info@daheshism.com
إفتتاحيَّة صوت داهش السنة الثانية عشرة، العدد الثالث، 2006-2007

 

صوت داهش

السنة الثانية عشرة، العدد الثالث، 2006-2007

 

الطاعةُ العمياء لسلطةٍ مُستبدّة

تُلغي حرِّية الناس وكرامتَهم ودُهوِرُ الحضارة

 

ما إن شعرت الكنيسة الكاثوليكية الرومائيّة بقوّتها، في القرن الرابع، حتى تحوَّلت إلى دولة مستبدّة مُنحرفة عن القيم الروحية التي جسّدها السيّد المسيح الذي أكد أن ملكوته ليس في هذا العالم. والطمع بالسُّدة الأولى دفع البابوات إلى التناحر متوسّلين طرقاً جهمية. وفرضوا الطاعة العمياء لهم على رعاياهم، فأقاموا محاكم تفتیش رهيبة أخضعوا لها خصومهم ومُخالفيهم في الرأي حتى في مجال العلم، فأبادوا مئات الآلاف من الرجال والنساء. وهذا التصرّف الباغي المُنحرف دهور الحضارة المسيحية وشلّ العقل فيها حوالي اثني عشر قرناً. وقد عاقبت العدالة الإلهيَّة الكنيسة الرومانية وأتباعها بضربات سبع کبرى متوالية: إجتياح القوط الغربيين لروما، فاجتياح أتيلا، فغزو العرب المسلمين لمناطق واسعة من بيزنطیا، فالهزيمة الشائنة للحملات الصليبيّة، ثم حدوث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية، فانتشار وباء الموت الأسود الذي أباد ثلث سكان أوروبا، وأخيرا انتفاضة البروتستانتية (رئيس التحرير، ص 6 ).

ويظهر الدكتور بشروئي أن حرية الإنسان وكرامته هما من حقوقه الأساسيَّة التي قُنِّنت شرائع روحيّة في مختلف الأصول الدينية المقدَّسة، وأن هذه الحقوق لم تبتدعها الأنظمة العلمانية الحديثة. فالأنبياء والهُداة الروحيون جميعاً نادوا بالعدالة والسلام والتآخي بين الشعوب، كما بالتسامح والتراځم (ص ۱۸ ).

وتُبين الدكتورة ماضي جوانب من فلسفة الشيخ خالد تتعلّق بالتفاعل بين الفرد والجماعة؛ فتوضّح رأيه بأن الفرد لا وجود حقيقيّ له إلاَّ ضمن الجماعة، والجماعة لا وجود لها إلاَّ بتفاعل أفرادها بواسطة الحوار والنقاش اللذين يطلان الاستبداد (ص ۳۱ ).

ويعرض الأستاذ الأعرجي أهم مذاهب التربية: كتثبیت الهيمنة الاجتماعية، والدمج الثقافي وغيرهما. ثم يولي اهتماماً خاصاً نظرية برترانْد راصْل القائلة بأن المناهج التربوية المُتَّبعة كلّها مؤامرة كبرى على حرِّية الفرد، وخصوصاً الطفل، فالتربية تتمُّ لمصلحة الدولة أو المؤسسات الدينية. أخيراً، يعرض الكاتب نظريته التربوية القائمة على العقل المجتمعي والعقل الفاعل والعقل المنفعل ْ(ص 41 ).

وفي القسم الإنكليزي يناقش الدكتور الحاج النقاط المشتركة والمُختلفة في أدب كلٍّ من جبران و بلايك، فيظهر استيحاءهما الكتاب المقدَّس، وفي الآن نفسه، ثورتهما على فساد رجال الدين؛ كذلك اتفاقهما في الرؤية السياسيَّة الاجتماعيَّة ورسالتهما المبنية على السلام والحبّ والتآلف. لكن جبران استقلَّ عن بلايك بإيمانه بالتقمُّص (ص 4). وتعرض الدكتورة سعاد علي الإسهام الذي قام به العلماء الغربيون غولدتسيهر وشاخت وجوينبول في دراسة نقل الأحاديث الشريفة التي هي المصدر الثاني للتعاليم الإسلامية وشرحها (ص ۱۳ ). ويعرض الدكتور غاديريان جميع أنواع السرطان مع إحصاءات تتعلَّق بالإصابات بها (ص ۲۰).

كذلك ضمَّنا هذا العدد قصّة قصيرة للدكتور داهش تظهر بطلان آمال الإنسان الذي كثيراً ما يُفجع دونما توقع (ص 51)، و مقالات مفيدة لميّ علّوش وسيّد نجم وحلمي سالم وفاطمة جحلاط. أخيراً، لا بدَّ من التنويه بمقالتين تأمليتين فلسفيتين واحدة للأستاذ محمد الحركة، سفير لبنان في اليابان (ص 57 )، وأخرى للأستاذ سمير الصُّمّيدعي، سفير العراق في الولايات المتَّحدة (ق. إنكليزي، ص ۲۷ ) وقصيدة لغالية خوجة (ص 64 ).*

 

رئيس التحرير