info@daheshism.com
مقدِّمة إلى "معجزات مؤسس العقيدة الداهشية و مدهشاته الخارقة"

معجزات

 مؤسس العقيدة الداهشية

 و مدهشاته الخارقة

 

سأنشر خوارقك لأهدي الأنام

 

أيهــــا الخالــــق المهيمــــن!

يا رب البرايا و موجدها من العدم!

أيها القوة التي تعجز العقول عن إدراكها!

يا من تزلزل الأرض بهلع مروع لسموك اللانهائي!

يا من ترتعش النجوم و تضطرب الكواكب لمهابتك!

يا من تسبح الملائكة لألوهيتك  الأبدية!

يا من تمجدك السدم و تعظمك المجرات!

يا من ينكفئ البرق و تسجد الصواعق لمجرد ذكر اسمك المقدس!

يا من تذيع الرعود المزمجرة أنباء خوارقك الصاعقة!

إنني أمجدك، يا إلهي، و أنحني أمام جبروتك!

ضارعاً إليك أن تسدد خطواتي و تقيني عاديات الأيام المخيفة،

و تجعلني بوقاً صارخاً لأذيع خوارقك و أهدي الأنام.

 

داهش

 

أشعر بأنني احوي في أعماقي قوى روحية خفية هائلة تود

الإنطلاق، لتقوم بعمل خطير عظيم، و لكني أكتبها إلى أجل

معلــوم، و لــن يمضــي غيــر قليـل حتـى تتفجـر ينابيعهــا،

و تجتاح في طريقها كل ما يعترضها من حواجز و عقبات،

ثم تبرز للعيان جليـــة واضحة لا لبس فيهــا و لا غمــوض.

 

داهش

 

عجائب من أمر الإله

 

و لــمْ أرى مثــل ( الداهشيـَّة) ذره     مباركة تدعــو لكشف الحقائــق

 

حقائق إنجيـلٍ و آيــــات مصحــف     لتعزيز أديان حســـان شقائــــق

 

تعاليــــم عيسى و الكليــم و أحمــد     كينبوع نـــور بالسعــادة دافـــق

 

و في نهضة الهــادي هدايــة أنفس   إلى ظاهرات باهـرات صوادق

 

رسالــة إصــــلاح و بعثــة ثـــورة على كــل طــاغ مستبد ممــاذق

 

تـــدك تقاليـــداً و تبنــي عقائــــــداَ و تهدم ما شاد الورى من فـوار

 

و تنشرُ ( روحانيَّة) فـــاح طيبهـــا     كعرف نسيمٍ بالأزهـار عابـــــق

 

تنزلهــا الأرواح وحيــاً و حكمـــة       و آياتهــا مدعومـة بالخـــــوارق

 

عجائبٌ من أمرِ الإلـــــه بمثلهــــا       أتـى أنبيـــاء اللــه هَدْيـــاً لآبــــق

 

فكــن واثقــاً باللــه جـــلَّ جلالــــه  فأجمل ما في الروحِ إيمان واثـق

 

حليم دموس

 

إهداء

 

إلى...

 

إلى الأرواح الثائرة و القلوب المتحجرة و العقول المظلمة!

 

إلى كل من ينظر نور الشمس و يلمس جسمه نسيم الحياة،

 

إلى كلِّ حــيٍّ يهتــــزُ شعــوره نحـــو الحــقّ!

 

إلى كل هؤلاء... و من أجلهم قد هبطَ هذا الوحي!

 

و بعث التجدّد، و استيقظَ الإلهام من نومه العميق!

 

و دوَّنت هذه الخوارق و المعجزات الداهشيَّة

 

باسمِ الحقِّ و اليقين.

 

 

 

المؤمن الأول

يوسف الحاج

بيروت 1942

 

مقدمة

بقلم يوسف الحاج

 

هذا الكتاب فيه معجزات كُتبت للحقيقة و التاريخ. أنا يوسف الحاج أردتُ في هذه المقدمة تدوين بعض الظاهرات التي جرتْ معي كحقائق لا تقبل النقض. وهي في غاية الغرابة لما فيها من الخوارق. 

 

و لا ريب أن عشرات الألوف من القرَّاء سيتهمونني : إمّا  بالمجنون، و إما بالشعوذة، أو بقصر النظر، أو بغاية دنيوية، إلى آخر ما هنالك من شتى الاتهامات...

 

و الآن، أشكر القوة المُوجدة التي كشفت الحجاب عن عيني، و دعتني أن أتوصل إلى معرفة الحقيقة الروحيَّة السامية.

 

أنا لا أدَّعي بأنني لم اكن ماديّاً؛ بل كنت غارقاً في محيط المادة. و لكن، بعد أن تكشَّفت لي الحقيقة، و شاهدت بأم العين  ما لم أكن أصدق به مما لا يخطر على بال، حتى في عالم الأحلام و الخيال، و وجدت البون الشاسع الذي كان يفصل ما بين الحقيقة و عدمها؛ لذلك جئت بهذه الصفحات لأدوّن فيها الجلسات الروحيَّة و العجائب الداهشيَّة التي جرت امامي، والتي لمستها لمسَ اليد، و التي أتمنى لكل بشريّ مثلي، و أخ لي في الإنسانيّة، أن يلمسها كلمسي إيّاها، و أن يرفع الله الغشاوة عن عينيه فيرى ما رأيت، و يتمتع بما تمتعت به، فيشعر بالغبطة السرمدية و السعادة الحقيقية التي هي غاية الغايات لكل حيّ.

 

و إلى القارئ بعض الظاهرات الروحيَّة التي أدوّنها هنا ممّا لم يدون التاريخ مثلها منذ عهد السيّد المسيح حتى يومنا هذا.

 

غير انني مضطّر، بحكمِ الواجب، أن أتقدم بكلمة موجزة عن كيفية تعرفي بالدكتور داهش الذي على يده حدثت هذه الظاهرات الباهرات.

 

كيف عرفت الدكتور داهش

 

في اوائل عام 1939 جاءني صديق لي يقول لي: " إن الدكتور داهش يبحث عنك، و يريد التعرف اليك، فقد سمعَ عنك الشيء الكثير في بلاد العراق".

 

أما أنا فلم أعر هذا ا لقول أذناً صاغية للمرة الاولى.

 

ثم تكرّر عليَّ ذلك من صديق آخر، تلاه تلاقي بالدكتور عند صديقي الفنان الشيخ قيصر الجميل الذي بواسطته تم التعارف بيننا.

 

و قد رأيت على وجه الدكتور داهش علامات عبقريّة.

و شعرتُ بنبرات صوته و رعشات نظراته ما أكدَّ  لي أن في هذا الإنسان كتلة من الأسرار، و طاقات روحيّة لم توجد في غيره حتى الساعة. و برغم كل هذا لم يحصل التقارب اللازم بيننا. فكأن الساعة لم تكن قد دنت، و الأمور مرهونة بأوقاتها.

 

و في أواخر عام 1941 نزلتُ بيروت؛ و إذا بالساعة تدقُّ دقَّة الحلول. و تمَّ التقارب بيننا؛ و كان ذلك بواسطة صديقنا وليم صعب أمير الزجل اللبناني.

 

و قد تمَّ الاتفاق بيننا على إعطائي الدكتور دروساً في أصول العربية. ثم تبادلنا الزيارات.

 

مرت ثلاثة اشهر ظهر في أواخرها نجاح كبير من الدكتور في قواعد اللغة و التعليم، مما ضاعف اندفاعي إلى السير معه حتى النهاية. و الغريب في أمرنا هذا أن اللغة  و التعليم قد أصبحا ثانويين أمام ما تولّدَ بيننا من الألفة و الاتّحاد.

 

و ما أزال اتذكّر العبارة التي كتبتها على النسخة التي قدمتها له من كتابي" هيكل سليمان"، فهي تدلُّ دلالة واضحة على هذه الألفة و هذا الاتّحاد، و هي هذه:" إلى أخي بالرّوح، إلى الدكتور داهش من أخيه المؤلف".

 

و مثل هذه العبارة قد كتب هو على كتابه" ضجعة الموت" مقدماً إياه هدية منه إلي.

 

و في صباح احد الأيام بينما كنت مكباً على شرح الأمثولة له، إذا به يفاجئني أمر هو غاية في الغرابة، و هو دعوتي إلى حضور جلسة روحية(1).

 

فلم اتردّد في الأمر. و تمت الجلسة الروحيَّة الأولى بنجاح؛ و فُتِح أمامنا باب رسالة روحيَّة في سبيل هذه الإنسانية المتألمة.

 

حينئذ تذكرتُ كلماته التي كان قد ودعني بها في إحدى زياراته في البيت إذ قال:"يا أخي الحاج، إنّني و إياك سنشكل هيئة روحانيّة كبرى تبعث بالحياة و ابنائها على سماوات النور والمعرفة، و تكون هذه الهيئة هداية ثانية للناس..."

 

أما أنا فلم أكن لأفهم المرمى البعيد الذي كان يرمي إليه بشعوره الروحانيّ الصادق في تلك الكلمة التاريخيّة المُلهمة.

 

و من ذلك الحين عُقِدت جلسات روحيّة، تارةً لي بمفردي، و طواراً أمام البعض من المخلصين. فكنت أرى فيضان النجوى يمتدُّ في كل مرة إلى حدود شاسعة بين الجلسة والجلسة.

و قد أخذت الأرواح العلوية تهبطُ علينا بعلومها و نصائحها و إرشاداتها السماوية الخالدة. كما تمتحننا بعض  السيالات بالأموال و العظمات العالمية الزائلة.

 

أمَّا نحن فقد كنا نسير بين الفريقين بمزيد الدقة و الحذر و التنبه، و بعناية كبرى و شكر عظيم لله.

 

و قد أخذت أشعر أن الدكتور داهش مغمورٌ بفيضٍ سماويٍّ عجيب، و أنَّ روحه أخذت تسمو و تسمو إلى درجة فائقة لم يذكرها التاريخ بين جميع أقطاب الروحانيّة.

 

و هذا دليلٌ قاطع على انه ليس بوسيط، بل هو ( نبي).

 

و إلى القارئ ما وقع أمامي و امام سواي، بواسطته، من الظاهرات و المعجزات الروحانيَّة الخارقة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1)الجلسة الروحية تعقد لأي فرد من الناس، سواء اكان رجلاً أم امرأة، و سواء اكان الحضور بالعشرات أم بالمئات، لا فرق في ذلك.

و هي تتمُّ في وضح النهار أو تحت الأضواء الكهربائية الساطعة، و دون ان يتلى بأثنائها أية آية قرآنية أو إنجيلية، دون الاستعانة بالبخور الذي لا يستعمله إلا الدجاجلة و المشعوذين.

و بأثناء اعقادها تتجلى روح سماوية يمكن أن يخاطبها المرء و تخاطبه من غير لبس او غموض، و بقدرتها ان تحدث خوارق و معجزات ، دلالة على وجودها، وبناء على طلب الحضور. فالغاية من الجلسة الروحية إذن هي مساعدة الناس على العودة إلى الإيمان الديني الأصيل الصحيح بالتمرّس بالخير و الفضيلة، و التصديق بوجود عالم الروح وبالثواب و العقاب. و هذا يعد انتصاراً للرّوح على المادَّة في عصر تغلبت فيه المادَّة على الرُّوح

 

ظاهرات شهر آذار 1942

 

23 آذار 1942

الجلسة الاولى

 

في هذه الجلسة، تجلَّت لي، بنعمة الله، روح علويَّة(1) شرحتْ لنا كثيراً من الحقائق الروحيَّة و الاوضاع الدنيوية، و أنبأتنا عما سيلاقيه الدكتور داهش نبيّ القرن العشرين من الاضطهادات الرهيبة في سلسلة من المؤامرات الدنيئة، و الادعاءات الزريَّة من رجال الدين و الدنيا. كما إنها أنبأتنا أن البعض من الإخوة الذين سيدخلون في سلك الرسالة المقدسة سينال نصيبه من العنت و الإرهاق . و طلبت منّي الرُّوح العلويَّة أن لا تثبط همتي بمثل هذه الادّعاءات ، و بلَّغتني أن أخبر الأخوة الذين سيؤمنون في المستقبل الآتي بما سيلاقون من مشقات. فطوبى لمن يثبت حتى النهاية، و الويل لمن يشط و ترتعد اوصاله وجلاً.

ثم حضرت ارواحٌ متعددة؛ و انتشر فجأة في فضاء الغرفة مبلغ 3000 ليرة سورية صار ردَّها بطريقة روحيَّة أيضاً في جلسة تالية.

و قد تم الاتفاق بيننا على إعطائي الدكتور دروساً في اصول العربية. ثم  تبادلنا الزيارات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. روح الأب الجليل بطرس هامة الرسل.

 

 

25 آذار 1942

الجلسة الأولى

 

في هذه الجلسة هبطَ كتاب " رحلة في البادية" تأليف المرحوم الشيخ اسكندر الحايك الذي كان قد مات دون علم منّا نحن الاثنين. و كان قد وعد ، و هو حي، بإهداء كتابه هذا إلى الدكتور داهش، و ذلك في آخر مرّة زاره الدكتور بها برفقتي.

فحضرت روحه في هذه الجلسة، ووفت بوعدها، إذ أحضرت الكتاب الموعود به. فدهشنا جداً. و للحال ذهبنا إلى منزله  و إذا بعائلته تنبئنا أنه انتقل إلى رحمة ربه.