info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثانية عشرة، العدد الثاني، 2006-2007

 

صوت داهش

السنة الثانية عشرة، العدد الثاني، 2006-2007

نهوضُ أيِّ مجتمعٍ رهنٌ

بنهوضِ القِيم الروحيَّةِ والعقليَّة فيه

 

بقدرِ ما كان المسيحيُّون الأوائل( في القرون الثلاثة الأولى بعد المسيح)، يحترمون المنطق والفلسفة الروحانيَّة اليونانيتين ويسعون وراء القيم الروحية والإنسانيَّة العليا، كالتسامح، والحب، والشفقة، وغيرها من الفضائل، فإنَّهم كانوا ناجحين باطراد في نشر إيمانهم واكتساب احترام المجتمع الروماني الذي كان قائمًا على الظلم والمادية والعنف. لكن ما إن بدأت القيم الدنيوية تجتذب اهتمامهم، والتعصُّب الأعمى يضر بهم، حتى تفشى فيهم التناحر وما يستتبعه من وهنٍ وانحطاط. زدْ إلى ذلك أنَّ التحالف بين السلطات الدينيَّة والحكم السياسيّ أو الأسر الثريّة كان طريقاً حَتمّ انحرافَ الكنيسة الكاثوليكية عن نهج المسيحية الُمستقيم الذي ينطوي عليه النظام الإلهيّ (ص ۸).

في الخطِّ نفسه تبحث الدكتورة سميرة ماضي في فلسفة الشيخ خالد محمد خالد الإنسانيَّة التي تحاول الدلالة على أن العلم والفلسفة والأديان تتعاون لتمهّد للعقل البشري سبيل المعرفة والفضيلة (ص ۱۹) .

 

ويناقش الأستاذ علاء الأعرجي فلسفة التربية في العالم العربي. فيظهر أن القيم والأفكار التقليديَّة يمكنها أن تؤذي الأولاد، وبالتالي المجتمع، إذا فرضت عليهم باعتبارها حقائق ثابتة (ص ۲۷ ). على الصعيد الأدبي يصف الدكتور أحمد عتمان الشعور العظيم الذي كان يخالج الأديب اليوناني الشهير، كازانتزاكيس، عندما كان في مصر، وزار مُتحفها، وحدَّق إلى أبي الهول، وتأمل في النيل وفي عجائب أخرى كثيرة في مصر ، مُعتقداً أنه كان ذا أصلٍ عربي (القسم الإنكليزيّ، ص ۱۰(.

 

ويبحث الدکتور فكتور الكك في المنحي الاجتماعي المتَّبع في قصص كرم ملحم كرّم. فیکشف أن الروائي اللبناني كان بدأب على وصف المجتمع بواقعه الحيّ النابض، وعلى تحليل نفسية أبطاله بصدقٍ وعدالةٍ وأناقة (ص 44 ).

ويناقش الدكتور علي حويلي مستقبل الصحافة المطبوعة في عصر الإنترنت. ويخلص إلى الاستنتاج أن الصحافة الإلكترونية ستُجاري الصحافة المطبوعة، و كلتيهما ستزدهر (ص ۳٥)،

في المجال العلمي لا بدَّ من الإشارة إلى ثلاث مقالات مهمَّة : الأولى بقلم الدكتور سمعان سالم، يعرض فيها متى بدا البشر يغيرون المناخ الحراري العام (ق. إنكليزي، ص 4 )؛ والثانية بقلم الدكتور ستيفن باناشر، يؤكد فيها التأثير السيكولوجي في إمكان التعافي من داء السكري (ق. إنكليزي، ص ۱۷ )؛ والثالثة بقلم الدكتور يحيى الشمالي، يوضح فيها أوجُهاً مُعقَّدة من  الكتلة الوراثيّة ونظرية الارتقاء (ص ۷۹).

وكالعادة، يضم هذا العدد قصَّة قصيرة بقلم الدكتور داهش، يصف فيها، بأسلوب بالغ التأثير في النفس، كيف أن حبَّاً صاعقاً يمكن أن يؤدّي إلى مأساةٍ وحماية غير متوقعة (ص ۷۱ ). كذلك يضمُّ مقالة بقلم السيّد نجم عن ازدهار الرواية الحديثة (ص ۵0)؛ وثانية بقلم الكاتبة فاطمة ناعوت عن هندسة العمارة والشعر (ص 61)؛ وثالثة بقلم الدكتورة مها فائق العطار عن الطبّ العربي مع ذكريات وخواطر (ص ۸۵ )؛ كل ذلك مع قصيدة جميلة موجَّهة للدكتور داهش بقلم علي جمعة (ص ۶۷ ). *

 

رئیس التحریر