info@daheshism.com
اناشيد الملائكة  مكافأة الأبرار والمضطهدين:

 

إلى رُوحِك التقيّة يا أُمّاه

 

أُمَّاه... وما أعذَب كلمة أُمَّاه،

لقد انتهتْ رحلتكِ التي قطعتها في دنياكِ الفانية،

بعد أن قمتِ بأداء رسالتكِ على وجهها الأتمَّ.

لقد شقيتِ في حياتكِ كثيرًا، وتعذَّبتِ كثيراً، وتألَّمت كثيرًا.

كانت أيام حياتك سلسلةً من الشقاء الصارخ والآلام المبرحِّة.

كنت جبَّارةً يا أُمَّاه... مثلما كنت نبيلةً النبالة بأكملها.

ما كنت تلينين إلاَّ للحقّ ولا تعنين إلا به.

فقدتكِ يا من أريتني نور الحياة ففقدتْ نفسي البهجة،

وبتُّ يا أُمَّاه لا أترقّب من الغد إلاَّ كلَّ ما هو قاسٍ القسوة كلّها.

لقد فقدتُ الأمل بعد فقدكِ. واويلتاه! ويا خيبتاه!

لقد كافحتِ كفاح مردة الجبابرة دون أن تلين قناتك،

وشققت طريق العيش قسرًا عنه وبمرارة علقمية،

كلُّ ذلكَ في سبيل إعالتنا، ونحنُ ما نزال في دور الطفولة.

وبالأمس، هذا الأمس الكافر الذي لا ولن أنساه...

هبط الموتُ كالبازي الكاسر واختطفكِ من بين أحضاننا بلمحة خاطفة.

واحرَّ قلباه!

كنّ!ا ننظر إلى سكراتكِ... سكراتِ الموت،

والألم يحزُّ في أعماق أرواحنا،

دون أن نستطيعَ ردَّ غائلة الموت القاسي عنكِ.

وكوميضِ البروق الخاطفة هويتِ كجبلٍ شامخٍ مشمخر،

وإذا في هذه الساعة أتأكد أن الله قد كافأكِ على استقامتكِ،

وأدخلكِ إلى فراديس جناته الخالدة الدانية القطوف.

فهنيئًا لروحكِ التي لم تحد عن تعاليم سيدها الفادي الحبيبي.

فإلى روحكِ التي انطلقت إلى غير رجعة؛

إلى روحك التي باتت ترتع في متنعٍ وبهجاتٍ لا أستطيع لها وصفًا،

إلى روحك التي تعذبتْ كثيرًا

فلاقت بعد العذاب الهناء السرمدي والخلود الأبدي،

أرفع كلمتي هذه،

راجيًا من خالقي وموجدي أن يقرّب ساعة لقائي بكِ،

كي تستعدَ نفسي وتنتعشَ روحي الحزينة لفقدكِ يا أمَّاه.
                                         بيروت، في 23 تشرين الثاني 1949

 

أُمَّاه... وما أعذَب كلمة أُمَّاه،

لقد انتهتْ رحلتكِ التي قطعتها في دنياكِ الفانية،

بعد أن قمتِ بأداء رسالتكِ على وجهها الأتمَّ.

لقد شقيتِ في حياتكِ كثيرًا، وتعذَّبتِ كثيراً، وتألَّمت كثيرًا.

كانت أيام حياتك سلسلةً من الشقاء الصارخ والآلام المبرحِّة.

كنت جبَّارةً يا أُمَّاه... مثلما كنت نبيلةً النبالة بأكملها.

ما كنت تلينين إلاَّ للحقّ ولا تعنين إلا به.

فقدتكِ يا من أريتني نور الحياة ففقدتْ نفسي البهجة،

وبتُّ يا أُمَّاه لا أترقّب من الغد إلاَّ كلَّ ما هو قاسٍ القسوة كلّها.

لقد فقدتُ الأمل بعد فقدكِ. واويلتاه! ويا خيبتاه!

لقد كافحتِ كفاح مردة الجبابرة دون أن تلين قناتك،

وشققت طريق العيش قسرًا عنه وبمرارة علقمية،

كلُّ ذلكَ في سبيل إعالتنا، ونحنُ ما نزال في دور الطفولة.

وبالأمس، هذا الأمس الكافر الذي لا ولن أنساه...

هبط الموتُ كالبازي الكاسر واختطفكِ من بين أحضاننا بلمحة خاطفة.

واحرَّ قلباه!

كنّ!ا ننظر إلى سكراتكِ... سكراتِ الموت،

والألم يحزُّ في أعماق أرواحنا،

دون أن نستطيعَ ردَّ غائلة الموت القاسي عنكِ.

وكوميضِ البروق الخاطفة هويتِ كجبلٍ شامخٍ مشمخر،

وإذا في هذه الساعة أتأكد أن الله قد كافأكِ على استقامتكِ،

وأدخلكِ إلى فراديس جناته الخالدة الدانية القطوف.

فهنيئًا لروحكِ التي لم تحد عن تعاليم سيدها الفادي الحبيبي.

فإلى روحكِ التي انطلقت إلى غير رجعة؛

إلى روحك التي باتت ترتع في متنعٍ وبهجاتٍ لا أستطيع لها وصفًا،

إلى روحك التي تعذبتْ كثيرًا

فلاقت بعد العذاب الهناء السرمدي والخلود الأبدي،

أرفع كلمتي هذه،

راجيًا من خالقي وموجدي أن يقرّب ساعة لقائي بكِ،

كي تستعدَ نفسي وتنتعشَ روحي الحزينة لفقدكِ يا أمَّاه.
                                         بيروت، في 23 تشرين الثاني 1949