info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى " البلبل الشادي "

 

 

إهداء الكتاب

قوته،

أُهديكِ باقةً من القصائد العاطفيَّة،

ألهمتني صياغتها

فتنتُكِ المُذهلة!

فتغنيتُ بحبك المنشود،

وتدلَّهتُ بأنوثتك الشهية،

وسُحِرتُ بصفاء روحك الشفافة النقية،و

وبإخلاصكِ النادر،

ووفائك العجيب،

وتفانيك في سبيل الحقيقة،

وتضحيتك لأجل المثل العُليا،

وجهادك في عالم تسوده الأطماع الدنية،

وتستعمره الموبقات الشائنة الزرية.
وثقي، يا مَن تستميتين في سبيل العدالة،

بأن العدالة في عالم الارض موءودة،

وأن الحقيقة تائهة في دنيانا ومفقودة.

فدعينا نرود عالم الخيال الفردوسي،

ونهيمن في حدائقه الغنَّاء،

ونجوس ربوعه الفاتنة،

ونتيه بين وروده الجوريّة العبقة الأريج،

ونُحلِّق بأرواحنا علَّنا نبلغ مدينة الأحلام

الهاجعة بطمأنينة،

وإذْ ذاك تغمرنا السعادةُ العُظمى،

وننتشي بالإكسير الإلهيّ الخالد. 

 

                                الدكتور داهش

                                                بيروت، الساعة 6 من مساء 18 آب 1980

 

 

إليكِ يا "ف"

 

هي أربعة أيام وكأنها أربعة أجيال!

ذقتُ فيها الأمرين، وانتابني فيها الألم المرعب والقلقُ البطاش.

أربعة أيام لم يغمض لي فيها جفن، وأنت دائمًا نصب عيني.

وكنتُ أراك في نومي وفي يقظتي، وفي قيامي وقعودي.

أراك تحومين حولي، فأمدّ يدي لألمس جسدكِ الأهيف،

وإذا بكِ خيالٌ لطيفٌ سرعان ما يذوبُ مع الأثير!

فأعودُ إلى أحزاني، وأضرع إلى الله أن يُعيدني إليكِ،

يا أعزَّ أُمنية لي في الحياة.

ثم التجأتُ إلى القلم أرسمُ به الرمز المقدَّس

أطلبُ فيه أن يُسمح لي أن أجتمع بكِ.

وتحققت الأمنية، فما وسعتني الأرض،

وخفق قلبي بهجةً وحبورًا.

وفي السادسة مساءً اتصلت بكِ،

وقبَّلتُ الهاتف عندما سمعتُ صوتَكِ المعبود،

يا أبهى ما أوجده الله!

فيا (ف) المفدَّاة!

أطلبي أن لا أفترق عنكِ في جميع العوالم العلويَّة،

ورحماكِ.

 

                                                بيروت، في 9/4/1967