خامسًا: داهش الرسول
السماويّ
نشوة روحيّة
عظيمة هي رحمتك، يا الله!
و جليلة عدالتك، يا خالق الليل و النهار! و مبدعة إرادتك، يا مكوّن شاسع البحار!
و مُذهلة قدرتك، يا مجري واسع الأنهار!
و رائعة جلالتك التي تسيّر الازمان و تتحكم بالاقدار!
لله! و من غيرك، يا خالقي، استطاع أن يستبدل أفكاري بأفكار!
فالخوف الذي كان يغمرني أزلته عني،
و القلق المتواصل الذي كان يتدفَّق في أعماقي انتزعته مني،
و الاضطراب كان يخيّم في سماء حياتي لاشيته من أعماقي،
و الحزن الذي كان يساورني طردته من آفاقي،
و عدم الاستقرار استحال إلى راحة لذيذة طالما إليها النفس حنَّتْ،
و روحي الحائرة الدائمة الثورة هدأت و اطمأنت.
فشكراً لك، يا الله، على رأفتك التي لا أستحقها،
و حمداً على تحريرك روحي من بعد رقّها.
آه! ما أعمق حنانك عليّ، يا الله!
و ما اكثر رحمتك على عبدك المسكين!!
بيروت، 23 كانون الثاني 1945