info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى " المهند الباتر "

 

 

خونة وأنذال
بقلم الدكتور داهـش

هـذا الكتاب يحتوي آرائي في كافة شؤون الحياة في المرأة والحب ، والزواج ، والصـداقة ، والعـداء ، والكهنة ، والفـقر والثراء ، والأمانة، والخيانة ، والروحانيات ، وكل ما له صـلة بعـالمـنـا المـادي .

كما حملت فيه حمـلة شعواء على الخونة الأنذال ، هؤلاء المارقين، الذين طلقوا الشـرف ، وتمنطقوا بالخساسة ، وارتـدوا الدنـاءة لهم لباسا وتفـاخروا بما ارتكبوه من انحطاط نتن وسلوك شائن تلبسهـم من قـمة رؤوسهـم حتى أخـمص أقدامهـم ، وهو العـار الفاضح الذي طوقهم وسيرافقهـم إلى عالـم القـبـور .

إنهم من اعتدوا على حريتي بالظـلم الرهيب ؛ وأولهم هو الباغية بشاره الخوري ، رئيس الجمهورية اللبنانية من عـام ١٩٤٣ حتى عـام ١٩٥٢.

هـذا الطاغية الذي أجرم وارتكب الموبقات قد طغى وبغى وجردني من جنسيتي اللبنانية حانثا بيمينه وأنف القانون والدستور في الرغام .

أما أولئك الزعانف ، من يطلقون عليهـم أسـماء أصحـاب الدولة المتـسنـمين لأرائك الأحكام ، فلم يبرز أي منهـم ليدافع عن الحق المهيض بل صمتوا صمت القبور حتى يـوم الـنشور.
تلك الجرائـم المتواصـلة ، والاعتـداء على الأبرياء ، أوصلت لبنان لحالته التعيسـة الفـادحة الــنتائج .

وسيطالع القـارى، في هـذا الكتاب أسـماء الذين أشتركوا بالمؤامرة على حريتي. فـمـن العـدالة أن يعرف الجميع أسـماء المرتكبين المخزية. ومثـمـا خـلد أبو الطيب المتنـبـي أسـماء من هجاهم بشـعره الخالد إذ قـال :

أرانب غير أنهم ملوك    مفتحة عيونهم نيام
بأجساد يحر القتل فيها    وما أقرانها إلا الطغـام

هكذا ستخلد الأسماء النتنة التي ساهمت بالاعتداء عليّ دون ذنب جـنيته أو إثم ارتكبته .
وإني أرى هذين البيتين اللذين أطلقهـما أبو الطيب على أعدائه ينطبقان على من اعـتدوا على حريتي أيضا، إذ قال :

أذم إلى هـذا الزمان أهيله   فأعلــمهم فـدم وأحزمهم وغد

وأكرمهـم كلب وابصرهم عمٍ   وأسهدهم فهـد وأشجعهم قرد

وبعـد فإن للجريمة ثمنا لابد أن يـسدد يوما مـا، طال الزمـان أم قصـر،  فطـابخ الـسـم آكـله .

وإني أدع القـارئ يتـمتـع بما دونـه يراعي عن طغـمة الإجرام ، أولئك الأوغاد اللئـام ، الخونة والأنـذال .

 

داهـش
أمريكا-صباح أول آب ١٩٨١