info@daheshism.com
" شهادة الدكتور فريد أبو سليمان " الجزء الأول

" شهادة الدكتور فريد أبو سليمان " الجزء الأول

الدكتور فريد ابو سليمان يتحدث بصراحه

 

نشرت الزميله " لوسوار " منذ بضعه ايام المقابله التي تمّت لاحدى السيدات الإفرنسيَّات مع الدكتور داهش.

وقد أحدث الوصف الذي نشر لهذه المقابلة بفضل الدكتور فريد أبو سليمان أحد تلامذة الدكتور داهش تجدُّد الإهتمام بالداهشيَّة التي يحيط بها بعض الغموض والتي قيل عنها أقوال شتى متناقضة.

وبدافع المعرفة، اتّصلنا بالدكتور فريد أبو سليمان الذي حدثنا عن النراحل التي قادته الى الإنخراط في الداهشيَّة، وهذا هو الحديث الحرفي للدكتور فريد أبو سليمان:

 

كنت قد انهيت منذ مدّة قريبة دراساتي في مستشفيات باريس حيث ذهبت للتخصص بعد ان حصلت على شهاده من المعهد الإفرنسي للطب في بيروت. وكنت قد حصلت بعد ذلك على وظيفتي الاولى لدى الدكتور توفيق رزق الذي كان له وقتذاك مستشفى في المزرعة. وفي اثناء اوقات الفراغ كنت احاول فهم بعض الاسرار التي كانت تثير فضولي، ومنها ما تم الاتفاق على تسميته بالعلوم السريه الخفيه. ولكن الطرق الموقع عليها تسميه العلوم السريه كمناجاه الارواح بواسطه وسطاء او بواسطه الطاوله كانت بالنسبه لي وسيله تسليه في السهرات في مجتمعات العاصمة. ولكنها لم تقدني الى الحقيقه الروحانيه التي كنت ابحث عنها، إذ أنَّ هذه الاعمال كانت مجرد الاعيب لا صله لها البته بالروحانيه.

 

التعارف الاول

وفي احد الايام وفي اثناء تجوالي الاعتيادي في غرف المستشفى التقيت الاستاذ يوسف الحاج احد اصدقاء عائلتي القدامى، وكان في زياره صديق له مريض في المستشفى وكان يرافقه الدكتور داهش فقدمني اليه وهو يعلن انه ما كنت اهتم بالشؤون الروحانيه فلا بدَّ من التعارف الى الدكتور داهش وهو هادي من الهداة وروحاني فريد من نوعه، وقد تلطّف الدكتور داهش فدعاني الى زيارته عندما اريد ذلك، واعلمني بانه يقطن بالقرب من المستشفى حيث كنت اعمل.

ثم مرت الايام وكنت قد اعتقدت ان دعوة الدكتور داهش لي ما كانت سوي مجامله ولذلك فانني لن اشأ ان ازعج شخصا لم اراه سوى مرة واحدة، ولكنني صادفته من جديد في احد الايام وكان قد حضر الى المستشفى لاستعمال الة الهاتف للمخابرة، إذ كنا وقتذاك في عام 1942 وكانت الالات الهاتفيه نادرة، فذكرني بدعوته.

 

اللقاء الأول

فذهبت اليه في اليوم الثاني، فاستقبلني بترحاب وعطف. وبعد ان تبادلنا التحيه طلب مني ان اقدم ورقه بيضاء وكان معي من اوراق عيادتي الطبية، فاخذ منها واحدة بعد ان وقعت عليها بامضائي، وغاب عني ثلاثين ثانيه لا اكثر.

وعندما عاد الي طلب ان اختار احد المؤلفات العديدة الموضوعة على الطاوله ففعلت وانا على حذر، وفتشت الكتاب تفتيشا تاما لا تحقق انه لا يحتوي على خدعه وقد اظهر لي تفتيشي ان الكتاب عادي.

وطلب اليَّ الدكتور داهش أن اختار احدى صفحات الكتاب، ولكي لا اكون متاثرا، فقد أدرت راسي وفتحت الكتاب فجأة، وبالصدفه دون ان انظر الى الصفحات، واذا بي افتح الصفحه 100 . ثم اخترت من هذه الصفحه سطر، ومن السطر كلمة، وكنت دوما أدير راسي لكي لا اقع تحت تاثير ممكن من الدكتور داهش، وبعد ذلك اخذني الدكتور داهش الى غرفه مجاورة وجعلني افتح محفظه اوراق موضوعة هناك و حيث كان قد وضع ورقة عيادتي الطبيه، وكم كانت دهشتي عظيمه عندما وجدت مدونا على الورقة الموقعه من امضائي رقم الصفحه والسطر والكلمه التي اخترتها وعنوان الكتاب.

وهذا معناه ان الدكتور داهش كان يعلم عنوان الكتاب و رقم الصفحه والسطر والكلمة قبل ان اختار الكتاب، وانه ذهب ودون هذه المعلومات جميعا على ورقتي الطبيه اثناء تغيبه عني لنصف دقيقة.

وكان لابد لي ان ارى في هذه الظاهره علامه النبؤة، فتهيأتُ منذ ذلك الحين  لحضور الجلسات الروحية، للانضمام الى الداهشية.

وكنا وقتذاك في زمن الحرب وكانت الثياب والحاجيات الضروريه نادره، وقبل تعارفي للدكتور داهش بثلاث سنوات، كنت قد اضعت كفاً من الجلد له بعض القيم ةالمادية، وعبثا فتشت عليه في كل زمان وعند كافه اصدقائي فلم اجده،  وفي جلستي الروحيه الاولى خطر على بالِ ان اسال اين يوجد هذا الكف. وكل ما كنت انتظره ان يقال لي في اي مكان اضعته واي شخص وجده، فكم كانت دهشتي عظيمه عندما اجابني الدكتور داهش أن الكفَّ في يدي، وبالواقع لآنه كان قد ظهر في يدي.

فذهلت واخذت اسأل نفسي بحيره شديده وانا عائد الى المنزل، كيف عاد الي من الغيب هذا الكف الضائع منذ ثلاث سنوات. وعندما بلغت المنزل، أسرعتُ الى الخزانه حيث كنت وضعت الكفَّ الاخر، فوجدته،  ومنذ ذلك الحين والكفان عندي وقد شاهدهما أناس لا عداد لهم لكثرتهم.

وهذا يبرهن بصوره قاطعة – وبالبرهان الدامغ – بأنه لا يوجد تأثير مغناطيسي من الدكتور داهش – بل هناك قوة إلهيَّة لا شكَّ فيها.

وقد أذعن ضميري الى حقيقة لا بدَّ من الإقرار بها وهي أن للدكتور داهش قدرة روحيَّة خارقة للطبيعة. ولكنني كنت أخشى أن أجد تناقضاً بين الداهشيَّة ومبادئي الدينيَّة المسيحيَّة الكاثوليكيَّة التي تلقيتها من دروسي لدى الآباء اليسوعيين والتي كنت متمسِّكاً بها كتمسًّك الغريق بخشبة النجاة. ولكنني عندما تعمَّقتُ بالمبادىء الداهشيَّة – أدركت أنّه لكي يكون المرء متفقاً في حياته مع المبادىء الداهشيَّة فعليه أن يكون مسيحيَّاً حقيقياً قولاً وفعلاً، لا بالأسم فقط.

فلكي يكون المرء داهشيَّاً عليه أن يدخل الى حيز التنفيذ تعاليم السيد المسيح وأن ينفّذ هذه التعاليم القدسيَّة في كافة أعمال حياته اليومية كبيرها وصغيرها. هكذا فقط يمكن لهذا الإنسان أن يكون داهشيَّاً، والأمر واحد للمسلم. فلكي يكون المسلم داهشيّاً فعليه أن يطبق في حياته العملية تعاليم القرآن الكريم، وهكذا الأمر لمن ينتمون الى الديانات الأخرى،

وعندما فهمت هذه الحقيقة ارتاحت نفسي، وأكثر من ذلك فقد ظهر لي فيما بعد انه منذ اللحظة التي انضممت الى الداهشيّة أصبحتُ فعلاً مسيحياً حقيقيّاً، إذ تجاوزت مرحلة الكثلكة للإتصال بالمفهوم الحقيقي للمسيحيَّة.

 

إيمان لا يتزعزع

ومنذ ذلك الحين أصبح إيماني بالداهشيّة لا يتزعزع مهما عصفت الريح الزعزع، وقد بدأوا جميع أنواع الوسائل لتحويلي عن الداهشيّة، وعندما عرف أهلي أن جهودهم قد فشلت، التجأوا الى الأكليروس الذي كان لي بين أعضاءه أصدقاء وأقارب عديدون، ولكن دون جدوى كانت محاولاتهم الباطلة بعد ارتطامها بصخرة إيماني الجبّارة، وقد حاواوا استمالتي بالإغراء: فقد حضر اليّ أحد الموظفين من أصدقائي وعرض عليَّ أن أترك الداهشيَّة. وأعلمني أنه اذا رفضت هذا العرض فسوف أفقد وظيفتي كطبيب للبلديّة. وبعكس ذلك فإذا قبلت هذا العرض الموحى به من مراجع عليا فأنني سأنال وظيفة أرقى يكون لي فيها راتباً مضاعفاً أحيا بواسطته حياة ترف وثراء.

وقد طردت هذا الموظف وأعلمته أن إيماني مبني على الصخر الراسخ، وأن أمثال هذه الأقوال والعروض لا يمكنها زعزعة إيماني الجبَّار. وقد صدر مرسوم في اليوم الثاني، سُرّحتُ بموجبه من وظيفتي كطبيب البلديّة . وكان وقتذاك عام 1945.

ومنذ هذه الأزمان البعيدة وانا على اتصال وثيق بالدكتور داهش وهو الوسيط الوحيد وهمزة الوصل الوحيدة بين عوالم الروح النيّرة وعالمنا المادي المظلم – بل الفاحم الدجنات – إن روح القدس يهبط عليه ويرسم بواسطته أغرب وأدهش المعجزات التي يصعب تصديقها اذا لم يشاهدها المرء مشاهدة عيانيّة.

وعندما يكون الدكتور داهش مخطوفاً بالروح فأنه يستطيع إجتراح كافة أنواع المعجزات الخارقة. وإذا كان عليَّ أن أصف العجائب التي شاهدتها شخصيَّاً فلا بدَّ لي من كتابة الوف الجلّدات... ولكنني سأذكر بعض الأمثلة:

كان الأستاذ يوسف الحاج وهو التلميذ اللبناني الأول للدكتور داهش من قرية الشبانية بقرب حمّانا، وكان في ذات يوم يحضر جلسة روحيّة برفقة ستة أو سبعة أشخاص، منهم الدكتور خبصا والشاعر حليم دموس وجورج إبراهيم حدّاد وأنا أيضاً كنت حاضراً.

 

وخاطبت الروح يوسف الحاج وقالت له انني ساجلب لكم الان الصخر الذي كنت اجلس عليه منذ قيام برفقه الدكتور داهش في قريتك الشبانيه و راينا فجأة صخرا ضخما يستقر امامنا فتسحبنا أقدامنا بحركة آلية لشده الخوف.

وقد احدث هذا الصخر بعض الهبوط في ارض الغرفه وكانت احجامه تجاوز بكثير احجام باب الغرفه الامر الذي جعلنا نستدعي عدّة عمال لتحطيمه واخراجه من الغرفه التي انتقل اليها بمعجزة الهية. اما المكان الذي كان يحتله هذا الصخر في قريه الشبانيه فهو لم يزل فارغا منذ ذلك الحين.

وكنت مع لفيف من الناس حول الدكتور داهش في الصالون الصغير لمنزله، وكان معلق على الحائط لوحة مرسوم عليها وردة بيضاء وردة حمراء واللوحه موضوعة ضمن اطار وتحت لوح بلور.

واقترب الدكتور داهش من اللوحه ومد يده اليمنى اليها واذا بالورده الحمراء تصبح طبيعيه وتسقط في يد داهش وهي تحمل قطرات من الندى وتصعد منها رائحه زكيه وقد اصبح مكان الورده الحمراء على اللوحه فارغا والوردة المذكوره قد جفِّفت وهي محفوظه حتى الان بين صفحات كتاب اما مكانها على اللوحه فهو فارغ حتى اليوم. وقد شاهدنا ظاهره اخرى مذهله للعقل مماثله لهذه، لقد اقترب الدكتور داهش من لوحه زيتيه مرسوم عليها عصفور واقفا على غصن واشار اليه داهش واذا بالعصفور يصبح حيّا ويغادر اللوحه وهو يرفرف بجناحيه واستقر العصفور على كتف احد الداهشيين الحاضرين فاخذه هذا في يده.

 

وقد وضعنا العصفور في قفص حيث عاش عنده سنوات اما مكانه في اللوحه فهو لم يزل فارغا، وكنت في احد الايام ارافق الدكتور داهش في السياره لزياره احد الاصدقاء وعندما وصلنا الى منزل الصديق وجدناه يودّع على باب البيت داهشاً اخر.

وقد دهشنا جميعا وكانت هذه شخصيه اخرى للدكتور داهش.

 

تعدّد الشخصيات

وللدكتور داهش سته شخصيات يمكن مشاهدتها في مكان واحد كما انها تستطيع الظهور في سته اماكن وفي وقت واحد او في أوقات مختلفه، واذا وجدت نفسك امام الدكتور داهش وشخصياته فلا يمكنك ان تميز بين داهش والشخصيات، ولكنها ترتدي احيانا ثيابا مختلفه وهذه طريقه للتمييز بين شخصيه وشخصيه، كما انه يوجد بعض الفوارق بينها كشعر الذقن مثلا الذي يبدو عند احد الشخصيات وهو اطول مما هي الحاله لدى الشخصيات الاخرى. اي شخصيه ذقنها اطول من الشخصيه الثانيه وشخصيه تبدو حالقة ذقنها على الزيرو. وهكذا فان الدكتور داهش المتوفى في اذربيجان والذي نشرت الصحف صورته والذي اكدت السلطات الايرانيه نبأ موته كان في حقيقته احد الشخصيات للدكتور داهش الذي لم يغادر لبنان منذ عام 1942   .

 

لقد شاهد العديدون هذه الشخصيات ومنهم الاستاذ ادوار نون الوزير السابق الذي اذهل لهذه الظاهره التي رواها لمئات من الاشخاص. وانني اكرر انه لو أردت  وصف العجائب التي شاهدتها فمؤلفات عديده لن تكفيني لهذا الغرض. وانني اكتفي لذلك بان اسرد نوع العجائب التي شاهدتها ومنها تحويل الماء الى خمر معتق و تحويل الحديد الى ذهب خالص وتحويل البللور الى بلاتين ثمين.

وشاهدت حمامه تذبح ثم تعود الى الحياه وعصافير تموت لتعود ثانيه الى الحياه واغراض تزدوج اي ان الواحد منها يصبح اثنين فاربع بسرعه عجائبيه. واغراض يصغر حجمها او يكبر ويبقى، كما تحول ورقه يانصيب خاسره فتصبح ورقه رابحه مثلما حصل مع القاضي محمود البقاعي.

وشاهدت اغراضا لا وجود لها في عالم الواقع تتجسد فجأه وتصبح مادية، وتستمر في البقاء الى ما شاء الله، وشاهدت معرفه الماضي والحاضر والمستقبل ونبؤات تحدد تواريخ حدوث الاحداث بصوره دقيقه تبيّن اليوم والساعه والدقيقه التي فيها سيتم الحدث مع تفاصيل الحدث وتصدق هذه الفئات وتتم بحذافيرها، وشاهدت انتقال الكتابه من صفحه مكتوبه عليها سهوا الى صفحه اخرى من الدفتر وذلك بصوره فجائيه عجائبيه وشاهدت الاجوبه تظهر فجائيا على الاسئله ولو كان عدد هذه الاسئله المئات وذلك في اللغات المختلفه التي فيها كتبت الاسئلة.

ولكن هذه العجائب لا تتم بواسطه الدكتور داهش فقط لاشباع فضول الناس بل انها تتم لدفعهم للإيمان بوجود الروح وخلودها بطريقه ملموسه لا يمكن انكارها. وبهذا نتوصل الى معرفه خلود الروح  ويوم الدين ثم وهنا بيت القصيد الثواب والعقاب وهي الحقائق التي عليها تنهض جميع الاديان المنزلة.

وكذلك انها تتم لدفع الماديين للعوده الى جوهر العقائد الدينيه المنزله ولكي يحيوا كإخوة حقيقيين لينالوا عوالم السماء.

انني اعتبر الدكتور داهش اعظم حدث في القرن العشرين فمنذ ظهور المسيح لم تشهد الانسانيه مثله، انه يحمل في ذاته المشعل الذي سوف ينير العالم باسره، لانه لم يات من الناس بل ليقود البشريه جمعاء الى الروحانيه الحقّة.  و بهذه المناسبه اقول بما ان عصرنا الحالي هو عصر الحاد - غارق في مباذله من قمه راسه حتى اخمص قدميه،  وبما ان الايمان قد فارق القلوب وحلّ مكانه الكفر الشنيع. لهذا فمن المستبعد ان يصدق هذا الجيل ما ذكرته من مشاهداتي الروحيه المعجزة. اما انا فانَّ جوابي لهم سيكون ما يلي:

واما الذين في قلوبهم مرض عضال - والذين يحاجون الحق المعبود والذين يجادلون بالباطل - والذين يحملون الاسماع والابصار وهم صمٌ عميٌ بكمٌ فهم لا يسمعون -  ولا يبصرون ما كان لهم ان يقرؤا -  ولا يقرأون.