info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى "مذكرات دينار" أطروحة ماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية "' الدكتور فوزي برجاس

 

 

كتاب مذكرات دينار

 

هذه الأطروحة

                                                  بقلم الدكتور فريد أبو سليمان

 

هذه الأطروحة الجامعية عن كتاب "مذكّرات دينار" التي قدمها الأديب فوزي برجاس إلى جامعة مانكاتو – مينيسوتا في الولايات المتحدة الأميركية، ونال بموجبها شهادة الماجستر في الأدب الإنكليزي... هي صفعةٌ مدوّية تنزل على وجه جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ذلك بأنّ الطالبة الجامعية إلين ضاهر كانت قد قدمَّت إلى جامعة اليسوعيّين المذكورة موضوع أطروحة للماجستر في الأدب العربي عن "مذكرات دينار"، فرفض المشرفون على الجامعة قبوله – بعد عدة أشهر من تسجيل الموضوع رسميًا ورضى الأستاذ المشرف والإدارة المعنية به – رفضوه لأن كتاب "مذكرات دينار" هو من تأليف الدكتور داهش!

       فهؤلاء اليسوعيّون ترتجف فرائصهم عند ذكر اسم مُؤسّس الداهشيَّة، وتُزلزل الأرض زلزالها وتُخرج من جوفها أهوال أثقالها. إنه كابوسهم المخيف و"رابوصهم" المدوّي العنيف.

       وبرفضهم كانوا كالباحثين عن حتفهم بظلمهم، إذ كشفوا القناع عن وجوههم فظهروا على حقيقتهم. وإذ بالألسنة تلوك سلوكهم حول هذا الرفضز فقد عرف الجميع أن السبب هو اسم الدكتور داهش الذي ندد برجال الاكليروس، وقال بهم ما قاله مالك بالخمر، وذلك بكتابه مذكرات دينار. إن حرية الفكر مصونة، والإنسان حر بأن يعتقد ما يتراءَى له أنه الحقيقة. وداهش يندد برجال الدين، فيقول إنهم يقطنون في القصور الضخمة الفخمة، ويطلقون عليها اسم الأديرة، ويملأون بطونهم بأشهى طعام، ويفرغون بكروشهم أعتق أنواع الخمور، ويُتاجرون بالأيقونات والصلبان، ويزعمون كذبًا ونفاقًا أن صور القديسين ترشح بالزيت، وأن مريم العذراء ظهرت حينًا على قمة الكنيسة الخارجية، وهي تتخطر عليها بتؤدة، وتارةً ظهرت بمكان آخر...

أما حقيقة الأمر فإنها اختراعات سفسطائية واختلافات وهمية؛ وقصدهم من وراء إذاعة هذه الأراجيف المضحكة... الضحك على ذقون الأغبياء من البله المعاتية ليفرغوا ما جنوه بعرق الجبين وتعب الأيدي في صناديق رجال الدين تلامذة السيد المسيح المزعومين! إذ أصبح المسيح لديهم شركًا محبوكًا بمهارة يصطادون بواسطته السذج من المعاتيه والأغبياء ممن يصدقون بأكاذيب حقيرة كهذه: أكاذيب ظهور العذراء مريم، وأعاجيب ومعجزات شربل الذي مات وشبع موتًا، وهو بريء من اجتراحه للمعجزات كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب. ولكن، على من تقرأ زبورك يا داوود؟

إننا في عصر الحريات والدساتير، وداهش وغير داهش أحرار بأن لا يؤمنوا بهذه الخزعبلات التي يُشعيها رجال الدين الكاثوليك لغاية ملء خزائنهم بأموال المصدقين لهذه الإشاعات المؤذية، إذْ يدخلها رجال الدين بنفوس البسطاء، فتسري فيها كالسم في الدسم.

       قلت إن الدكتور داهش حر بأن لا يصدق هذه المفبركات الكليروسية. وله الحرية التامة بأن لا يؤمن بالطوباويين والطوباويات الذين تطوبهم روما التي أصبحت وكأ،ها الديان تُضفي بردة القداسة على كل من ترغب بإلباسه حلقة الطهارة، وتُلقي برداء الدعارة على من تشاؤه.

وعدم إيمان مُؤسس الداهشية بهذه التُرّهات الوهمية لا يُجيز للقائمين على شؤون جامعة القديس يوسف أ، يرفضوا قبول كتابه "مذكرات دينار" الذي قدمت الطالبة إلين ضاهر موضوع أطروحتها عليه.

فبرفضهم لكتابه ظهروا أمام الملإ على حقيقتهم، إذ تأكد للجميع أن اتهام الدكتور داهش إياهم بما ذكرتُ هو السبب لرفضهم كتابه.

وهذا الرفض لم يضره بشيء، بل أثر عليهم هم بكل ما تعنيه هذه الكلمة وما ترمي إليه.

إنَّ جامعة مانكاتو – مينيسوتا العالمية رحبت بهذا الكتاب الفذ. كما إن امعة السوربون بفرنسا أعجبت بموضوعه الشائق.

وقد صدر كتاب عدد صفحاته يربو على 500 صفحة، وهي ملأى بمقالات كبار الأدباء الذين قرظوا الكتاب المذكور وأبدوا إعجابهم الشديد بموضوعه الاجتماعي الشامل.

وإذ نُهنئ الأستاذ فوزي برجاس على أطروحته هذه، نُنحي بالملامة على جامعة القديس يوسف التي كشفت القناع عن وجهها برفضها لكتاب أدبه شاملٌ عامّ. وعرف الجميع أسباب هذا الرفض فراحوا يرشقون القائمين على الجامعة بألسنة حداد ما كان أغناهم عنها.

فالجامعات أُسِّستْ لنشر العلم وإظهاره وليس لحجْبه والتعتيم عليه – لغاية في نفسها –

ولكن!... قاتل الله الغايات والحدّها في رمسها المُظلم. وإنّي أتمثَّل بالشاعر القائل:

"وإذا أراد اللهُ نشرَ فضيلة           طُويتْ أتاحَ لها لسانَ حسود"

                                                       الدكتور فريد أبو سليمان

                                         بيروت، الساعة 9 من صباح 31 كانون الثاني 1980

"مذكرات دينار" أطروحة ماجستير

في الولايات المتحدة الأمريكية "

بقلم: نجوى براكس الداهشية

مُجازة في الأدب العربي

 

إنَّ سيرةَ الدكتور داهش لتنضحُ بالأسرار، وتعجُّ بالخوارق والمعجزات. فقد تخطى منذُ طفولته حدود الزمن، وخرق القوانين الطبيعية، وأدهش البشرية، إذ زود بقوة روحية لتأسيس عقيدة سماوية تقومُ على توحيد الأديان، والعودة إلى عبادة الديان، وتآخي الإنسان والإنسان، فاضطهدته الدولة اللبنانية ظلمًا وعُدوانًا، وشددت الخناق على طبعِ مؤلفاته الأدبية ونشرها ودرسها! فكان التضييق سببًا في بُروز اسمه الداهشي والأدبيّ بأحرف من نور ونار في لبنان والعالم.

       وكان المُعتَدون الأُثماء، كلما أغلقوا الأبواب للتضييق عليه وعلى أتباعه، شهر مفتاح الروح، فتُغلق عليهم، وتهوي على رؤوسهم، وتسكُنُ حركاتُهم، ليُشرع للظافر مِصراعًا المجد والانتصار.

وقد أبتِ السماءُ إلا أن تنصر رجل الروح، لأن ديانته الداهشية كالديانات المنزلة، شعلاتٌ مقدسة من النيران الغلهية والأنوار الأزلية السرمدية لا يزيدها الاضطهاد إلا اشتعالاً وانتشارًا!

       وبعدما انغمستْ كلمتُهُ بالحق وعُمِّدتْ أفكارُهُ بالروحانيَّة، انتضى قلمَهُ البتَّار، مُطلقًا كلمته الصَّارخة في سماءِ هذا العالم، سامقة الذُّرى، مجلجلةً فوق رؤوس الورى.

       فأدبُهُ معزٌ بغزارة إنتاجه، وعمق أفكاره، وتنوع أساليبه، وتشعب فروعه، وأصلة جذوره، وصدق شعوره، وغرابة خياله، وعظيم تصوراته، ورقي أوصافه، وتدفق أسراره، فإن ما وراء صفحاته نفحات أقبلت إلى عالمنا من كواكب قصيَّة لا يبلغها خيالُ المتأملين ولا تكتحلُ بها عيون الحالمين!

       وتتلاحقُ أقلامُ الدراسين لتستضيء بتُراث الدكتور داهش. والأستاذ فوزي برجاس أهدى دراسته عن "مذكرات دينار" إلى المصطفى الحبيب، من أمريكا، من بلاد الحرية المستقطبة عقول الأحرار، تاركةً لغيرها سفسطائية الحوار، وثعلبانية النيات والأفكار.

وقد تعددت الدراسات في هذا الكتاب المعجز الذي قال الشاعر الداهشي حليم دموس في مقدمته:

       "نعم. إنَّ هذا السفر الضخم الذي ألم فيه الدكتور داهش بكل صغيرة وكبيرة في أكثر شؤون الحياة وأدقها، والتي غاص إلى أعمق أعماقها، وحللها تحليل الخبير الماهر، لم يستغرق في تأليفه من الفه إلى يائه أكثر من سبعة أيام لا تزيد ساعة واحدة(1)

       لقد شرح المؤلفُ من خلال هذا الكتاب المجتمع الإنساني، كاشفًا عن حقيقة الأمراض التي تصيبُه وتذويه شيئًا فشيئًا لتقضي عليه قضاءً مُبرمًا.

       إستهل الدّارسُ أطروحته بعرضٍ موجزٍ لسيرةِ الدكطور داهش، وأعماله الخارقة، واضطهاد الدولة له قائلاً:

       "إن رجالَ الدين المسيحي الأثرياء المُترفين شنوا حملة على داهش.

وفي هذه المعركة لم تقف الحكومة حكمًا، بل تحيَّزت مُناصرةً الكنيسة.

 

_________________________________________________________

  1. الدكتور داهش: مذكرات دينار، ط 1946، ص 6.

_________________________________________________________

 

فبشارة الخوري، رئيس الجمهورية الأسبق زج نفسَهُ في الصراع ضد داهش"(1)

دوّن الدكتور داهش مؤلفه عام 1946 إبَّان الاضطهاد الذي استمر من عام 1942 حتى 1952. وتنبَّه الدّارس إلى أن المؤلف خص فُصولاً من هذا الكتاب ضد مُعتدين اشتركوا في جريمة الاضطهاد الشنعاء:

"ومن الجدير بالذكر أن عددًا من الأشخاص في القصة هُم أناس عاشوا في الواقع وعرفهم الناس"(2)

فصبَّ عليهم الدكتور داهش جام قلمه المزلزل، وأبرزهم على حقيقتهم الباطنية، مسلطًا الأضواء على مُعميات دقائق في حياتهم، وخاصة رجال الدين، تلك الطغمة المتشبثه بهذا العالم تشبُّث الدود بالأرض.

فالكاهن طوم، مثلاً، بعدما أبَّن المطران الراحل ووارى جدثه الثرى، قال في نفسه:

"ليكُن الجحيمُ مثواك أيها المطران الأثيم!"(3).

لقد عرض الباحث حبكة القصة، ذاكرًا انتقال الدينار من جيب إلى جيب، في البر والبحر، إلى أن شهد الحرب العالمية الثانية، عائدًا إلى عالمه الذهبي بعودة الإنسان إلى مثواه الترابي.

وسلط الأستاذ برجاس الضوء على الدينار، فأبرزه كراوية، يشهد رذائل البشر وسفالِ مساوئهم.

كما جعل "ميزان العدالة مُعلقًا فوق كل سطرٍ من سطور القصة" (4)، داعمًا قوله بأمثلة مقتطعة من بعض فصول الكتاب. فلا وجود للصدفة على الإطلاق، وكل ما في الوجود تجري عليه العدالة الربانية فرغبة هذا الدنيار في زيارة الأرض عاقبته بتعرفه على الشر المهيمن عليها! فيثور ثورة عنيفة، إزااء الجرائم الهائلة، ويتمنى الاقتصاص من المجرمين، ولكن تكوينه ونظامه لا يسمحان له بذلك، فيحن إلى وطنه الساكن في الأعماق قائلاً:

 

____________________________________________

  1. أنظر: الصفحة 24 من هذه الأطروحة
  2. أنظر: الصفحة 51 من هذه الأطروحة
  3. الدكتور داهش: مذكرات دينار، ط 1946، ص 31.
  4. أنظر: الصفحة 3 من هذه الأطروحة

____________________________________________

 

"فيا ساعات السكينة التي تمتعت بك في وطني الثاوي في الأعماق، لقد فقدتك عندما تمنيت مشاهدة كوكب الأرض (1)".

كما أبرز الدارسُ الصيغة الملحمية في هذا الكتاب، لأن المؤلف يتناولُ الحياة البشرية بنظرة شاملة فاحصة ثاقبة؛ مثلما أبرز العُنصُر التصويري وحكم عليه حُكمًا سيكولوجيًّا من أسارير الناس وانطباعاتهم وحركاتهم التي تعكسُ نفسياتهم.

وبيَّن أن المؤلف إنما يعرضُ للحياة اليومية في مُختلف الطبقات الاجتماعية، محددًا بعض الأحداث بتواريخها الدقيقة.

وقد ذكر المؤلف اسم شخصٍ بارزٍ هو غاندي، مثنيًا عليه. وتجدر الملاحظةُ هنا إلى أن الدكتور داهش نادرًا ما يُعجبُ بشخصٍ بشري ويمدحه. لكنَّ الدارس مرَّ مُرورًا سريعًا بهذا الإسم الذي يزخرُ بأسمى الصِّفات الإنسانية، وأرفع الأخلاق، وأسمى الأهداف، فاسمع الدكتور داهش ماذا يقول في القديس المجاهد:

"إنَّ حياة هذ الرجل الكام لهِي أُعجوبةٌ جديرةٌ بأن تُسجَّل بأقلامٍ سماويَّة على طُروسٍ فردويسيَّة"(2)

وأشار الباحثُ إلى أنه النَّقيض من هذه الشخصية المعجزة، برزت الخيانةُ الواضحةُ الفاضحةُ في شخص عبد الرحيم الشريف الخليلي الذي خان سيدهُ الدكتور داهش – كما سبق وخان يهوذا الاسخريوطي السيد المسيح – فطرد طرد الكلاب.

 

______________________________________________

  1. الدكتور داهش: مذكرات دينار، ط 1946، ص 40.
  2. الدكتور داهش: مذكرات دينار، ط 1946، ص 97- 98.

_________________________________________________


 

والأستاذ برجاس يُشكرُ على دراسته هذه، خاصة أ،ه قام بعملية ترجمة كتاب "مذكرات دينار" إلى اللغة الإنكليزية.

تُطالعُ أُطروحته، فتحسبُها دُوِّنَتْ باللغة العربية، والفضلُ في هذا يعودُ إلى المُترجم الدكتور غازي براكس، الممتلك ناصية اللغة.

وهكذا فقد عالج الأستاذ فوزي برجاس ناحيةً معينةً من كتاب "مذكرات دينار" كما طرق غيره نواحي أُخرى، ومع هذا فهناك أبعادٌ يمكن معالجتُها في دراساتٍ أخرى، نذكر منها:

الأبعادَ السيكولوجيَّة في تحليل نفسيَّات الأشخاص، والأبعاد التاريخية والسياسية والدبلوماسية الخ الخ... فمنظمةُ الأُمم المتحدة لم تُجْدِ في نشر السلام العالمي، وخطرُ الحرب لمَّا يزل قائمًا، وشريعةُ الغاب ما زالت سائدة...

فاصغِ أيها القارئ الكريم إلى هذا المقطع البليغ من فصل "صوتٌ من وراء الغيب يتكلّم".

"إنَّ دساتيركُم تُقدسُ القويّ الذي ينتزعُ اللُقمة من فم الضعيف، وتُمجِّدُ الغنيَّ الذي يطأ رقابَ الفقراءِ ويُسخِّرهم لإرادته.

أنا لا أُنكرُ بأنّكم ملأْتُم المجلَّدات الضخمة بقوانينكم، واشترعتُم البنُودَ المنمَّقة العبارات، ورصفتُم بها سجلات طافحةً بنظرياتكم الجميلة التي لو نفذتُم بعضها بإخلاص لاستحالتِ الأرضُ إلى سماء.

ولكن لا يسعني أيضًا إلاَّ الاعتراف بالواقع الملموس، وهو أنَّ هذه القوانين مكثت وستمكُثُ حبرًا على ورقٍ حتّى الأبد.

هذه هي قوانينكم يا سادة القانون! فهل يسعكم الإنكار؟

وعندما عزَّتْ عليَّ العدالةُ في أرضكمُ الفاسدةِ نشدْتُها في الموت.

       لأنَّني سأجدُها بانتظاري هناك... عند الله"(1).

      

       أيُّها الدِّينار:

       إنَّ مذكراتك لمذكرات المجتمع البشري بتفاو طبقاته، إذ أصبحت رب هذا العالم المادي الفاسد، ومطمح سُكانه وقبلة صلواته. في سبيل الحصول عليك تُراقُ الدماءُ، وتُزهقُ الأرواح، وتُشنُّ الحروب، وتقلب المفاهيم، وتُداس الفضيلة، وتُبخلُ الرذيلةن ويُنحرُ الحب، ويعصف بحُرمةِ الموت، فتُحفرُ القُبورُ للبحث عنك حتى بين هياك الموتى العظيمة!!!.

خرجتَ  من جوف الأرض فنصبوك إلهًا وعبدوك، ولو تبصروا فيما يفعلون لازدروك، والخالق – جلت عظمتُه – رافع السموات وباسط الأرضين نسوه!!

ويسرُّني أن أقتطفَ مقطعًا من قطة "المال... المال". للدكتور داهش، والملحقة بكتابه النَّفيس "مذكّرات دينار". إنّها من عيونِ الأدب العربي، لا تُجارى في معانيها ولا تُبارى:

"آه يا مال!

في سبيلك خرَّتْ صُروح، ودُكَّتْ حُصون.

وتحتَ موطئ قدميك تدحْرجَتْ تيجان، وتطايرتْ أذقان.

وعلى مذبحك زهقتْ أرواح، وطاحتْ رؤُوس.

وبين سراديب هيكلك تدحرجتْ عمائم، وتناثرتْ قلانس.

نعم، نعم... وتحت أروقة جهنَّمك صُهِرَتْ أكباد، وتحرقتْ قلوب.

نعم، وطيّ هزيم رياحك، تمايلتْ مفاصل، وتقطعت أوصال.

نعم، نعم.. وأنت ما زلت حيث أنت، لا ترتوي من ظماء، ولا تشبع من جوع"(1).

والعقيدة الداهشية ستغزو هذا العالم، بإذنه تعالى، وستتسابقُ الأقلام في التأليف حول هذا الدين المُزيل كل خلاف بين الأديان، والموضح أمورًا استعصت على العقل البشري، والواصل الأرض بكواكب تغور في الأعماق الفضائية.

أما تُراثُ الدكتور داهش البالغ حتى الآن مئة مصنَّف بين مطبوع ومخطوط، فتتعدَّد فيه الدراسات، ويُترْجم ليُدرس باللغات الأجنبية.

وشخصية الدكتور داهش الفذَّة، تتناولها الأقلام بدراساتٍ تفصيلية توضيحية، متابعةً علامات التعجب بعلامات الاستفهام.

بينما ترفض الجامعة اليسوعية في لبنان دراسةً عن كتاب "مذكرات دينار" لأن مؤلفه هو الدكتور داهش، شاهر سيف الحق والحقيقة فوق أعناقهم:

فبئستْ عاقبةُ اليسوعيين.

وأنتِ أيتها الأقلام الحرة الجريئة:

المسي أيدم الصفحات، ونقبي عن الكنوز، أعدي بذورًا داهشية للزارعين، فغدًا ستنثر في مختلف جامعات العالم.

وغدًا ستُجنى الغلال، فتغذي عقول الأبرار الأحرار، أما كيدُ الحساد الأشرار فيعودُ إلى نحرهم.