info@daheshism.com
في الفكر الداهشيّ

 

استكشف الفضاء وحقق اكتشافات علمية و.. يعتقد بوجود حضارات ثانية

رائد الفضاء الروسي غريتشكو يزور لبنان بحثاً عن لغز بناء قلعة بعلبك

رائد الفضاء الروسيّ غرينتشكو

غريتشكو متحدثا الى «السفير» (فادي أبو غليوم)

ثمانون عاما ولم يتعب من البحث والدراسة، والتنقيب. فبعدما صعد الى الفضاء ثلاث مرات، وخرج الى الفضاء المكشوف، ونال لقب بطل الاتحاد السوفياتي، يطل رائد الفضاء الروسي غيورغي غريتشكو على لبنان محاضرا ومستكشفا من جديد، وهو المهندس الميكانيكي الذي شارك في الدراسات العلمية الخاصة بالتحليقات الفضائية وتصميم مطار «بايكونور» الفضائي، كما شارك في إعداد إطلاق القمر الصناعي الأول في 14 تشرين الاول من العام 1957 وأولى المركبات السوفياتية المأهولة.
يأتي غريتشكو الى لبنان بحثا عمن بنى قلعة بعلبك، ذلك السر الكبير الذي يقول انه يحيره، كما احتار العلماء في بناء الأهرامات المصرية التي بناها الفراعنة وما زال لغز بنائها قائما. أراد إعادة اكتشاف لبنان وأثاره، وهو البلد المفعم بالتاريخ والحضارات، من صيدا وصور وجبيل وبعلبك وغيرها، إلا أن ما يهمه هو قلعة بعلبك، وكيف بنيت، أو بالأحرى كيف تم نقل حجارتها الضخمة. ويستغرب كيف أن علماء الآثار، بعدما قرأ الكثير عن بعلبك، لم يطرحوا السؤال المتعلق بنقل حجارة القلعة، بينما اهتموا بأدق تفاصيل حجارة الأهرامات.
«
السفير» التقت رائد الفضاء الروسي ودكتور علوم الفيزياء والرياضيات، قبيل جولة له على عدد من الجامعات اللبنانية، الرسمية والخاصة، مستطلعة أهداف الزيارة التي أوضح أنها للتعرف الى بلد قديم تاريخيا، عرف العديد من الحضارات، وأيضا للتعرّف الى المجتمع اللبناني وتعريفه الى مجال الفضاء الروسي الذي يمثله، من خلال محاضرات يقدّمها تتعلق بتاريخ روسيا في ريادة الفضاء.
كما تأتي الزيارة عشية احتفال العالم بالذكرى الخمسين لصعود أول إنسان الى الفضاء هو رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين.
ورأى نائب رئيس لجنة السلام السوفياتية والنائب الاول لاتحاد السلام والوفاق السابق أن «حضارة بعلبك، وبناءها، لم ينالا الكثير من الاهتمام، وهي التي بنيت بصخور تزن الواحدة منها ألف طن، وأحدث المعدات الحديثة لا يمكن أن ترفع أكثر من عشرات الأطنان من الصخور، أما كيف تم نقل هذه الصخور وصقلها فذلك ما أريد أن اعرفه». من هنا يتابع غريتشكو «أعتقد بوجود حضارة ثانية غير ما وصلنا، ويمكن أن تكون حضارة بناء الأهرامات هي ذاتها الحضارة التي بنت بعلبك، أما كيف فذلك هو السؤال وهو ما يحتاج الى البحث».
وعلى الرغم من حنينه الى الرحلات الفضائية، إلا أنه يعترف بأن عمره الذي ناهز الثمانين لم يعد يسمح له ولا القوة الجسدية والحماسة في الصعود الى الفضاء. فـ»العمر يلعب دورا في فترة زمنية محددة، وقد لعبت هذا الدور على أكمل وجه، وكنت من أفضل رواد الفضاء في وقتها، والحنين لا دور له، فإما أن يكون قادرا الانسان على القيام بما هو مطلوب منه، أو الاكتفاء بما حققه، وقد حققت الكثير».
وعما يقال انه لو خير رائد الفضاء لما عاد إلى الأرض.. قال «ليس عدم محبة في العودة. فرائد الفضاء هو إنسان، وعليه العودة، لكن في آخر يوم من مهمته يشعر بالحزن والفرح معا، الحزن مما عاناه في الفضاء، والفرح بالعودة الى الأرض.. وحده رائد الفضاء الأميركي أرمسترونغ كان يود البقاء في الفضاء. أما من لن يعود الى الأرض فهم الذين سيتوجهون الى المريخ في المستقبل..».
وعن شعوره وهو ينظر الى الأرض عن بعد آلاف الكيلومترات، قال «أفضل وأجمل جزء هو بعد بدء الرحلة حين تنظر مباشرة إلى الأرض، وحدها الأرض تشع في الفضاء، وعندما ننظر الى الصحراء تتراءى لنا ألوان مختلفة، فتارة نراها مسطحة، وتارة متوهجة ومتموجة، هذا في الصحراء فكيف هي الحال، عندما ننظر الى الجبال والمناطق الخضراء والبحار، مشاهد تمتع العين، ولا يمكن وصفها.. ومع جمال الأرض فهي كائن ضعيف علينا المحافظة عليها».
ولا يتفق رائد الفضاء المخضرم غريتشكو مع الرأي الداعي الى السياحة الفضائية، بل يدعو إلى منع السياح من استخدام المركبات الفضائيةِ واصفا إياها بعروض تسلية، وقال «عندما بدأ الطيران العادي كان ركابه من المهندسين والعلماء، ثم تحولت الى طائرات للركاب بعد سلسلة من الدراسات والأمان، وهذا ما يجب أن يطبق على رحلات الفضاء، لتأمين السلامة والوصول الى نتائج علمية ملموسة، ومن ثم نبدأ بالرحلات السياحية، خصوصا أنه لا أحد يعرف مخاطر الفضاء، حتى موعد الانفجار الشمسي، وعلى من يريد القيام برحلات سياحية فلتكن الى المحطات الفضائية..».
وحول الأنباء المتزايدة عن شراء دول ومؤسسات قطاعات كبيرة من سطح القمر، وعلى سبيل المثال اقتنت القوى الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي مؤخرا 500 ألف متر مربع هناك، علما ان الكيان الإسرائيلي يعتبر من أكبر مالكي سطح القمر في العالم بحساب الفرد الواحد من السكان. فقد اقتنى أكثر من 15 ألف إسرائيلي رسميا قطعا من سطح القمر. ويصف غريتشكو شراء الأراضي على سطح القمر بالكذبة الكبيرة، مع أنها موجودة، كما هو حاصل عبر بيع النجوم بمبلغ عشرين ألف دولار، ويرفض الاعتراف بها.
وقال «نفهم أن يكتشف عالم نجما ما، ويطلق عليه اسما يختاره هو كما حصل معي عندما أطلق اسمي على النجم (3148)، كتكريم لي». وسأل «هل يعني ذلك أنني أصبحت مالكا لهذا النجم؟ أو أصبح غيري يملك فعليا قطعة أرض على القمر؟».
وعن التجربة الأفضل لديه، إن كانت في الفضاء أم في المختبرات، أعرب غريتشكو عن سعادته لأن الفرصة سنحت له بالذهاب الى الفضاء، والقيام بتجارب، والعودة الى الأرض، لمعالجتها ودرسها، في حين أن مهمة رائد الفضاء تقتصر على إحضار عينات، والعلماء على الأرض يدرسونها.
وأشار الى أنه عمل في القطاعين، لذا فهو سعيد، لأن العلمين يكملان بعضهما البعض. وأعرب عن فخره لأن يكون أول من أعطى نتيجة علمية حول تكون الغلاف الجوي من طبقات رقيقة، واحدة فوق الثانية، ومن دحض نظرية أن غاز البرادات أو مكيفات الهواء «االفريون»، يذهب الى القطب الجنوبي ويأكل طبقة الأوزون. وأوضح أن ثقب الأوزون ليس من تأثير البشر، فهو موجود قبل البشرية، يكبر ويصغر تبعا لعوامل الطبيعة. وأكد أن التحذير واجب. فكلما توسع الثقب دخلت الأشعة فوق البنفسجية وأضرت بالإنسان. أما بالنسبة الى غاز الفريون، فقد كسبت احدى الشركات مليارات الدولارات بعد أن قدمت نوعا جديدا من الغاز بحجة حماية طبقة الأوزون. وقد أكد العلماء أخيرا نظريتي التي أعلنتها في سبعينيات القرن الماضي.
ووجد اختلافا في موضوع تفجر مفاعل فكوشيما في اليابان، ومفاعل تشرنوبيل في روسيا، الذي كان انفجاره صعودا نحو السماء ونشر الإشعاعات، في الفضاء، وتكفلت الرياح بنقله الى أصقاع الأرض. أما انفجار فكوشيما، فهو عبارة عن تفجيرات هيدروجينية، تتحل بعد خمسة أو ستة أيام، وأمل ألا يتخطى الأمر ذلك.

 

  Back to   في الفكرِ الداهشيّ