داهش يهاجم بشارة الخوري
نشرت جريدة " الجهاد " في عددها الصادر بتاريخ 24/3/1953 ما يلي :
اليوم عاد !!
الرجل الذي شغل الناس شهورا بحالها في عهد الشيخ بشارة الخوري ، واتّهموه بحمل شبح الجنون الى عدّة شخصيّات سياسية ونسائية ، يفتح قلبه لأول مرّة بعد ظهوره من جديد ، واسترجاعه الجنسية اللبنانيّة ، ويتحدّث عن نفسه ، وعن جلساته الروحيّة ...والظواهر الخارقة للطبيعة التي استطاع تحقيقها على رؤوس الأشهاد !
كان ولا يزال أشبه بالاسطورة !
اسمه – كما يقول المقرّبون اليه – سليم العشي ...ولقبه ، كما يعرفه الناس في ثلاثة أرباع الدول العربيّة والشرق الأوسط ، هو الدكتور داهش .
قيل منذ سنوات انّه اختفى نهائيّا ....
قيل أيضا انّه اغتيل على حدود ايران ، وانّ اتباعه في البلاد العربيّة قطعوا لأجله الحدود ، واتّشح اكثرهم بالسواد .
ثم ظهر فجأة ...وعادت الابتسامة الى شفاه الداهشيّين من جديد :
لكنّه هذه المرّة كان شخصا آخر !...انّه يهرب من عدسات التصوير . يغلق بابه في وجوه الصحفيّين . يعتذر عن مقابلة غير المرغوب فيهم ، ويختفي من درب كلّ من يحاول الاستطلاع أو التجسّس عليه !
ولكنّ الرجل ما لبث ان تكلّم :
قال الرجل الذي تبدو على محيّاه مسحة من الطيبة :
" نفتني حكومة بشارة الخوري في البداية الى بلدة " اعزاز " القريبة من مدينة حلب ! وبعد ذلك أفلتّ من الرقابة في بلدة " اعزاز " وهربت الى العراق ، ثم استقرّ بي المقام في بلاد العجم حيث نزلت في ضيافة عائلة ايرانية تعتنق المذهب الداهشيّ " .
ألم تأت بظواهر روحانية في العراق أو ايران ؟
كانت في الواقع جلسات سريّة . فقد كنت في عداد المختفين !
أوكتو بلا سم !
وعدنا نسأل الدكتور داهش :
هل صحيح انّك تخترق الجدران ؟
انني منحت قوة روحية تتيح لي القيام باعمال خارقة وذلك لاثبات وجود عالم آخر .
وعاد الدكتور ابو سليمان يقول :
أنا والاستاذ أدوار نون نشهد بأنّ الدكتور داهش يخترق الجدران بكلّ سهولة . فقد ذهبنا ذات مرّة لزيارة أحد الأصدقاء ، عندما هممت أنا والاستاذ نون برنّ الجرس ، اختفى الدكتور داهش ، ووجدناه داخل المنزل ...قبل أن يفتح الباب !
وسألنا خارق الجدران :
بماذا تفسّر هذه الظاهرة ؟!..
كما قلت قوّة تمنحني ايّاها ...الارواح !
هل أحضرت لأحد الأشخاص شيئا من بعيد ؟
خذوا باريس مثلا . لقد عاد الدكتور خبصا من العاصمة الفرنسية ، بعد أن أنهى فيها دراسته الطبيّة ، وجاء إلي يتحدّاني ...ويطلب مني أن أعيد اليه في بيروت مفكّرة تهمّه جدا فقدت منه في باريس !
وهل أعدتها اليه ؟
بكلّ تأكيد. وكان ذلك في جلسة روحيّة !
بماذا تفسّر هذه الظاهرة ؟
لا أملك وسيلة تفسيرها . انّها ظاهرة خارقة للطبيعة !
طهرا ...بك دجّال !
ودخلنا مع الدكتور داهش في حديث آخر ، فسألناه :
هل تعرف الدكتور طهرا بك ؟
أجاب باستخفاف : أسمع به !
هل له شيء من قوّتك ؟
بل هو مشعوذ دجّال ، قام رفيقي الدكتور أبو سليمان بكشف ألاعيبه ، وفضح أساليبه حتى في التلفزيون . انّه يعتمد في شهرته على مائدة المسامير التي ينام عليها دون أن تخترق المسامير ظهره !
وبماذا تفسّر هذه اللعبة ؟
مسألة بسيطة . انّ كثرة المسامير وملازمتها لبعضها البعض ، تجعلانها متوزّعة على الجسم ، بحيث لا تخترقه ولا تترك عليه أكثر من علامات !
ما دمت فريد عصرك ...فلماذا اضطهدوك في عهد الشيخ بشارة بدلا من أن يكرّموك ؟
كل ذنبي مع الشيخ بشارة ، ان السيّدة ماري حدّاد ، شقيقة زوجته لور اعتنقت المذهب الداهشي .
لقد اتهموك يومها بافتتان الناس !
الناس أحرار اذا افتتنوا بي ...ما دام ذلك لن يلحق بهم أيّ أذى !
قالوا عنك انّك تغرّر بالنساء !
هذه دعاية مغرضة اشاعتها الصحافة اللبنانية بتحريض من بشارة الخوري ومن الاكليروس المسيحي اثناء العهد البائد .
قالوا أيضا انّك تسبّبت في جنون بعض الناس !
مجرد اشاعات لتأليب الناس عليّ ، ومنعهم من مساندتي اذا ما فكّر المسؤولون في اضطهادي ! لكن للتاريخ يجب أن يقال ان بشارة الخوري جنّ عقابا له على اضطهادي وتجريدي من جنسيتي وذلك بقوّة روحية .
والآن ؟؟
لقد عدت الى سابق جنسيتي ، وصدر قرار باعادتها إلي ، ونشر القرار في الجريدة الرسميّة !
وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا .