info@daheshism.com
خامسًا: داهش الرسول السماويّ

إستقبال عام 1937

 

 

ها قد تلاشى آخر يوم من العام الذي مضى،

وأصبح في ضمير الأبد سراً من الأسرار...

وما زالت نفسي مُحطمة حيرى!..

والتشاؤم يملأ شعاب صدري!..

والآلام ما زالت تنهشني نهشاً، وتفترسني افتراساً!...

وآمالي ما زالت آمالاً دون أن تحقق!...

فهل قُدِّر لروحي أن تبقى،طوال أيامها، حائرة، دون أن تستقرّ؟!..

أم تعود الأقدار فتشملني بعين عنايتها،

وتحقّق لي ما أنشده مذُّ فتحت عينيّ للحياة؟...

ما أكبر حكمتك، يا خالق الأرض وباسط السماء!..

ما يدريني أنك تريد أن تمتحن قوة صبري،

وهل أتقاعس إذا وجدت مُناكفات ومُشاكسات وكتابات كاذبة؟!..

أقسم بك يا خالقي أنه لو وجد ملايين

من الأغبياء المارقين أو الخونة المُماذقين،

وملأوا طروس الأرض،

لا بل لو نقشوا حجارة هذا الكون بأسره قائلين بها:

"إن رسالتي هذه غير صادقة"،

لمشيتُ رافع الرأس، موفور الكرامة.

وسأبقى على تبشيري وإذاعة رسالتي

حتى تعمّ الأرض وتنتشر في السماء أيضاً.

ولن تثنيني البرايا  بأسرها عن أدائها، يا الله،

ما دمتَ أنت تمدُّني بقوتك الإلهيَّة.

وهذه يميني،يا خالقي،

أرفعها لك من أعماقِ قلبي

الذي لا يخفق إلا بذكرِ اسمك القدُّوس

برهبةٍ وخشوعٍ كليين.

 

                             بيروت 1/1/1937

 

 

Back To  مبادىء داهشيَّة