info@daheshism.com
إضطهاد الدكتور داهش

 

"وصمة عارٍ آخر في سجل التاريخ"

 

في اليوم السابع من شهر كانون الأول عام ١٩٤١ ، هاجمت قوات الإمبراطورية اليابانية مرفأ  "بيرل هاربر" الأمريكي. و قد خاطب وقتها الرئيس فرانكلين روزفلت الشعب الأمريكي قائلاً مقولته الشهيرة بأن هذا اليوم سيكون "وصمة عارٍ" في سجلّ التاريخ.

 

وفي المستقبل القادم، سوف يقوم الداهشيّون، بعد أن تكون أعدادهم قد تزايدت في مشارق الأرض ومغاربها، بإعتبار يوم ٢٨ آب عام ١٩٤٤ "وصمة عارٍ" لا تُمحى أيضاً، لأنّه في ذلك اليوم تمّ ارتكاب جريمةً عظمى بحق نبيّنا الحبيب، داهش، المسيح العائد.

 

  فما هي الأسباب التي أدّت إلى هذه الجريمة النكراء؟

 

في ثلاثينيّات القرن الماضي، كان الدكتور داهش يقيم في بيروت. وفي ٢٣ آذار ١٩٤٢، أعلن بدأ عهد الرسالة  الداهشية. وقد دعا من خلالها إلى وحدة الأديان و الى العودة إلى الأسس الأخلاقية والخيّرة. وقد أثبتت معجزاته الخارقة صدق رسالته المقدّسة ومكانته النبوية.

 

هل يمكنك، ايها القارئ العزيز، أن تتخيّل عدد الأشخاص الذين كانوا سيؤمنون بيسوع المسيح لو لم يُظهر قواه الروحية الخارقة للطبيعة؟

 

في ذلك الوقت لم يؤمن سوى عددٌ قليلٌ من الناس بنبوّة الدكتور داهش وبرسالته الإصلاحية. ومن بين الذين آمنوا كانت الأديبة والفنّانة ماري حدّاد - أخت زوجة الرئيس اللبناني آنذاك بشارة الخوري - وعائلتها. وقد عارض رجال الدين المتعصّبين في لبنان، وبالإشتراك مع بشارة الخوري، الدكتور داهش ودعوته الروحية بشراسةٍ وحقدٍ شديدين. وبمساندةٍ من زوجة بشارة، لور الخوري، حاولوا إجبار ماري حدّاد وعائلتها على التخلّي عن إيمانهم بالداهشية. وعندما رفضت هي وعائلتها، معلنين إيمانهم الوطيد بتعاليم الدكتور داهش ، أمر الرئيس اللبناني آنذاك بسجنها مرّات عديدة حيث سجنت عاماً كاملاً في إحدى هذه الاعتقالات التعسّفية . كما أرغمها ظلماً على دخول مصحّة عقلية انتقاماً من صلابة إيمانها ، حيث وجدها الأطباء عاقلةً تمامًا مما اضطرّهم إلى إطلاق سراحها.

 

بعد فشل العديد من المحاولات القانونيّة والسياسيّة من النيل من الدكتور داهش أو إثبات أيّ من التهم الباطلة التي طالته، إستخدم بشارة الخوري وصهره ميشال شيحا الطرق الغير القانونيّة وقاموا عبر تأجير عصابةٍ من المجرمين بمحاولة إغتيال الدكتور داهش في ٢٨ آب ١٩٤٤، لكن خطّتهم باءت بالفشل. وفي ذلك اليوم البغيض، تمّ إعتقال الدكتور داهش بطريقةٍ تعسّفية ودون محاكمة أو مراعاة لأي أصول قانونية لمدة ١٣ يوماً، تعرّض فيها للسجن والضرب والتعذيب، كما نزعت منه جنسيّته اللبنانية، في انتهاكٍ مباشرٍ صارخ للدستور اللبناني، وطُرد من لبنان.

 

قبل ألفين من الأعوام، تعرّض يسوع المسيح أيضًا للاضطهاد من قبل النخب الحاكمة ورجال الدين والملك هيرودس الأول ونسله من بعده، بسبب رسالته الإلهية وتعاليمه الداعية الى الرحمة والصلاح والمحبّة الأخويّة بين الجميع. إنّ الإرتباط بين جريمة إضطهاد يسوع المسيح ونبيّنا داهش الحبيب لهو محيّر للعقل ومثير للعجب. بعد مراجعتي لبعض الوثائق الداهشيّة التي تشرح ذلك الإرتباط، تبيّن الآتي: كان بشارة الخوري يمتلك سيّالاً روحياً مستمدّاً من الملك هيرودس وسيّالاً آخر من بيلاطس البنطي. إنّ الرغبة الشريرة التي دفعتهم إلى إضطهاد يسوع المسيح عادت لتحفزّهم على اضطهاد داهش.

 

لقد حمى الله الدكتور داهش من خطر الأذى والموت على الحدود التركيّة السوريّة أثناء محنة مرحلة النفي. إذ بعد حوالي الشهر من طرده من لبنان، عاد سرّاً إلى لبنان ليبدأ حملة إسترجاع حقّه السليب من مضطهديه. فقد نشر ووزّع ٦٦ كتاباً أسود و ١٦٥ منشوراً فضح فيها السلوك المخزي والفاسد لبشارة الخوري ونخبته الحاكمة ورجال الدين في عهده. خلال هذه الفترة ،إعتدى بشارة الخوري وطغمته الحاكمة على الداهشيّين المؤمنين فسُجن جميعهم تقريباً بمن فيهم جورج حدّاد والشاعر حليم دمّوس. كما تمّت عدّة محاولات لإغتيال الدكتور فريد أبو سليمان والدكتور جورج خبصا وغيرهم.

 

عرف الدكتور داهش أنّ الطريقة الوحيدة لإنقاذهم كانت من خلال فدائهم.

 

فكيف تمّ فعل الفداء؟  

تجسّدت شخصيةٌ روحيةٌ للدكتور داهش في منطقة أذربيجان الإيرانية عام ١٩٤٧، وبسبب إندلاع ثورة دموية في ذلك الوقت، تمّ القبض عليه وإعتباره جاسوساً، إذ لم يكن لديه أوراق تثبت هويّته. ونتيجةً لذلك ، تمّ تعصيب عينيه وإعدامه رمياً بالرصاص في أذربيجان في ١ أيلول ١٩٤٧.وقد تمّ تصوير وتوثيق إعدام شخصية الدكتور داهش من قبل الصحافة الإيرانية. وقد قامت وقتها الحكومة الايرانية عبر السفير الإيراني في لبنان، السيد رهنما، بنقل خبر الإعدام رسمياً إلى السلطات اللبنانية. كما نشرت الصحافة اللبنانية ومنها جريدة "الحياة" بالإضافة إلى مجلات وصحف أخرى صوراً وأخباراً عن الإعدام.

 

ومع ذلك، لم يكن الدكتور داهش الإنسان الذي كان قد أُعدم، بل كان كيانًا روحياً يشبهه في المظهر الخارجي شبهاً كاملاً. وقد حدث الشيء نفسه أيام صلب يسوع المسيح. إن الداهشيون هم على يقين أن شخصيةً روحيةً تجسّدت لتأخذ مكان يسوع الإنسان أثناء الصلب. وهذه الشخصية الروحية ليسوع المسيح هي التي قُبض عليها والتي خضعت للمحاكمة وتحمّلت عذاب الصليب، ثم قامت من بين الأموات في اليوم الثالث، بينما بقي يسوع الإنسان على قيد الحياة وعاش بسريةٍ وفي الخفاء لأكثر من ٢٠ عامًا، قائماً بمساعدة وإرشاد تلاميذه، خاصةً القديس بولس، على تثبيت الدين المسيحي ونشر تعاليمه.

 

لقد تجسّدت عدة شخصيات روحية للدكتور داهش آتيةً من عوالم النعيم، وقد شهد على ذلك العديد من الداهشيّين وغير الداهشيّين على حدّ سواء. في بعض الأحيان ، كان يتجسّد ويظهر ما يصل إلى ستّة شخصيّات روحية، مخترقةً قوانين الطبيعة المعروفة، متحدّثةً إلى من يجالسها قبل أن تختفي عائدةً إلى عوالمها السعيدة البعيدة. لقد رأى الناس بأمّ أعينهم يسوع المسيح على خشبة الصليب ، لكنّ القرآن الكريم يقول تعالى: "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ" (سورة النساء ١٥٧). وبعبارةٍ أخرى، صُلب شبيه يسوع المسيح الذي كان يمثّل كياناً روحياً تابعاً له، غير خاضع لقوانين الطبيعة الأرضية المعروفة. وكما تمّت قيامة شخصيّة يسوع المسيح من بين الأموات، كذلك حصل مع شخصيّة الدكتور داهش الروحية بعد إعدامها. حسب التعاليم الداهشيّة ، يُشار إلى هذا الكيان الروحي على أنه شخصية روحية. وقد سُمح لـ ٦ شخصياتٍ روحيةٍ للدكتور داهش بأن تتجسّد في أوقاتٍ وأماكنَ مختلفة خلال حياته الأرضية.

 
وفيما كان الرئيس اللبناني السابق بشارة الخوري يحتفل بما ظنّه انتصاراً ، كان الدكتور داهش في لبنان، يستعدّ لحملةٍ أدبيةٍ صحافيّةٍ مؤدّبة ضدّ مضّطهديه.

 

إذ أنّ طوال فترة الاضطهاد ورغم ظلمها الفاضح، لم يدافع أحدٌ في لبنان، من صحافيِّ أو محامي أو قاضي أو سياسي أو غيرهم، عن حقوق الدكتور داهش.  وقد تحيّر الدكتور داهش من هذه الحقيقة المؤلمة، وفي بعض كتاباته كان يذكر أنه في القرن التاسع عشر، خاطر الأديب الفرنسي إميل زولا بحياته وراحته عندما دافع عن ألفريد دريفوس، الضابط العسكري الفرنسي اليهودي الذي إتُّهم ظلماً بالخيانة، ولكن في قضيّة الدكتور داهش، لم يجرؤ أحدٌ على الوقوف في وجه متّهميه والدفاع عنه. فقد أغمضت وسائل الإعلام في لبنان عيونها و صمّت آذانها  عما يحصل مع الدكتور داهش، فأصبحت في خانة المتآمرين عليه وعلى حقوقه، بالاشتراك مع الحكومة اللبنانية.

 

كتب الدكتور داهش ووزّع منشورات وكتيّبات عُرفت بإسم "الكتب السوداء"، هاجم فيها الرئيس اللبناني في شخصه، كما هاجم زوجته وحكومته ورجال الدين ممن تآمروا عليه ووسائل الإعلام، موثّقاً كتبه السوداء ومنشوراته بالصور والوثائق الثابتة التي فضحت فسادهم وشرورهم.

 

إن نبوءات الدكتور داهش عن بشارة الخوري ودمار لبنان  قد نشرتها الصحافة وقد تحقّقت جميعها بحذافيرها. لقد عرض الدكتور داهش، عبر كتبه ومنشوراته الجريئة، حقائق قضيته أمام الرأي العام، ، فاضحاً حقيقة الرئيس اللبناني ومساوئه ومفاسده. وقد ساهمت هذه الكتب السوداء في تأليب الرأي العام ضدّ عهده وفي انطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس اللبناني الذي أُسقط عن كرسي الرئاسة في ١٨ أيلول ١٩٥٢.

 

وقد يتساءل القارئ لما لم يثور يسوع المسيح على ظلم السلطة أيام عهده، في حين أن الدكتور داهش قد فعل؟

 

في سفر الرؤيا يقول السيد المسيح: "وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ. وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ، فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضًا مِنْ عِنْدِ أَبِي، وَأُعْطِيهِ نجمة الصُّبْحِ". (٢٥:٢-٢٨). (النجمة الداهشية في رمز الصلاة المقدس). فقد عاد المسيح هذه المرة كمؤدبٍ للظالمين.  ويقول داود في سفر المزامير: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». (١١٠:١).