info@daheshism.com
خامسًا: داهش الرسول السماويّ

استقبال عام 1970

 

أي إلهي وخالقي،

لقد عصفت بي رياح العام البائد عصفاً رهيباً،

وصواعقه المتلاحقة حطمت أركاني،

ورعوده الهادرة لاحقتني في خلال أيامه المشؤومة،

محيلة أفراحي إلى أتراح،

وبروقه المومضة أتاحت لي مشاهدة المآسي

التي كبلت نفسي وقيدت روحي،

ونسوره المنقضة مزقت حشاشتي وهي تنوشني بوحشية رهيبة،

وصقوره المفترسة التهمت كل ما كنت امتلكه وأحافظ عليه،

وجيوش أحزانه أحاطت بي إحاطة السوار بالمعصم،

وإذا بالكآبة الخرساء القاتلة تتملك كياني وتحتل وجودي.

وعند ذاك،طوقتني الأشجان،وأصبحت سميرتي الفاحمة الدجنات، إذ فيه فقدت أحب الناس إلى قلبي،

وأخلصهم لي، وأنبلهم،وأكثرهم حاتمية وإنسانية.

فيا خالقي،يا مكوّن العوالم،وموجد المعروف منها والمجهول،

سدد خطواتي،وثبت إيماني،

ودعني أسير في مفاوز هذه الحياة المخفية،

قاطعاً قفارها المحرقة، وفيافيها الشاسعة،

المليئة بالمشقات والاتعاب،

مذللاً صعابها،مرتقياً شوامخها ناشراً في أرجائها

العقيدة الجديدة، لمن استحقها،

حتى إذا دنت ساعة انطلاقي منها،

أكون قد أدّيت رسالتي على وجهها الأكمل،

علّني بعد ذلك اجتمع بشقيق روحي،

أخي الحبيب،الدكتور جورج خبصا.

      

                           الساعة السابعة صباحاً

في 1/1/1970

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة