الدكتور داهش
بروق ورعود
نظمه شعرًا
حليم دمُّوس
صعاليك
عجِبتُ من الرعاديد اللئام أذلاءً لِحُكَّامٍ طغامِ
توَلُّوا سُدَّةَ الأحكامِ بطلاً وهُم، واللهِ، مهزلةُ الأنام
ُحثالاتٌ، نفاياتٌ، رُعاعٌ وصُوليُّونَ من نسل الظلامِ
وفي مستنقعاتِ الرجْس حلُّوا زعانِفَ خائضاتٍ في السخامِ
أحلتهمُ يدُ الأقدارِ عرشًا وشيكًا ما يؤُولُ إلى حُطامٍ
سأشمخُ للعلاءٍ ودون نعلي أنوفهم تُعفَّرُ بالرغامِ
على قدمي ينسحقون ذلاً ويستجدونَ مغفرةَ الآثامِ
فإني قد بُعثتُ رسُولَ حقٍّ أطاعُ ولا أطيعُ على الدوامِ
أذيقُ عِدَايَ جاماتِ البلايا وأعملُ في رقابهم حسامي
واجعلُهُمْ حديث الأرض طُرًا يرنُّ صداهُ من عامٍ لعامِ
سأنتقمُ انتقام الهولِ حتى يضُجَّ بمِسْمَعِ الدُّنيا انتقامي
المؤلف
هذه الأوراق
أرُعوُدٌ أم بروقُ ووعيدُ أم بريقُ
هي إن شئتَ رُعُودُ وهي إن شئتَ بُرُوقُ
نزلتْ سطرًا فسطرا كندى زهرِ الربيعِ
وانجلتْ شطرًا فشطرا كبديعٍ في بَديعِ
هي حينًا زهراتُ وهي حينًات ثمراتُ
وهي حينًا قطراتُ وهي حينًا جَمَراتُ
ولها حينًا زفيرُ وهَديلٌ وهديهُ
ولها حينًا زئيرُ وصليلٌ وصَريرُ
ودُموعٌ وابتسامُ وهُجُوعٌ وقيامُ
ونسيمٌ وضِرَامُ وهَزيمٌ وسِلامُ
قِطعٌ تُحفظُ حِفظا قد حَباهَا الوحْيُ حظًّا
فهي نارٌ تتلظى بل شظايا تتشظى
وهي للبعضِ وعيدُ وهي للبعض وُعُودُ
فهي إن شئتَ بُرُوقٌ وهي إن شئتَ رُعُودُ
حليم دموس 1943
أطلالُ وظِلال
أين أحلامُ شبابي الرائعة؟
أين اثمارُ صباي اليانعهْ؟
أينَ باقاتُ وُرُودي العاطرهْ؟
أينَ آمالي العِذابُ النَّاضرهْ؟
قلتُ للأقدارِ عن زهرةِ عُمري؟ "أين صارت؟"
فأجابَ القَدَرُ الهازلُ: "مرتْ... وتوارتْ!"
حِسْرَة
لَهفَ نفسي لشبابٍ غابَ مثل الشُهُبِ
ومضى كالبرقِ في الآفاقِ لما ومضا
يا لهُ حُلمًا جميلاً زارَ ليلاً ومضى!...
بُردَةُ الصَّبوةِ لاحت... ثم غابتْ
وعذارى الحسنِ بانت..ز ثم ذابت
وتوارتْ مُسرعاتٍ كارتكاضِ السُحبِ
تفاهةُ الحياة
ويحَ نفسي من حياةٍ أصبحتْ عِبئًا ثقيلا
وكذا الدنيا وما تحويهِ أرضًا وسماءَ
وبنوا الغبراء قد صاروا بعيني أدنياءَ
لؤماءً... ومُرائينَ... جميعا
ومُداجين... فُرادى... وجُمُوعا
أقصهم يا رب حتى لا أرى يومًا ذليلا
لوعة
أ[زُغي يا شمسُ لطُفًا واملإي هذه الأكوان نورصا ساطعا
واجعلي القوة في جسم الورى ونشاطًا في الكسالى والحيارى
وارقبي أعمالَ قومٍ كفروا من صعاليك مساكينُ سُكارىة
وابعثي أنواركِ العليا على جدثٍ في قلبه سرٌّ رهيبُ
فهُنا مثوى فتاةٍ قدتْ وعلا مِني لمثواها النحيبُ
خطفُ الموتُ سناها ضاربًا بيننا سُدًّا عميقًا شاسِعا
ليتني
يا ليتني كالطائرِ الشادي على فننِ الشجرْ
في فجرِ عُمْرِ زاهِرٍ زاهٍ يُتوَِجهُ الزَهرْ
بل ليتني مِثلُ الأثيرِ هُناك... يَعبَثُ بالقمرْ
يعلو ويهبطوُ هائمًا بين الدعابة والسمرْ
ويغوص في البحر العميق عساهُ يظفرُ بالدُّرر
أبقى كذاك إلى النهاية حيثُ لا يحيا الكدّرْ
ذئابٌ مُفترسة
عَصابةُ الدين في الدنيا أبالسةٌ وهُم وقودُ جحيم العالم الثاني
هم المراؤون في سرٍّ وفي علنٍ هُمُ المُداجونَ إن لم يهدهم هادي
ويدعُونَ بلُؤمٍ أنهم تبعوا خُطى المسيح المُفدَّى السيدِ الفادي
للهِ من خطواتٍ منه طاهرةٍ تحوّلتْ عندهُم ما يُوجِبُ الغضبا
لهمْ قصورٌ دعوها اليومَ أديرةً وقد حوتْ منهم من بعدهِ العجبا
ولم يكُنْ من مكانٍ في الحياةِ له ليُسند الرأس في ذات العالم الفاني
العَدالةُ الموؤُدَة
إيه يا أعوادُكم عانت ضحاياك الشريفهْ
كم أثيمٍ لم تنلهُ حبلةٌ فيك قويهْ
ولَئيمٍ لم تطلْهُ كفُّ أحكامٍ زريهْ
ودُموعٍ تتجارى ثم تسمُو للفضاءْ
وصُراخٍ يتوارى فوق سُحبٍ وسماءْ
إيهِ يا أحكامُ... تَبًّا لِلقوانينِ السخفيهْ!