الشقاء.

فقريباً سألتقي بك،

وستقدر ساعتذاك،صنيعتي،

وستشكرني لأنني لم أدعك تهبط

إلى عالم الشرور وموطن الإثم والفجور،

بل بقيت راتعاً في عالم يغمره الحبور ويعمره السرور.

وإذ ذاك سنمكث معاً حتى انقضاء الأجيال وفناء الدهور.

 

                           ديسلدورف-ألمانيا- في 6/6/1972

والساعة التاسعة والنصف ليلاً

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة