info@daheshism.com
الدكتور داهش والداهشيَّة في الصَّحافة

 

مقالة بعنوان "داهشيات زافين" لعبدو وازن نشرت في صحيفة "الحياة" بتاريخ 29 سبتمبر 2010

«داهشيات» زافين

الاربعاء, 29 سبتمبر 2010

عبده وازن

 

يــستــحق الإعلامي اللبناني زافين تحية خاصة على الحلقة الأخيرة من برنامجه «سيرة وانفتحت» (المستــقـبــل)، أولاً لجرأته في خوض قضية طالما كانت «محظورة» إعلامياً وخطرة، ثم لتعمّقه فيها وإلقاء نظرة شاملة عليها، تاريخياً وسياسياً و «عقائدياً». قضية الحلقة كانت عن «الدكتور داهش» هذا العالم الروحاني، الذي يعدّ من الشخصيات الإشكالية النادرة في لبنان، وقد انقسمت الآراء حوله، بين أتباع مؤيدين له ومتحمّسين لفكره، وبين أعداء أو خصوم رافضين له ومتهمين إياه بالشعوذة والدجل. واللافت في الحلقة التلفزيونية أن زافين فتح السجال على مصراعيه، متيحاً أمام «الداهشيين» أن يعبّروا عن آرائهم ومواقفهم بصراحة، وأمام المعترضين الذين أمعنوا في نقد «الدكتور الداهش» وفي وصفه بالساحر والمشعوذ. وبلغت الحلقة ذروتها عندما استطاعت كاميرا البرنامج أن «تقتحم» عالم «داهش» المتواري في قلب منزله القديم، المقفل الأبواب والنوافذ، والمغلق أمام أي زائر ولو كان من الجيران. وكان دخول الكاميراً رهيباً حقاً، فالبيت هو أشبه بالمعبد الغريب الذي تحتل جدرانه صور «داهش» وشعارات وتخطيطات وأيقونات، عطفاً على الأثاث والستارات والكواليس التي أضفت على البيت جواً طقسياً. وهناك في هذا المنزل، أطلّت سيدة عجوز، كأنها قادمة من إحدى الأساطير، بشعرها الأبيض وعكازها، وراحت تسرد أخباراً عن «داهش» الذي عرفته والذي ورثت عقيدته عن أمها ماري حداد، شقيقة المفكر اللبناني ميشال شيحا، وشقيقة زوجة الرئيس اللبناني بشارة الخوري، الذي اضطهد «داهش» وحاربه ونفاه، انطلاقاً من موقعه الرئاسي.

«الدكتور داهش» للذين يجهلونه - وهم كثر جداً وربما الغالبية - مفكّر وأديب لبناني ولد مطلع القرن العشرين في فلسطين ثم نزح مع عائلته الى لبنان وتبنى الجنسية اللبنانية ودرس وأعلن عقيدته في مطلع الأربعينات وهي «الداهشية»، وتجمع بين الدين والفكر والبعد العقائدي. وراح يدعو من خلالها الى عقيدة جديدة لم يكتب لها أن تنتشر إلا ضمن حلقة من أتباعه والمريدين الذين أيّدوه وساروا على خطاه. ويروى أن «داهش» قام بـ «خوارق» كثيرة ردّها خصومه الى الشعوذة، أما أتباعه فإلى قدراته الروحية الفائقة. وقد شغل «داهش» الإعلام والصحافة وانضم الى عقيدته مثقفون وكتاب وشعراء وأناس عاديون. إلا أن التهم التي أطلقت عليه رافقته حتى بعد مماته. والآن بات له متحف في أميركا يحمل اسمه.

يستحق زافين التحية على جرأته في خوض موضوع ما زال محظوراً وممنوعاً وفي كشف «المسكوت» عنه في الثقافة اللبنانية. ولعلها المرة الأولى يجرؤ برنامج على إلقاء هذا الضوء الساطع على مفكر وروحاني شغل الذاكرة اللبنانية طويلاً وما زال يشغلها، على رغم الحصار الذي ضرب حوله، رسمياً ودينياً.

 

 الدكتور داهش والداهشيَّة في الصَّحافة  BACK TO