info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى " نشيدُ الأنشاد "

 

 

ليت شعري ايَّها المرء...

إذ مهما كنت عظيماً،

ومهما أتيتَ من الغرائب والمعجزات،

ومهما قمت بامور مُدهشة،

واستنبَّطتَ مُستحدثاتٍ لم يسبقكَ اليها غيرك،

ومهما كانت ...

فإنَّ في اعماقِ الحياةِ شيئاً

لا يُدْرَك، ولا تُعْرَف ماهيَّته، وكُنهُه...

يهزأ بك، وبأعمالك تلك،

الى ساعة ينقضي بها أجلك،

فتذهب وكأنَّك لم تاتِ!...

 

المؤلِّفْ

 

نبيٌّ كريم وملكٌ عظيم وذكيٌّ فهيم ولوذعيٌّ حكيم !

فتنته الملكة سبأ فأصبحَ بحبِّها العذب يستهيم !

فإذا جادت عليه بالوصلِ تراه غائصاً بالتعيم !

وإذا جافته اضطربَ وأصبحت حياته جحيماً بجحيم !

والمرأةُ لم ينجُ منها حتى موسى الكليم !

حقَّاً إنَّ قوَّة النساءِ مُستمدَّةٌ من إبليسَ الرجيم !

 

داهش

 

 

مقدِّمة

من يجهل نشيد الملك العظيم،

النبيّ سليمان الحكيم،

الذي أنشده قبل ثلاثة آلافٍ من الأعوام،

وما زالت تتجاوب بصداه الأدهار،

وتحفظ آياته الأخَّاذة للأجيال المُقبلة.

إنَّ في " نشيد الأنشاد "

لسحراً خلاَّباً يأسر الأفئدة ويستولي عليها،

فتفتنَ بتلك العبارات العذبة،

وتحلّق في أعالي السماوات

طوال سماعها لعذب تريدِ

هذا النشيد المُبدع !

إنَّ من يقرأ نشيد الأنشاد

يتأكَّد له أنَّ النبيَّ سُليمان

قد لمس الحبُّ فؤاده بأنامله السحريَّة،

فتفجَّر ينبوعُ شوقه العميق،

وشعرَ بآلامٍ مُضنية وآمالٍ عذبة هنيَّة،

وإذ ذاك التجأ الى القلم،

وراحت عاطفته الجيَّاشة تتدفَّق بغزارةٍ،

مُظهرةً ما يكنُّهُ في أعمقِ أعماقه،

فكشف لنا بنشيده الخالد، سرَّ أسراره.

ستمضي أجيالٌ ةتُبادُ أُممٌ،

وتندثرُ حضاراتٌ،

وتندرسُ عواصمُ وتزولُ معالم،

أمَّا " نشيدُ الأنشاد "

فسيبقى خالداً على مرِّ الأجيال،

ما بقيَ الحُبُّ،

وما بقيَ ذكرٌ وأنثى .

 

الدكتور داهش