info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى أغاني كيوبيد

 

 

 

إهداءُ الكتاب

هُدى،

أُهديكِ كتابي،

فهو مستمدٌّ من روعتكِ.

ومصوغٌ من حدَّة ذكائِك.

وإني معترفٌ بإخلاصكِ ووفائك.

لهذا تغنيُ بأدبكِ.

وأَنشدتُ قصائدي لكِ،

واعترفتُ علنًا بحُبِّكِ.

فما أنتِ إلا فراشةٌ عجيبة

تحومين على الأزهار الفتَّانة،

وتمتصّين رحيق الورود الجوريَّة،

فليتني كنتُ زهرةً عبقة الأريج،

لعلي كنتُ استهويك.

وثقي بأنني دومًا أفكر بكِ.

                                                              الدكتور داهش

                                                       الساعة 7 من ليل 18/8/1980

 

 

وتضرجت بالأحمر القاني

 

كانت كڤينوس الصناع،

فاتنةً، رائعةً مدهشةً، مذهلة.

وكُنتُ أتناول طعام العشاء

وأُخالسُها النظرات لأتمتع برُوائها،

وحُسن قوامها،

وعذْبِ صوتها الذي يُنافس تغاريد طيورِ الفراديس.
وتمنَّيتُ إذْ ذاك أنْ تمكُثَ جالسةُ بقربي

أبدَ الدهُّور.

وكنتُ أتملَّى إشراقَ وجهها البدريّ

وأتمعَّنُ في ما حباها الله به من فتنة لا تُقاوَم.

ومَدَّتْ يَدَها الغضَّة البضة إلى فُلْفُلة خضراء لتقدمها لي

لأنها تعرف بأنني أحبُّ هذا النوع من الخضار.

وإذا... وإذا بالفُلْفُلَة الخضراء،

يا للعجب العظيم!

تتضرجُ منها حياءً،

فتنقلبُ لشدة حيائها إلى اللون الأحمر القاني،

وهي تتيهُ خُيلاءً على زميلاتها الخُضر.

فذهِلْتُ لهذه الظاهرة العجيبة الغريبة!

حتى عالمُ الخضرة أصبح أسيرًا لهذه الغادة السّماوية!

فيا فاتنتي! ويا متيِّمتي!

ويا قاتلتي حُبًّا وغرامًا!

ودعيني أُمعنُ النَّظر في متاهة عينيك الدعجاوين.

ودَعيني أتوسَّدُ صدركِ الإلهيّ،

وأستعرقُ في سُباتٍ عميقٍ كُلَّ العُمق،

حتى إذا ما استيقظتُ،

أجدُني بينَ ذراعيكِ العبلاوَيْن،

في عالم اللذاذات العيشَ بقربكِ،

يا مَنْ لا أحيا إلا لكِ وبكِ!

 

                                                بيروت، الساعة العاشرة والنصف ليلاً

                                                       في 24/7/1972

 

 

 

عذوبَة

 

فاتنةٌ ذات روعة ولطف ورقة وعذوبة!

صدرها ناهض، وقوامُها أملودٌ ناهد!

وأسنانها قطيعٌ من الأغنام يستحمُّ في بحيرة من اللبن الخالص!

قّدُّها فننٌ أخّاذ!

وصوتها نغم الكناري على الأدواح الباسقة!

وشعرها قطعة مفتلذة من الليل البهيم!

وصدرها أمنيةُ النساك والمتبتلين!

وذراعاها عبلاوان،

وشفتاها تضجان بالشهوة الصارخة!

ولأقف عن الكلام، وليتحطم قلمي أمام معبدها المقدَّس.

ولتهجعْ روحي، ولتحلمْ بضمّها ولِثْم ثغرها

الذي يُغري ملائكة السماء القاطنين بجنة النعيم!

إنها (عذوبة!) مليكة الغيد!

فيا لفتنتها الفردوسية!

 

                                                بيروت، الساعة العاشرة صباحًا

                                                       تاريخ 4/3/1973