صلاة الأرجوان
جَرحَ الشوقُ مُهجَتي ورماني
لأُعاني من الهوى ما أُعاني
تَلِفَ القلبُ في هواه فهل لي
يا إلهي، رحماك، قلبٌ ثانِ؟
كلَّما لاح طيفُهُ لِخَيالي
فتح الحُبُّ قلبَهُ واحْتواني!
وتَراءَتْ عوالِمٌ من وُرودٍ
عاشقاتٍ لِحُسِنِهِ الفَتَّانِ
فهنا ورَّدَ الإلَهُ وشاحًا
لَبسَتْهُ شقائِقُ النُّعمانِ
وهنا زنبقٌ هفا يتلوَّن
مُوجّعًا من غلالة الكِتمانِ
وكذا الوَردُ داميًا يُتحَنَّى
جُرِّحتْ وجنتَاهُ والشفتانِ
وفَمُ السَّوسنات يطقُر حُبًّا
وبأجفانِها صلاةُ الحَنان
وهنا نرجسٌ يُحاذِرُ بَوْحًا
فضحتْهُ في الوجّهِ غمَّازتانِ
زهراتٌ، يا طيبَها، خالداتٌ
أينَ مِن سِحْرها الوجودُ الفاني؟
***
كلَّما قلتُ سوف ألقَى حبيبي
غلَّ بالرُّوح طيفُهُ وطواني
كلَّما مرَّ كالربيع بفِكري
عَبقَ الفِكرُ بالشذا والمَعاني
وشدا القلبُ من شِفاهِ جُروحي
مُجهدَ البَوحِ راعِشَ الخفَقانِ
لسْتُ أدري، أهكذا يا حبيبي
يَينعُ الحبَّ في بني الإنسانِ؟!
***
أنا مُذْ غبْتَ حُرقتي قتَلتْني
وعذابُ الحَنِين هَدَّ كياني
سكنتْني طُيُوفُ شؤْمٍ وحُزنٍ
فإذا العيشُ والرَّدى سِيَّانِ
يا حبيبي هواكَ أنحَلَ جسمي
وكواني وشفَّني وبَراني
فلِعَينَيكَ صَبْوَتي وصَلاتي
أنا أفديهما... أما تنظراني؟
إسقني من عَينيكَ أشهى وأندْى
من شَمولٍ تعتَّقتْ في الدِنانِ
خمرة الرُّوح إن شرِبتُ فإنِّي
مُستَهامٌ أجُوسُ عبْر الجِنانِ
أتَباهَى على الشُموس وأزْهُو
ويَحوزُ السُّهامَدَى سُلطاني
من لآلي النُّجُوم أصنعُ تاجي
فيُناجي بريقُه صَولَجاني