الرجل الذي أثار إهتمام الناس
زمناً في بيروت
بتاريخ 25 تشرين الثاني 1944 صدرت جريدة " الأيّـام " الدمشقيّة وفيها هذا المقال :
حديث حليم دمّوس عن الدكتور داهش
الدكتور داهش ! ومن لم يسمع بهذا الإسم ؟ فقد شغل الناس في بيروت وقتاً غير يسير , بسبب ما كان يبديه باثناء إقامته ببيروت من خوارق روحيّة . فآمن الكثيرون به وصاروا من أتباعه , واعتبرها اآخرون عجائب علميّة بحتة , فاعترفوا بقدرته وبراعته .
وقد أبعد الدكتور داهش من لبنان فودّعه مريدوه بالأسف والألم . ومن بينهم شاعرنا المعروف حليم بك دمّوس الذي هبط دمشق في الأيّـام الأخيرة , فاتّصل به مندوب " الأيّــام " , وسأله عن صديقه الدكتور داهش . فجرى بينهما الحديث الطريف التالي :
س – كيف عرفتم الدكتور داهش ؟
ج – عرفته في بيروت عام 1936 أديباً لوذعيّاً , ومؤلّفاته يربو عددها على التسعين , وهو صاحب رسالة روحيّة عظمى . ومنذ عام 1942 الى اليوم , وأنا ألزمه الظلّ لأدرس فيه هذه القوّة الروحيّة العجيبة الغريبة .
س – ما هو الفرق بينه وبين علماء التنويم ؟
ج – الداهشيّون لا يؤمنون بالتنويم , فهو إتّفاق بين المنوّم والمدّعي النوم ؛ وظاهرات داهش وخوارقه ومعجزاته هي فوق الإدراك البشري .
س – هل ترون في بقائه في سورية أو لبنان فائدةً ما ؟
ج – إنّ في عواصم أوروبا وأميركا مؤسّسات روحيّة وجمعيّات لعلماء النفس تنشّطها الحكومات في سبيل رعاية هذه الحركة الروحيّة . وكان الأولى بحكومتي لبنان وسشوريا أن تدرسا هذه القوّة الكامنة في الدكتور داهش , وتؤلّفا لجنة من الأطبّاء والعلماء والمحامين والأدباء والصحافيين لحضور جلساته الروحيّة , وعندئذ تتجلّى فيها الحقيقة التي هي بنت البحث . وقد شعرت أنّ الرأي العام يعطف على قضيّة داهش , بعد أن سمعوا آراء مختلفة ضدّه ومعه . فبقاؤه في سوريا أو في بلاده خير من تجريده من جنسيّته وإبعاده . هذا هو رأيي الخاص أكتبه بصراحة وإخلاص .
وقد أساء بشارة الخوري بتجريده من جنسيّته . وسيذكر التاريخ عمله كلطخة عار تلاحقه مدى الأدهار .