info@daheshism.com
مقدِّمة إلى "المُعجزات و الخوارق الداهشيَّة المُذْهِلة"

الشاعر حليم دمّوس

 

المُعجزات و الخوارق

 الداهشيَّة المُذْهِلة

 

 

الداهشية

 

الداهشيّة جبلٌ أشمّْ شامخ الذرى ثابت الأركان راسخٌ و مكين

صيغَ من الفولاذِ الجبَّار القوي الصلب الصلد المتين

تلتوي كرتنا الأرضية و يتلاشى وجودها دون أن ينحني أو يَلين

فالعاثرُ الحظِّ الذي اصطدم بالداهشيّ تتحطَّم آماله و تتهشَّم أوصاله و تتفكَّك ذرّاته

و إذا انكفأ على أعدائه سحقهم سحقاً و محقهم محقاً بزلازل آياته

و أباد لكلٍّ منهم وجوده، و لاشى وقوده، و أطفأ سراج حياته.

 

داهش

من كتاب المهند الباتر

 

جريمةُ الاعتداء على حرّيتي المقدَّسة بالظّلم الصارخ

جعلتني اتحول لغضنفرٍ بطّاش...

فانقضضّت كالصاعقة على الطاغية الباغية،

فصرعته بجبروتٍ مُزلزل.

 

داهش

من كتاب كلمات

 

 

ألـقِ في اليمّ

 

ألـقِ في اليــمِّ ما يعيـق السفينـة                 و هي تجري إلى نواحي المدينة

 

أنتَ في موكبِ الحقيقـــة نجــمٌ                 جـــاء يهــدي بـــلاده المسكينــة

 

كلّ هادٍ يَلقى اضطهاداً وجـوراً                 من أناسٍ يطـوون جمر الضغينة

 

آن للعـــدلِ أن يســودَ البرايـــا                  و يؤاسي منـا النفــوس الحزينــة

 

آن للحــقّ أن يصـــونَ عيونــاً                 دامياتٍ تـذري الدمــوع السخينـة

 

أيّهـــا العائــد الحبيب  تـــدارك                 مُهجـات رهــن العــذاب سجينــة

 

يا طبيب الأرواح عالج قلوبنــا                 واشفِ منها تلك الجراح الثخينـة

 

أنت يــا رباننــا و نجــم هدانــا                 فأعـــــدنا إلى القــلاع الحصينــة

 

و إذا هبــّـت الريـــــاح علينـــا                 أنزل الركب في الشطوط الأمينة

 

و إذا مــا تهجـَّـم البحــرُ يومــاً                 ألقِ في اليــمِّ ما يعيــق السفينــــة

 

حليم دموس

 

مقدمة

 

بقلم الدكتور فريد أبو سليمان

بعد اثنين و أربعين عاماً من اعتناقه للداهشيّة، و بعد انقضاء ستة و عشرين عاماً على وفاته يتعالى صوت الشاعر الداهشيّ حليم دموس من جديد ، مجلجلاً كما عاهدته المنابر؛ عابقاً بالإيمانِ الصادق الذي عرفت فوحه مجالس الخطابة، و أحاديث الأندية والساحات و المنازل؛ شاهداً للحقِّ الهابط من لَدَنِ الله مثلما شهِدَ له أيام كانت الشهادة سبيلاً إلى أعواد المشانق.

على امتداد هذه الصفحات تنبعث كلماته الصادقة من جديد مجسدة سنين جهاده الطويل في سبيل نشر الرسالة الداهشيّة التي آمن بها و نذر حياته لأجلها... و من خلال هذه الصفحات ، تُشرق كلماته معتمدة بنور الحقّ، منطلقة من قلب التراث الداهشيّ الذي احتضنها، و الذي تشكل جزءاً منه، لترود من بعد أرجاء الدنيا كلها، نابذة تلك الحدود الضيقة التي استحالت بالأمي سجناً كبيراً لها.

لقد عرفته أخاً في العقيدة، ورفيقاً في الجهاد. و كان أن سبقني بالتعرّف إلى الهادي الحبيب داهش بفترة بسيطة.لكنَّ جميع عارفيه يقرّون بأن حليم دمّوس الذي خرج من منزل الدكتور داهش في 14 أيار 1942، تاريخ تعرّفه إلى الرسالة، هو غير حليم دموس الذي دخل إليه.و في القول الحقّ، إذا ما إن شاهد حليم معجزات الدكتور داهش تتتابع أمامه في ذلك اليوم التاريخيّ حتى شعر أنَّ يدَ الله وراء تلك الظاهرات الباهرات إثباتاً لحقيقة وجوده العظيمة، و أن نورَ الله سبحانه ينسكب في تلك التعاليم الداهشية لتكون درب الهداية و الرحمة و الخلاص لأبناء الأرض!

و ما لبثت أن انقلبتْ مفاهيم الحياة لديه، و تبدّلت غاية الوجود في ناظريه، و اعتبر أن يوم تعرّفه بالهادي الحبيب، كما يقول بنفسه هو يوم انعتاق  روحه من التكالب على المادة، و أنه يوم" يقظة الرُّوح"!

و يواكب هذا الانقلاب في حياة حليم دموس انقلاب في شعره؛ إذا أحسَّت قيثارة شعره منذ ذلك اليوم، أن يداً غريبة تضرب على أوتارها، فيها ارتعاشات و خلجات ما عهدتها بها من قبل. فشفت أنغامه، و رقت كلماتها، وصفت عباراتها، و اقتصرت ترانيمها على تسبيح الخالق و قدرته و رحمته، وتمجيد المعجزات و التعاليم الداهشيّة، فدَفَق الشعر فيّاضاً بالمعاني الروحيّة و القيم السامية.

و ينكبُّ حليم على كتبِ الدكتور داهش فينقلها، رغم كثرتها و تشعب موضوعاتها، من صيغة النثر إلى صيغة الشعر. كما وقف قلمه أيضاً على تأريخ الوقائع الداهشية، باذلاً من أجل ذلك كله البقية الباقية من حياته.

و ما هذا الكتاب سوى المدخل لمجموعة كبيرة من كتبه التي كان فيها الشاهد الصادق الأمين لما رآه من خوارق الدكتور داهش و ما سمعه من التعاليم و الارشادات التي نزّلتها الأرواح العلوية في الجلسات الروحيّة الداهشّية، و التي كانت لي معاينتها سنوات طويلة.

فالقوّة الروحيّة المتجلّية على يديّ الدكتور داهش لا تحدّها قوانين الطبيعة، و لا يرهبها سلطان الحياة والموت، بل إنها تخرق، بقوة الله سبحانه، تلك النواميس الأزليّة، فتكشف أسرار الماضي السحيق المكنونة، و تحيل المستقبل المجهول حاضراً، و تبرئ بلمحِ البصر ما عجزَت العقول عن إبرائه، وتدعو الطير تتكلم، و الموتى ينطقون، و الحجارة تخضع و تخشع, و سكان العوالم الأخرى يتجسدون فيثبتون بالأدلّة الدامغة حقيقة الحياة بعد الموت، و انتشار الحياة في شتى مظاهرها في أرجاء الكون اللانهائي، وخلود الرُّوح، و الثواب و العقاب الإلهيين. كما كانت الأرواح القدسيّة تهبطُ من عوالمها البعيدة السعيدة محتلة الدكتور داهش، لتكشف أسرار المجهول، و تفض الطلاسم موصودة منذ فجر الخليقة، و تقدّم لنا النُصح و الإرشاد، و تهنئنا على نعمة وجودنا إلى جانب النبي الحبيب الهادي، و تنبّهنا للإضطهادات والمخاطر التي سيتعرّض لها من زبانية الشرّ و تشجعنا على الثبات في وجهها حتى النهاية.

و ظُلِمَ الدكتور داهش واضطُهِدَ و جُرِّد من جنسيته اللبنانية و نُفِيَ خارج وطنه، كما سُجِنَ جميع الداهشيين، و من بينهم بلبل المنابر حليم. و لكن قضبان السجن التي قيّدت جسدَ حليم ما استطاعة أن تمنع سيل الشعر المتدفق من خاطره.. فالإيمان كان  أقوى  من كل القيود، و السلاسل ما استطاعة أن تهيض جناحي النسر الداهشيّ المتحفز للانطلاق:

 

 

فمهما طــــوّقوا بالقيدِ زندي                   سأخـرجُ بعد طول الأسر حــرّا

 

أعودُ إليك يــــا وطني نقيــاً                    كأزهـار الرُّبى طيبـاً و عطـــرا

 

أعـود إليــك منتصــراً كنسرٍ                   تحمَّل في ظــلامِ السجن قهــرا

 

لأن هبّــت أعاصير الرزايــا                    علـيّ أظـلّ طــول الدهــر نسرا

 

 

و يُؤدّب الدكتور داهش ظلاّمه، و يُلاشي عروشهم، فيبتهج الحقّ ، و تنتصر الداهشيّة، و تجري سفينتها بإرادة الله، هازئة بالأعاصير، ناشرة نور السماء في أرض الشقاء.

و يتعاظم جهاد حليم إلى أن وافته المنية في 27 أيلول 1957 فسمَتْ روحه الطيبة نحو كوكب النور الأسمى بعد أن عَظُم حنينه للانطلاق إليه:

 

روحي تحــن إلــى ظلالــــك                            و فمي يحدث عن جلالـــك

 

سبحانــــك أللهـــم في كـــون                          يـــــدل علـــــى كمالـــــــك

 

شوقـي إلى عـــدل الملائـــك                           لا إلــى ظلــــم الممالــــــك

 

فاجعــــل حياتــي فـي يديــك                           فكلهـا مــن بعـــض مالـــك

 

 

و يترك حليم دموس بعد انتقاله آثاراً قيّمة ستكون حجر أساس في حضارة الرُّوح الخالدة. ويتسامى بجبروتٍ نحو عوالم النور و الهناء، بينما يُذلُّ أعداؤه و مضطهدوه و يذوقون شتّى انواع البلاء. و سيُخلّد اسمه و جهاده ما خُلّدت الداهشيّة و رسول السماء!

 

الدكتور فريد أبو سليمان

بيروت، 6 أيار 1983

 

ظاهرات

شهر كانون الثاني 1943

 

أول كانون الثاني 1943

المعجزة الأولى

النبوءة بمولودة أنثى قبل عشرة أشهر و نصف

 

أنبأني الدكتور خبصا، اليوم، أنه أبلِغَ، في خلال جلسته الروحيّة، أنه سيُرزق مولودة أنثى(1).

و عندما استوضح عن الكيفية التي يمكن بواسطتها التنبؤ بمعرفة المولود قبل الحمل، أعطي شرحاً وافياً حول هذا الموضوع.

و قد تبين منه أن المستقبل معروف روحيّاً معرفة تامة، إذ لا يوجد شيء اسمه " مستقبل" في العالم الروحي.

أما نحن البشر فإننا مقيّدون باعتبارات مادية تمْنع عنا معرفة المستقبل.

و سنضع كتاباً خاصاً يشرح هذه الناحية شرحاً وافياً، و سيصدر في حينه.

و قد سُلّمت السيدة أوديت على يد زوجها الأخ جورج خبصا رمزاً مقدّساً. و طُلِبَ إليها أن لا تفتحه إلا في اليوم الذي ستضع فيه مولودتها الأنثى بحسب النبوءة المدوّنة في هذه الصفحة، فسبحان عالم الغيب و كاشف الأسرار و الأفكار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مما يزيد هذه النبوءة روعة و عجباً أن السيدة أوديت زوجة الدكتور جورج خبصا لم تكن حاملاً بعد. وقد وضعت ابنتها ( هادية) بتاريخ 14 تشرين الثاني 1943. و سيرد هذا في مكانه من الكتاب.

 

 

24 كانون الثاني 1943

المعجزة الثانية

استحضار شجرة برتقال بأوراقها و جذورها

 

الدكتور شاهين الصليبي طبيب اختصاصي بأمراض العيون و الحنجرة. و له عيادة شهيرة ومستشفى خاص في بيروت.

و قد ترامتْ إليه أنباء الخوارق و المُدهشات التي أصبحت حقيقيّة يتناقلها الجميع. فرَغِبَ في زيارة الدكتور داهش ليستطلع حقيقة الأمر.

و قد عُقدت له جلسة روحيّة خاصة. و في أثنائها طلب الدكتور شاهين أن تتمَّ ظاهرة كي تدعه يؤمن، مقتدياً بلآية القائلة:

 - أتؤمن؟

فكان الجواب عليها:

- بلى، و لكن، ليطمئن قلبي.

فاستجيبت رغبته الملحّة. و إذا بشجرة من البرتقال تهبط ضمن الغرفة التي عقدت فيها الجلسة الروحيّة. ولمسها، و حملها، و دُهِشَ، و آمن بالقوة الروحيّة.

و هذه الشجرة غُرِسَت، ثانية في حديقة منزل الدكتور داهش، فترعرعت أغصانها و أوراقها، وحملت الثمر الشهي، و قد شاهدها الكثيرون بأم العين.

 

30 كانون الثاني 1943

المعجزة الثالثة

استعادة حُلي مفقودة قيمتها 4000 ليرة

 

استهوت معجزة استحضار شجرة البرتقال الدكتور شاهين الصليبي، فراح يذيع أنباءها أمام كل من يجتمع به.

و ممن قصَّ عليهم خبر هذه المعجزة الفريدة عائلة تربطه بها صلة صداقة متينة. فعندما بلغهم ذلك- و كانوا قد فقدوا بعض حُلي و مجوهرات تبلغ قيمتها 4000 ليرة سورية- رجوه أن يمكنهم من حضور جلسة روحيّة علّهم يسترجعون حُلاهم.

و في مساء 30 كانون الثاني عُقِدت لهم جلسة روحيّة. و في خلالها قال الدكتور داهش للدكتور شاهين:

- أنت تريد معرفة المكان الذي فقدت فيه المجوهرات؛ و أنا أقول لك: مد يدك إلى جيبك فتجدها.

فدُهِشَ، و أبى أن يصدق. فكرّر عليه الأمر؛ ففعل.

و إذا به يخرج يده و المجوهرات ضمن قبضته.

فدُهِشَ كل من حضر، و تأكّد لهم أن زمن العجائب قد عاد.

و بعد هذه الظاهرة ، أيقنوا أن لا شيء مستحيلاً بإذن الله و أمره.