info@daheshism.com
" شهادة الشاعر حليم دمّوس "

" شهادة الشاعر حليم دمّوس "

 

 

أولاً - سبق وأدليتُ بمعلوماتي عن الدكتـور داهش في التحقيق الأول الذي أجراه المفوض العدلي فاضل عازوري منذ سنة خلت.

وأظن أن تلك الأوراق قد تحولت في حينها إلى المدعي العام الأستاذ ديمتري الحايك.

فإذا شئتم مراجعتها، ففيها الكفاية.

ثانيا- أما معرفتي بالدكتـور داهش فتمتد إلى عام ١٩٣٦. وليس له من مهنة سـوى تأليف كتـب أدبية اجتماعية صدر منها كتـاب «ضجعة الموت» و«كلمات» و«الإلهات الست». وقريبا يظهر «عشتروت وأدونيس» و «نشيد الأنشاد» و«جحيم الدكتور داهش» و«بروق ورعود». وهناك كتب أخرى مذكورة بتفصيل في مؤلفاته المطبوعة، ولا سيما في كتبه الأخيرة («الإلهاتُ الست» و«نشيد الأنشاد» و«الجحيم»). وهو غاوٍ للظاهرات الروحيّة منذ زمن بعيد.

وكان قد سافر إلى العراق ومصر وفلسطين وأفريقية وأوروبة، وقام بأعمال عديدة بالتنويم. وقد جمع من ذلك أموالاً تكفيه. و انصرف بعدها إلى المطالعة والتأليف ودرس المواضبع الروحيّة السامية وأهدافها العالية.

ثالثا- أما سـؤالكم عن أمواله، وأين هي؟ فهذه أمور شخصية يمكنكم أن تسألوه عنها رأسًا.

رابعـا - هـو يعيش بكل بساطة. وأعرف تمـام المعرفة أنه مستغن عن جميع الناس، ويفرق الزائد عنه في كل شـهر على عائلات مستورة، وأحيانا يفـرق ذلـك فـي كل أسبوع. ولـو شـاء الثروة بـمـا عنده من مواهـب وقوى خارقة، لأصبح في مدة قصيرة روكفلر لبنان، بل قارون هذا الزمان.

خامسًا- هو لا يمتهن (التنويم ) ولا يتعاطى ( مناجاة الأرواح ) للتكسب والإستفادة. بل هو غاوٍ فقط.

واذا قام بتجربة علمية أو روحية مع بعض أعوانه وإخوانه – ولي الشـرف أن أكون منهم – وما ذلك إلا طلبا للحقيقة، ورغبة في معرفة الكون العجيـب الغريب، ووصـولاً لإدراك كل مجهول، كما يفعل كل باحث أو عالم، وكل مكتشـف أو مخترع اتّسعت دائرة علمه أو فنه.

 

وإن مـن ينشـد (الحقيقة) السامية كالدكتـور داهش يجب تنشيطه، لا تثبيطـه، خصوصا أن كثيرين من رجال ونساء كانوا منغمسـيـن فـي حماة الرذيلـة، فأصبحـوا اليوم، بفضـل تعاليمه السامية الجليلة، سالكين طرق الصلاح والفضيلة.

سادسًـا- لـم أجـده تناول بـارة واحدة أو قبـل هدية تذكر مـن أحد، بل بالعكس، إنه يرفض الهدايا ويكرهها.

وأنا، منذ عشـرين شـهرا، متصـل به لتبييض عـدة كتب أدبيـة له جاهزة وماثلة للطبع. وطالما أرسـل من ماله الخـاص هدايا إلى كثيرين ممن دعوه إلى وليمة عائلية أو حفلة أدبية؛ وطالما ألبس العراة، وأطعم الجياع، وخدم البائسين سـرا، وهداهم إلى الطريـق القويم... إنّه رجل صـلاح، وتعاليمه روحية بحتة. وهي تعاليم شريفة عالية تستند على الكتب المنزلة، ولا سيما الأناجيل الأربعة التي يعتبرها الدكتور داهش زبدة الكتاب المقدس، وروح الكتـب الإلهيـة المنزلة، خصوصا وهي من أقوال السيد المسيح وتعاليمه السماوية.

 

سابعا- الدكتـور داهـش يعيـش مع عائلتـه علـى نفقتـه الخاصة ومن مالـه الـخـاص. أما الذيـن يعتقدون بأعمالـه الروحانية ويؤمنـون بها، فإنّهم يستفيدون منه ومن تعاليمه دون أن يفيدوه.

فأنـا مثلا كنـتُ ماديا محضـا، فأصبحتُ روحانيا محضـا. وما ذلك إلا بفضل الدكتور داهش وروحانيته الممتازة.

فقد تكشـفت لي حقائق سماوية عظيمة لا يستطيع هذا القلم الضعيف وصفها.

 

ثامنـا- وأخيرا، إنّ شـهادتي هذه بالدكتور داهـش مجردة عن كل غاية. فهو إنسان صالح، طاهر السيرة، عفّ اليد واللسـان، يعيش عيشـة السـيد المسيح وتلامذتـه، والنبـي محمـد وصحابته، ويعمـل الخير حبّـا بالخير. وقد أتى أمامي بمعجزات خارقة:

فمن نقل أشـياء، وشـفاء أمراض، وكتابة مؤلفات ملهمة، وسواها من نبوءات عن حوادث تمت في أوقاتها تماما.

وأعتقـد كل الاعتقـاد أن ما قـام به الدكتور داهش من الأعمال الحسـنة والظاهـرات الروحية الخارقـة يسـاعد الحكـومـة والشعب على تهذيب الأخلاق، وتقريب النفوس البشرية إلى المبدع الخلاق.

فهو في نظري يستحق إعجاب لبنان وتمجيد الإنسانية لعبقريته النادرة ومعجزاته الروحية الباهرة التي تسيرها قوة خفية إلهية قادرة.

 

فليدرسها كل عاقل أمين.

رحمة بعشاق الحقيقة وطلاب النور واليقين.

وخدمة خالصة لأبناء الأرض المساكي

 

بیروت، 31 كانون الثاني 1944

حليم دموس