info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثالثة عشرة، العدد 50، 2007-2008

 

صوت داهش

السنة الثالثة عشرة، العدد 50، 2007-2008

 

بعد خمسينَ سنة على وفاةِ حليم دمُّوس

 

كنت مادِّيـاً محضاً، فأصبحتُ روحانياً محضاً... فقد تكشفت لي حقائقُ سماويَّة عظيمة لا يستطيعَ هذا القلم الضعيف وصفها.‘‘ هذه الكلمات دوَّنها حليم دمُّوس ( ۱۸۸۸ - ١٩٥٧ )، الشاعر اللبناني الكبير الذي مضت خمسون سنة على وفاتِه.

 

في هذه المناسبة نشرنا في هذا العدد ثلاث مقالات تصف، من خلال شعره الجميل المُلهم، تجربته الروحيَّة المُدهشة مع الدكتور داهش، رجل الروحانيّة والمُعجزات المؤكَّدة، كما تُلمع إلى موقفه الشجاع من طاغية لبنان الذي سجنه مع إخوته في الإيمان من غير أن يُثـبت عليهم ارتكاب أيّة جريمة. وشعر حليم دمُّوس يرمي إلى خدمة قضيةٍ إنسانيةٍ نبيلة في مجتمعٍ طائفيٍ أعمى (أنظر ياسر بدر الدين، ص 15 ، وماجد مهدي، ص ٢٨ ، وفي القسم الإنكليزي، د. فوزي برجاس، ص 4 ).

فضلاً عن ذلك، ففي القسم العربي تتقصَّى الدكتورة سميرة ماضي النـزعة الإنسانيّة والتسامح في الإسلام الأصيل الصحيح مثلما يشرحه الشيخ خالد محمد خالد. فتلك الصفاتُ النبيلة كانت بـيِّنةً في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، مثلما كانت جليَّةً في شخصيَّة النبيّ العربي الكريم التي تميَّزت بالمحبَّة والعدالة والاعتدال (ص ۳۹ ).

 

ويناقش الدكتور علي حويلي، باستناده إلى إحصاءات، موضوعَ عولَمة التعليم الجامعيّ، وهجرة العرب من المُثقَّفين الجامعيـين، وتحويل التعليم إلى قطاعٍ تجاريّ (ص ٥١ ).

 

ويتقصّى الدكتور وليم ميري مراحل حياة الأديب الكبير عبَّاس محمود العقاد وملامح شخصيته . خلال معرفته الشخصية به وقراءته لكتبه. كذلك يصف جلساته المُفيدة والمرحة في أنٍ واحد، ثم وفاته، وحكمته، وموقفه من المرأة، وأخيراً موقفه من الثورة المصرية (ص ٦١ ).

 

ويبحث الدكتور مصطفى الضبع في قصّة ’’بائع الفستق‘‘ للدكتورة ريم البسيوني، مُعتمداً النهج التحليلي (ص ۷۳ ).

أمَّا في القسم الإنكليزي فيتقصَّى الدكتور سمعان سالم الأسباب والنتائج لانقراض أنواع الحياة الجماعي. ويبحث في دورة الكربون ومعضلة المُثنَّى الكبريتي الهيدروجيني، ثم يقدِّم ما يظنّ أنَّه صورة مُكتملة لكارثةٍ عالميَّة ولأسبابها (ص 9 ).

 

ويبحث الدكتور وليم حنّا في "الداء، والمرض، والنـزعة المادِّية في العلاج في الطبُّ الغربي“. ويستخلصُ من عرضِه أنَّ الطبَّ الغربيَّ لا بدَّ من أنَّه قائم الآن على مجموعة مُتراكبة من القيم، وإلا لعجز عن العمل بالطريقة التي يعمل فيها كنظام مُوحَّد‘‘ (ص ۱۸ )،

 

ويتقصَّى سعد أبو الحَبّ أصولَ الخطّ العربيّ من ’’المُسنَد‘‘ إلى ’’الجَزم‘‘، فيحلِّل عوامل مُختلفة مُهمَّة ساعدت في نشأة الخطِّ العربيّ، ويدرسُ هذه النشأة بالنسبة لواقعها الاجتماعيّ والجغرافي آنذاك (ص ۲۳ ). كذلك يشمل القسم الإنكليزي قصيدة فلسفيَّة للدكتور ماجد فخري (ص ۳۳ ). ويضمُّ هذا العدد أيضاً، كالعادة، قصَّة قصيرة مؤثِّرة للدكتور داهش، تصفُ حادثاً غريباً ومأساوياً وقع لفتاةٍ حسناء ولأبيها كما لراعي غنمه. وهذا الحادث الذي يُزلزِل النفسُ لا يمكن تفسيره في ضوءِ العدالة الإلهـيَّة إلاَّ باعتمادِ نظريَّة التقمُّص والجزاء العادل، لأنَّه لا أمرَ يحدثُ صدفةً في المصائبِ التي تَدهى البشر (ص ٥٨ ). *

 

رئيسُ التحرير