info@daheshism.com
" شهادة المحامي شفيق السردوك "

" شهادة المحامي شفيق السردوك "

حقيقة تحيّر الألباب

بقلم المحامي شفيق السردوك

من مجلَّة " بروق ورعود " العدد الثالث، السنة الأولى ، 22 أيَّآر 1968

 

كنت على مقاعـد الدراسة الثانوية عندما سمعت لأول مرة بالدكتور داهش.. وصرت أترقب أخباره على صفحات الجرائد والمجلات وأطالعها باهتمام يتلاءم مع اهميتها .

وان كانت تلك الأخبار غارت مع الزمن وكل حدث يمر عليـه الزمن يصغر ويضمحل في البصر والبصيرة ، إلا اني ما زلت اذكر بذات الأهميـة والتقدير تلك الأخبار التي كانت تملأ أحيانا كثيرة صفحات كاملة في أهم الصحف المحلية.

 

ومنذ ذاك التاريخ البعيد تعاودني رغبـة للاجتماع بالدكتور الذي أدهش الناس . ولكن أمراً واحداً كان يحول دون ارادتي وهو رعشة الخوف من كل ما هو روحاني! كنت أخشى ان يكون الدكتور داهش انساناً غير عادي ، هذا عندما كنت في سن الخامسة عشرة وحتى العشرين، ولا بدَّ ان يكون ذلك شعور كل انسان في هذا العمر تبهره أعمال لا يتوصل لحلها علميا ويعجز عن ذلك من هم أكبر منه سنا وأعمق علماً.

كرت الأيام وتلتها الشهور والسنون وشاءت الصدف ان اجتمع بالدكتور داهش في بيت احـد الأصدقاء ، وكان ذلك منذ أربع سنوات تقريباً.

المفاجأة كانت اني وجدت انسانـا هادئا ، خلوقا، أديبا يتكلم برفق ويمشي برفق ، واقعي ، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، يوصي بالخير ويدعو للتحلّي بالأخلاق الحميدة . اذا كلمته كلّمك واذا سكتَّ شاركك. ظننت انه يخيف، ولكن الاجتماع الأول الذي كان لي معه بدَّد هـذا الشعور لعكسه ، فشعرت بالراحة والاطمئنان في مجالسته.

 

وتكررت الاجتماعات بعد ذلك بناء لطلبي أو لرغبة صديق أو أخ أو جار أو معجب، وكان لي نصيب المشاركة في أكثر من جلسة روحية واحدة وربمـا بثلاث منها.

 

وأذكر أني حضرت ، مرَّة ، جلسة روحية في بيت أحد المعجبين بالدكتور بشارع سوريا ، وكانت الجلسة بوجود الصديق الاستاذ محمود النعمان والمرحوم الاستاذ محمود البقاعي ، وقد تجلَّت قوة الدكتور في هذه الجلسة بإن سيطر روحياً على ورقة يانصيب من أوراق اليانصيب الوطني ، وكانت الورقة خاسرة فانقلبت الى رابحة لمبلغ عشرة آلاف ليرة لبنانية ! ربما يتساءل القارىء انه لو كان هو موجوداً بالجلسة لما حصل ما حصل وانه لعرف « اللعبة ». ولكن لا بدَّ من القول ان هـذا الأمر لم يخف علينا وقد اتَّخذنا كل الاحتياطات وكنا ثلاثة مجتمعين من جهة والدكتور من جهة ثانية ! واعتقد اننا مجتمعين احذق من أن تمرّ علينـا عملية عادية . ولكن الأمر بالفعل مر علينا لكونه لم يكن عاديا ، وكانت الورقة التي ربحت وأشارت الجرائد في حينها اليها وكادت تحدث بلبلة لا أذكر كيف انتهت . المهم ان « العملية » ، بين بعض التلاوات الداهشية وصعود الدكتور داهش ، روحيـا طبعا ، إلى السماء ، ومشاهداته وكان يصفها لنا وهو في الحالة الروحية ، ومن ثم الورقة التي احرقت وانبثق عنها ورقة ربحت مبلغا ضخما ، كانت عملا مدهشاً .

هذا العمل غير عادي ومع ذلـك عندما حصل ، أبديت للدكتور بمختلف قسمات وجهي عـدم التقدير المناسب ولاحظ الدكتور ذلك فاقترب مني وسألني عن مدى اعجابي وقرأ في وجهي الجواب فتابع الجلسة باعمال وأخبار زادتنـا دهشة وحيرة.

 

ان تقصّي اخبار الدكتور داهش وأعماله أمر مُعجب الى جانب الناحيـة الأهم منه اعني ما يحتويه من اثارة للاهتمام باخبار هذا الرجل سألت مرة الدكتور داهش : هل أنت نبي ؟ فقال : لا أعلم ، وإنما أشعر اني مزود بقوة لا أعرف تفسيرها ومدعوّ لاداء رسالة ، وأنا جاهد في هذا السبيل لا أبتغي جزاء ولا شكورا لاني لا فضل لي بذلك وإنما الفضل لرب العالمين.