info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى "خيال مُجنَّح أو حياة في القمر "

كتاب

خيال مُجنَّح أو حياة في القمر

وكتاب

وشوارب مستطيلة ولحى وبيلة

 

 

 

كتاب

خيال مُجنَّح أو حياة الأحياء في القمر

كانت الساعة السادسة والنصف مساءً، والتاريخ 11/1/1978، وكنا ثلاثة رجال وامرأة.

        وقالت السيدة: "ليتنا نصعدُ إلى القمر ونقطُنه".

        فقال أحد الرجال: الحياةُ في القمر تختلفُ عن الحياة على الأرض. ولكن ستبنى مركبةٌ قمرية تستوعب ثلاثة ملايين مُسافر، والرحلةُ الى القمر ذهابًا وإيابًا كلفتها 1000 دولار. وأحياءُ القمر يختلفون عن سكان كوكب الارض، إذ إن طول الرجل القمري 100 متر، وبعضهم 200 متر. والرجل فيه كعصًا، وصدره لا يتعدى ثلاثة سنتيمرات، وكذلك النساء. وعيون أحياء القمر مشقوقةٌ طولاً، وكذلك أفواهُهم فهي تُفتحُ بالطول وليس بالعرض كأبناء الكُرة الأرضية  والعصفور القمري حجمه حجمُ الحوت الضخم، أي بطول 30 مترًا وعرض 10 أمتار، وهو يتخذ كمركبة يسافر أبناء القمر بواسطته إلى الكواكب. فسرعته 300 الف كيلومتر في الساعة, ويسع ظهره 2000 راكب، وفيه نتوءاتٌ ليجلس المسافر براحةٍ، فلا خوف من سقوطه، إذ إنه يدخل في فوهةٍ لا يظهر منها إلا رأسه. وقد خلق الله هذه الطيور على صورةٍ تسمح بأن تحمل على ظهورها الخلائق براحةٍ تامة، ودون خوف السقوط إطلاقاً.

        والعصفورُ القمريّ أذكى من أبناء الأرض بمراحل. فهول لا يسمح باعتلاء ظهره إلا بعدما يدفع المسافر ثمن التذكرة، فيضع العصفورُ المبلغ في فتحةٍ بصدره. فإذا كان المبلغُ ذهبًا، فيضعهُ في الفتحة اليُمنى؛ وإذا كان ماسًا، ففي الفتحة اليسرى، فالذهب والماس موفوران في القمر للغاية.

        وسكان القمر توجدُ لكل منهم عين في جبينه، وهي تُفتحُ كذلك بالطول، وليس بالعرض.

        وتوجَد أيضًا طوائف عديدة: فالسريان عددهم 12 ميلونًا، ولغتهم السرياني. والمسلمون عددهم 20 مليونًا. كما توجدُ أديان عديدةٌ أخرى كديانة التولباقيين والبروشانيين والسوساكروسببين والمؤسابلوقريين، وهي ديانات أسسها أنبياءٌ هبطوا من الكواكب الموغلة في الفضاء، فاعتنقها قبائل أهل القمر وبنو معابدهم يقيمون فيها الصلوات التابعة لتلك الكواكب.

        فالتولباقيّة تحملُ ابنتها بين يديها وتُضحّي بها لإلهها تولْباق. والإسلامُ عُرف في القمر بعدما وصل إليه عددٌ كبير ممَّن توفاهم الله على الأرض وكانوا قد أوصلوا سيالاتهم إلى القمر، فوجدوا فيه ونشروا الإسلام. وكذلك السريان، فإنهم نشروا ديانة السيد المسيح في أرجاء القمر.

        وطعامُ أهل القمر من أثمار الأشجار، إذ توجَدُ في القمر منطقةٌ مُلتهبة أشجارُها ناريَّة، والطعامُ فيها ساخنٌ للغاية، فكأنه قد أُخرج فورًا من القدور التي أنضجت طعامها النارُ المتأججة.

        كما أن هناك أشجارًا في منطقةٍ ثلوجُها أبدية، وأثمارُها باردةٌ تصلحُ لفصل الصيف الشديد الحرارة.

        ونساءُ القمر يرتدين أوراق شجرةِ الخنفدريس المخملية. فكل ورقةٍ منها تلبس ست فتيات لعظم كبرها. وهي متينةٌ جدًا، ومن الممكن ثنيها وتفصيلُها فورًا دون الحاجة إلى خياطتها، إذ إنّها عندما تُطوى على الصورة التي ترغبُ فيها الفتاة تلتصقُ فورًا، ولا يمكن بعد ذلك فصلُها لشدةِ تماسُكها. وهكذا تستطيع الفتاةُ أو الرجلُ أن يفصلا أيةَ بذلةٍ بالمقاس الذي يرغبانه.

        وهذه الأشجارُ يملكُها الأغنياء، فهم يعتنون بتربيتها، ويسوِّرون أماكَن زراعتها باسلاك تنسجُها حيواناتٌ كالرُّتيلاء؛ والرتيلاءُ بحجم فيل ضخم. وهكذا تُسَوَّر أمكنةُ هذه الأشجار، فلا يستطيع أحدٌ اقتحامَها، وكلُّ ورقةٍ منها تُباع بالمقايَضة.

        والدجاج في كوكب القمر بحجم ثلاثة فِيَلَة. وذبحُ الدجاجة تتولاه آلةٌ كالجيلوتين، ولكنها ضخمةٌ للغاية، إذْ ينزل سيفٌ رهيفٌ مديد الطول فيقطع رأسها بلحظة. ويُباع لحمُ الدجاجة بالمقايضة أيضًا، وهي تكفي 3000 نسمة، وعظامها يُبنى بها منزلٌ ضخم لا تؤثرُ فيه العواصف، ولا الحرارةُ أو البرودة.

        أمَّا تجاويفُ العظام فتُستعمل كمواسيرَ لمرور الماء إلى داخل المنزل. ولتخزين النبيذ المأخوذ من ثمرة الجوبارجوبيا، وهو يفضلُ نبيذ الأرض بمراحل.\

ومتعاطيه يشعرُ بغبطة وسعادة تحتويانه. وثمنُ الزجاجة منه ستُّ قِطَع من الماس، ومقاسُ كل ماسة ستةُ قراريط، إذْ في القمر جبلٌ هائل من الماس. فالجبال في الأرض حجارةٌ وتراب، والجبلُ القمريُّ ماسيٌّ يملكه الامبراطور خورشاندميون التاسع حاليًا، وهو إرثٌ عن أجداده وآبائه. والامبراطور يُوزعُ الماس على سكان القمر لقاء أشغالهم التي يُكلفهم بها كمشاريع عامَّةٍ تُفيدهم واصلاح الطرقات وتشييد المنازل الخ...

        وعندما يموت رجلٌ أو امرأةٌ يبتدئُ جسدُه يتقلَّصُ شيئًا فشيئًا، فيعرف بأنه سيُغادر القَمر. ويستمر التقلُّص شهرًا كاملاً يُصبحُ في نهايته بحجم السيجارة، ثم يختفي.

        فيعرفُ أهلهُ بأَنَّه قد انتقلَ إلى كوكب السوفيا، وهو كوكبٌ يمكث فيه المنتقلُ إليه ردحًا من الزمن، ثمَّ تصعد روحُه إلى درجةٍ سامية أو تهبطُ إلى درك سفلي بنسبة سلوكه وما قام به من خير أو شرّ في عالم القمر.

        وإذا كان شريرًا فيتجسدُ بدرك الأبالسة كطفل. فيتلقاه إبليسُ الرجيم بين يديه، يرافقه حارسُ الدرك السفلي اللعين وهو يتوكأُّ على سيفه ذي الراس الشيطاني.

        والحبُّ في القمر غيره على الأرض. فعندما يُعزم الشاب بفتاةٍ قمرية يصفعها على وجهها بجُمع كفه.

        فإذا برزت على راسها شجرةٌ صغيرة من الورد القمريّ، فهي إذًا زوجتُه. وإذا انتصب عوضًا عن الشجرة أُفعوانٌ فاحمُ السواد مختفيًا بين القرن المنتصبة على راسها، ووثبَ على الشابّ، فإنّ هذه الفتاة لن تكون من نصيبه. وإذْ ذاك تبرز من كعب قديمه عجلتان بيضاويتان، فيفر الشابُّ، ولا تكون سرعتُه أقل من 2000 كيلومتر في الساعة. فإذا استطاع الثعبانُ اللحاق به ولدغه، فهذا يعني أنه لو اقترن الشابُّ بالفتاة التي برز الأفعوان من رأسها، لكان سيقتلُها أو سيُكدرُ  عيشها ويُسممُ حياتها بكل تأكيد. ولذلك يلحقُ به ليلدغه ويسمم حياته ويُميته. وإذا لم يستطع اللحاق به، فهذا يعني أنه كان سيرهقها بأعماله ويُكدرِّرُ حياتها فقط دون أن تلاقي حتفها على يديه. ولذلك لم يستطع الثعبانُ الفتكَ به، وهذا بنسبة استحقاقه طبعًا.

        والأنثى تلدُ طفلها أو طفلتها من فمها، ويكون الطفلُ سنتيمترًا واحدًا طولاً، ولكنه سرعان ما ينمو ويشتد عودُه. ففي خلال شهر يُصبحُ طولُه لا أقل من مئة متر. وفي خلال عام يتزوجُ ويستقلُّ بحياته عن عائلته.