info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة السادسة، العدد الأول، صيف 2000

 

صوت داهش

السنة السادسة، العدد الأول، صيف 2000

كي يتعزَّز الأملُ في مستقبَل البشريَّة !

 

إنَّ الإنجازات العلميَّة والتكنولوجيَّة التي تمَّت في القرن العشرين فاقت كل ما أنجزته البشريَّة في الآلاف الستة الماضية. وفيما نحن على عتبة القرن الحادي والعشرين لم يبقَ أمام العلماء الأمريكيين إلاَّ انتظار القرار السياسيّ لينطلقوا إلى المريخ کي يقيموا قاعدة صالحة للسكن على سطحه.

 

فضلاً عن ذلك فمؤسسة "سيتي SETI المعنيَّة بالبحث عن الحياة العاقلة خارج الأرض وسَّعت نطاق مهامها. وكان العالم الفلكي كارل سايغن يقدِّر أن في مجرَّتنا وحدها مليون حضارة، علماً بان مجرَّتنا واحدة من حوالى ۱۰۰ بليون مرّة في الكون المنظور. و”ناسا“NASA تتابع بحثها عن مظاهر الحياة خارج الأرض حتى على صعيد الجراثيم.

 

مَسحُ مجموعة الجينات البشريَّة قد أُنجِزَ، الاستنساخ البيولوجيّ على تقدُّم مُطرد؛ نقل المعلومات عبر الإنترنت يتضاعف كل مئة يوم؛ خطوط الهاتف تُخلي مكانها تدريجياً لطاقات الألياف التي بوسع كلّ منها أن تنقل، في الثانية الواحدة، ألفي بليون من وحدات المعلومات التي تحمل الصوت والصورة والوقائع الإخباريّة إلى أيّ مكانٍ في العالم... وهذا ليس إلا القليل ما بدأت تثمره الثورة العلميَّة والتكنولوجيَّة.

 

على أنَّ ما يفوق هذا أهميَّة هو رقيّ الإنسان نفسه، فالتقدُّم العلميّ والتكنولوجيّ العظيم الذي تمخَّض العقل به لا يمكنه وحده أن يمنح البشر السلام الباطني والخارجي والسعادة النسبيَّة مالم يتشبثوا اعتقاداً وممارسة بالقيم الروحيَّة والإنسانيَّة، أي العدالة والحريَّة والتسامح العقائديّ والمحبَّة والشفقة وسائر الفضائل التي اتَّفق على الإشادة بها الهُداة الروحيُّون وأعلامُ

 

الأُدباء والمُفكرين في كلّ عصرٍ ومصر. وفي سياق الأجيال ظهر في العالم عدَّة أفذاذ من ذوي العقول الراجحة، فحاواوا رفع الإنسان الى مستوياتٍ أعلى، وبينهم ينتصب الدكتور داهش عملاقاً على عتبة الألف الثالث. فإلحاحه على ضرورة تحرير العقل من أجل تحرير النفس عنصر أساسيّ في رسالته الروحيَّة، ولا يُعادل العقل في كِبَر الشأن عنده إلاَّ قوَّةُ الإرادة ( أنظر " طريق الإرتقاء الروحيّ " ص 7). ومن عناصر دعوته أنَّ أعمال الفرد المبنيَّة على إيمانه بخلود الروح والتقمُّص والسببَّية الروحية والعدالة الإلهيَّة تكفل له الإرتقاء بنفسه لينعم بالسعادة الأبديَّة.

 

و بمناسبة أول حزيران تحتفل مجلَّة صوت داهش ، والبهجة تغمرها، بذكرى ميلاد مؤسِّس الداهشيَّة الحادية والتسعين، ( وهي تصادف الذكرى السادسة لمولدها)، وتُقدِّمُ منه إليهباقةً من رياحين أفكاره وأنواره، وبينها مُقابلة صحفيَّة أجرتها معه مجلَّة " الأسبوع العربي "، عام 1964 ( أنظر مقابلة " أنا داهش أتحدَّثُ اليكم "، ص 33)، وكلمة للشيخ العلاَّمة عبدالله العلايلي في أدبه. ( أنظر " أدب الصِّدق " ص 44 ) ولا يسعنا إلاَّ أن نُحيّي الدكتور داهش ونُكبر إنجازاته الروحيَّة والأدبيَّة والفنيَّة، فلولاها لما رأت هذه المجلَّة نور الوجود، ولِما أُتيحَ لها أن تغترفَ من ينابيع الفكر السامي والعواطف النبيلة والجمال الذي يرفع الإنسان على أجنحته الأثيريَّة.  

 

كما نشكر مناصرينا وقرائنا المنتشرين في الشرق والغرب على استمرار دعمهم لنا بتشجيعهم وثنائهم، فلولا موقفهم المُعزِّز لنا، لما استطعنا التغلّب على الصعوبات الكثيرة التي ما زالت تواجهنا.

 

هيئة التحرير