info@daheshism.com
مُقدِّمة إلى "الرسائل المتبادلة بين الدكتور داهش مؤسّس الداهشيّة والدكتور حسين هيكل باشا"

                                الرسائل المتبادلة

                                        بين

                      الدكتور داهش مؤسّس الداهشيّة

                         والدكتور حسين هيكل باشا

 

رئيس مجلس الشيوخ المصري ورئيس الحزب الدستوري

ووزير المعارف وعضو مجمع فؤاد الأوّل للّغة العربيّة

وصاحب مجلّتي السّياسيّة الأسبوعيّة والسّياسيّة اليوميّة 

 

                                  جمعه

 

                     الدكتور فريد أبو سليمان

 

 

 

         اذا انتصر الظّلم على العدل بعض الوقت

          فلا بدّ من يوم يبطش فيه العدل بالظّلم

           ثمّ يجعله عبرة للأجيال الزاحفة                          

                                                        داهش

 

 

                                زوّجوه بثانية

قيل : انّ ذئبا مفترسا كان ينتاب بعض القرى ويعبث يخرافها ونعاجها ، فترصّده أهلها حتّى دنت ساعته فصادوه !....

وتشاوروا في تعذيبه وقتله ، فقال حليم دمّوس :

" لتقطع يداه ، وتبتر رجلاه ، وتحطّم أسنانه ، ثمّ يستل لسانه !"

وقال الدكتور فريد :

" بل يصلب ويرشق بالنبال حتّى يخرق جسده ويثقّب ...."

وقال جوزف حجّار :

" بل توقد نار عظيمة ، ويشوى في جوفها حيّا ، فهو لها ملك حلال!..."

وهنا انبرى الدكتور جورج خبصا وقال :

أقترح عليكم أن تزوّجوه بامرأة لها نفس الصّفات التي تتحلى بها زوجته ، وكفاه بهذا جزاء !...

فذكّرني اقتراح الحكيم ببيتي الشّاعر القائل :

 

ربّ ذئب أخذوه                      وتمادوا في عقابه

ثم قالوا : زوّجوه                    واتركوه في عذابه !...

 

                    

                                           من كلمات الدكتور داهش

                                               مأخوذة من كتاب

                              "وثائق تتكلّم حول قضيّة الدكتور داهش

 

 

 

                                قذفته ببصقة

 

سئل الدكتور خبصا عن شبه رجل له جسم ضخم كالثّور :

ترى من هي التي وضعته وأرضعته ؟

فأجابه جورج حدّاد :

ومن تكون غير أمّه ؟

فأجابه الدّكتور :

لقد عرفت الأن أنّ صاحب هذا الوجه الدّميم لا تصبر عليه سوى التي بصقته ! ....                    من كلمات الدكتور داهش مأخوذة

                   من كتاب "وثائق تتكلم حول قضيّة الدكتور داهش "

 

 

 

                             مهما حاول الطّغاة البغاة

 

                       أن يدفنوا الحريّة فلن يستطيعوا

 

             لأنّ الحرّيّة خالدة حتّى الأبد والى يوم يبعثون

 

                                                             داهش

 

 

                                جريمة الجرائم الهائلة

                                      التي ارتكبها

                               بشارة الخوري الباغية

 

لقد انطوت حقبة من الزمن على الجريمة المروّعة التي أقدم على ارتكابها الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ، بعد أن تسنّم كرسيّ الرئاسة في عام 1943 .

وكان منذ اعتلائه كرسيّ الحكم ، قد بدأ اضطهاد مؤسّس الداهشيّة . والسبب الأساسيّ لاضطهاده هو أنّ السيّدة ماري حدّاد شيحا وقرينها جورج حدّاد وكريماتها ماجدا ، آندره ، وزينا قد اعتنقوا الداهشيّة .

وقد ساء ذلك بشارة الخوري وزوجته لور وهي شقيقة ماري حدّاد . كما استاء شقيقها المتعجرف ميشال شيحا ، واستبدّ الغضب بهنري فرعون صاحب اللطخة الخنزيريّة المدموغ خدّه باسوداده الكريه .

فناصبوه العداء ، وبذلوا كلّ ما بوسعهم لينالوا منه منالا ، فباؤوا بالفشل الذريع اذ لم يؤخذ على داهش أيّ مأخذ قانوني اطلاقا .

واذ ذاك أرسلوا له شرذمة من الرعاع المسلّحين ، فحاولوا اغتياله بعقر داره ، ولكنهم فشلوا ، فاعتقلته الشرطة المكلّفة بهذا الأمر وذلك بتاريخ 28 آب 1944 .

وتبع ذلك نفيه وتجريده من جنسيّته اللبنانيّة وتشريده . ولم يقف الدكتور داهش مكتوف اليدين ، اذ أصدر 66 كتابا أسود و 165 نشرة سوداء مملوءة بما ارتكبوه من اجرام واعتداء على الحقوق والدوس على قوانين البلاد ، والعبث بموادّ الدستور الذي تقول احداها أنّ حريّة العقيدة مباحة ومقدّسة .

كما هاجم الداهشيّون بشارة الخوري وزبانيته ، ودخلوا السجون شامخي الرأس ، ورافعي الجبين .

وعندما لم يبق في قوس الشعب منزع ، ومضهم الاصطبار على سلسلة الجرائم التي ارتكبها بشارة الخوري وأفراد عائلته ، هبّوا هبّة رجل واحد ، وأعلنوها ثورة كاسحة ، وقلبوا له ظهر المجنّ ، فاذا بكرسيّه يتحطّم ، وبعرشه يتبخّر ، وبأيّام حكمه تزول ودولته تدول .

لقد  طرده الشعب شرّ طردة فاذا هو الشريد الطريد والمنبوذ المريض . أقول المريض ، لأنّ بشارة الخوري – كما يعرف شعب لبنان بأسره – بعدما ارتكب جريمته ضدّ داهش بطريق العسف القسري ، سلّط داهش عليه قوّة روحيّة أفقدته عقله ، فأصبح مخبولا ، وفاقدا لرشده ن ومضيّعا لنهاه . فأخذته عائلته الى حيفا فتلّ أبيب ليرى الأطبّاء رأيهم فيه . وفي أثناء ذهابه الى اسرائيل ، كان يرقص ، ويخرج لسانه ، ثم ينطلق بضحك متواصل ، فبكاء مرير ، ثم يعتلي قضيبا ظانّا ايّاه فرسا عربيّا أصيلا الخ الخ ...وهذا الأمر عرفه الشعب اللبناني بأسره ، وتندّروا به طويلا . لقد جوزي جزاء رهيبا للغاية .

ويومذاك كان مؤسّس الداهشية في منزل جورج حدّاد عديل الشيخ بشاره الخوري ، والداهشيّون فقط كانوا يعرفون هذا السرّ الخطير . أمّا الحكومة اللبنانيّة والشعب فكانوا يظنّونه بالعجم أو في بغداد ، بينما منزل السيّد حدّاد لا يبعد عن قصر الرئاسة أكثر من 40 مترا . ولو علم بشارة الباغية بوجود داهش بجواره لصعق رعبا ، ولهرّ هرير الخوف البالغ .

وبأسف عظيم أقول انه لم يدافع عن داهش المظلوم أيّ نائب أو وزير أو قاض أو محام ...

حتى الصحافة راحت ترشقه بلسان حادّ ملفّقة عليه أساطير مختلفة تنسبها له ترضية لبشارة الخوري ، وكسبا لودّه ، ليقضي لها مصالحها .

وهكذا سجّل رجال لبنان والمسؤولين فيه على أنفسهم مسؤوليّة كبرى دوّنها التاريخ بين طيّاته لتبقى ذكرى مشؤومة خالدة تدين الجميع .

فالتاريخ لا يرحم . انها وصمة عار دمغت لبنان وصحافته ومسؤوليه ، لأنهم نكصوا ولم يؤازروا العدالة ، بل رموها بنبالهم السامّة قضاء لمصالحهم ، وتمشّيا مع مآربهم . فيا للعار العظيم !

انّ اميل زولا الكاتب الفرنسي الكبير دافع عن دريفوس الذي اتّهمته الحكومة الفرنسيّة بالخيانة العظمى ، والذي وقف الشعب بأكمله ضدّه .

كان اميل زولا الرجل الوحيد الذي دافع عن دريفوس البريء ، دفاعه التاريخيّ الخالد الموسوم باسم " اني أتّهم " . وقد اضطرّ زولا للهرب من فرنسا بعد دفاعه العظيم ذلك خوفا من القاء القبض عليه وزجّه بالسّجن .

ومضت الأيام ، وبقي اميل زولا المدافع الوحيد عن دريفوس المظلوم حتى ظهرت ، وأخيرا ، الحقيقة ، اذ اضطرّت الحكومة لاعادة محاكمة دريفوس مرارا ، وبالنهاية تبيّنت لها راءته ، فخرج مرفوع الرأس ، موفور الكرامة .

واذا باميل زولا تكلّل الجماهير رأسه بالغار ، لأنه كان المدافع الوحيد عمّن ظلمته حكومة بلاده وشعب بلاده .

ولكن في لبنان ، لم يظهر أيّ رجل أو أيّة صحيفة للدفاع عن المظلوم المضطّهد . فحقّ للتاريخ أن يدوّن هذا العار الذي حاق بلبنان ، وكانت نتيجته ثورة عارمة دمّرت عامره ، فاذا به وقد أصبح بلقعا خرابا ، وقفرا يبابا . والعياذ بالله .

 

                                                انطوان مرعب الداهشيّ .

 

                   

                               تعريف لا بدّ منه

                           بقلم حليم دمّوس الداهشيّ

 

في صيف عام 1951 هبط لبنان الدكتور حسين هيكل باشا الوزير المصري المعروف ، ومؤلّف كتاب " محمّد " و " منزل الوحي " وغيرهما من جمّ مؤلّفاته الأدبيّة العظيمة القيّمة . واصطاف مع عائلته في ضهور الشوير .

وقد اتّصل بي مستفسرا عن حقيقة جريمة تجريد الدكتور داهش من جنسيّته اللبنانيّة ، هذا التجريد الذي يعدّ وزرا لم يقدم على ارتكاب مثله أظلم الطغاة في أشدّ العصور همجيّة .

وقد اجتمع الدكتور حسين هيكل باشا بالسيّدة ماري حدّاد الداهشيّة شقيقة ميشال شيحا صاحب بنك ( شيحا وفرعون ) ، وصاحب جريدة ( له جور ) الافرنسيّة . كما اجتمع مع كريمتها أيضا . وفهم منهما أسباب هذه الجريمة الرهيبة التي تدع عرق العار ينهمر استيحاء وخجلا أمام التاريخ الذي لا يرحم .

وقد تأثّر الوزير المصريّ السابق تأثّرا بالغا من هذه الجريمة النكراء ترتكب في القرن العشرين ، وفي بلد يطلقون عليه اسم ( وطن الحريّة والوعي والدستور وبلد الاشعاع والعلم والنور ).

وللحال حرّر رسالة ضمّنها رأيه الصريح في هذه القضيّة الهامّة ، وبعث بها الى مؤسّس الداهشيّة .

وقد تلقى الدكتور حسين هيكل ردّا على رسالته يراه القارىء مع جواب حسين هيكل باشا عليه أيضا .

واذ نحن ننشر هذه الرسائل المتبادلة بين مؤسّس الداهشيّة وبين رئيس حزب سياسيّ مصريّ مشهور وأديب عربيّ كبير ، نودّ من الصحافة العربيّة الكريمة في المهجر والأقطار العربيّة وألأمطار كافّة أن تذيع في أعمدتها الحرّة أنباء هذه الجريمة التي لم يبق فرد الاّ استنكرها استنكارا تامّا . وليعلم الجميع أنّ الحقّ سينتصر ، وأنف المعتدي الغاشم معفّر بالرغام .   

            " حليم دمّوس . "