info@daheshism.com
الدكتور داهش والداهشيَّة في الصَّحافة

 

وثائق تتكلّم

بتاريخ 11 كانون الثاني 1945 صدرت جريدة الهدف, العدد 397,
وفيها مقال ثان لماري حدّاد

كيف عرفت الدكتور داهش
ترجمة عن الإفرنسيّة. بقلم الفنّانة السيّدة ماري حدّاد الداهشيّة.

وثائق تتكلّم

هذا هو إسم كتابي الإفرنسي الذي نشرت كلمته التمهيديّة في المقال الأول, والذي سيرافقني القارىء العزيز في مطالعة فصوله تباعاً  .

نعم, هي حقائق تتكلّم, ووثائق رسميّة يقف بها الرأي العامّ على حوادث واقعيّة تحوم حول قضيّة الدكتور داهش منذ عام 1942 الى اليوم.

فما بلغ القوم أنني أصبحت أشهد ظاهرات روحيّة وأزور الدكتور داهش, أنا وزوجي وعائلتي, وأصبحنا نستقبله في بيتنا كما نستقبل أيّ صديق, حتى قامت قيامتهم وبدأوا يحاولون منعنا من الإتّصال بالدكتور داهش, زاعمين أنّه ذو سلطة روحيّة قاهرة يخضع بواستطتها كلّ من يزوره فيصبح, إذ ذاك, رهن مشيئته وأطوع له من بنانه. ومن تلك الدقيقة بدأت الوشايات, وأطلّت الدسائس برؤوسها من أعماق رموسها.

وذهبت وفود الى المراجع ذات الإختصاص طالبةً إليها أن تبعد الدكتور داهش من البلاد لأنّنا نكاد ننخرط في صفوف تلامذته وأصدقائه, وننضوي تحت لوائه.

ولمّا تفاقم أمر الدكتور داهش, وامتدّت دعوة ظاهراته الروحيّة, ولاقت إقبالاً شديداً من عليّة القوم, إنخلعت قلوب بعض رجال الدين, فبرزوا الى الميدان وعزموا على قتل الفكرة في مهدها, ودفنها في لحدها, قبل أن يستفحل أمرها, وعندئذ لا يعود بالإمكان دفع ما قد يحدث ...

ولم يقف عملهم عند هذا الحدّ, بل قصدوا بعض الأقارب, وأوعزوا إليهم بوجوب شنّ حملة صحافيّة على الدكتور داهش كي يرغموا الحكومة على تحريك ساكنها والبطش به .

وبعد أن إتّفقوا نهائيّاً على الحملة, ودّعوهم مغتبطين بفوزهم المبين. واستيقظت بيروت في أواسط عام 1942 على حملة صحافيّة عنيفة جدّاً ضدّ الدكتور.

وصدر على أثرها سلسلة مقالات يطلب أصحابها من الحكومة أن تخرج الدكتور داهش من البلاد بعد أن تفاقم أمر دعوته والحديث عن ظاهراته...

واستمرّت هذه الحملات تصدر يوميّاً بانتظام مدبّر ...

 

الدكتور داهش والداهشيَّة في الصَّحافة  Back to