info@daheshism.com
" شهادة الأديب سليم قمبرجي الجزء الثاني "

" شهادة الأديب سليم قمبرجي الجزء الثاني "

مجلَّة اللواءالعدد 85، السنة الثانية، الجمعة 12 آب 1964

 

داهش تنبأ بعاصفة على الباخرة " تروتن فاليس "

 

اعتاد الدكتور داهش ان يتنبأ بمقتـل رئيس جمهورية ، كمقتل كنيدي مثلا ، وان يتنبأ كذلك بقدوم شخص الى منزله قبل ساعات من وصول الشخص الى عتبة الدار، كما حدث مع بشير العثمان نائب عكار، ولكنه هذه المرة يتعدى حدود البحر الابيض المتوسط الى مياه المحيط الاطلنطي ويتنبأ بعاصفة هوجاء على باخرة اميركية تـدعی « تروتین فاليس » !!

 

والنبوءة يحملهـا شاب فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة واسمه سليم قمبرجي ويحمـل الجنسية الاميركية ومهنته مهندس ميكانيكي، ويمت بصلة القرابـة الى شباب آل البلطجي المعروفين في مـرفأ بيروت ..

 

وسليم القمبرجي لم يكن يريد ترك الولايات المتحدة في ذلك التاريخ ، وهو بالتحديد تشرين ثاني من عام ١٩٦٣ ولكن شوقه الى ذويه في بيروت شده من جديد الى ساحل المتوسط، وبالرغم من ان الاهل والعشيرة استنفدا جميع المحاولات لاقناعه بالبقاء ، فقد ابى الشاب الطموح الا ان يعود الى الولايات المتحدة ، ولكنه قبل ان يضع قدمه في الباخرة المسافرة الــي نيويورك عبر « مرسيليا » دعاه شقيقه علي ، وهو اصغر اخوته سنا ، الى زيارة الدكتور داهش ، فلبى الدعوة مدفوها بالرغبة في معرفة اسرار هذا الرجل صاحب القوة . الخارقة !.

ونترك هنا الكـلام لسليم قمبرجي نفسه . هو يقول :

 لما جلست امام الدكتور داهش قطع لي من « طلحية » ورق كبيرة قطعة بيضاء ، وطلب مني ان اكتـب عليها اسمي ، فلما فعلت ، تحولت الورقة وهي في قبضة يدي الى ليـرة لبنانية وعليها توقيعي في نفس المكان.

وعندئد طلب مني الدكتور داهش ان اطويها بشكل حجاب ، وان اودعهـا محفظة النقود دون ان افتحها ، ففعلت ولما كان اهلي يصرون على ان اصطحب معي عائلتي المقيمة في « شيكاغو » منذ عشر سنوات واكثر ، على اساس ان يزينوا لها الاقامة في لبنان . وقد اجبت العائلة الى طلبها ، وركبـنا الباخرة المسافرة إلى بيروت من مرفأ نيويورك ، واسمها « تروتين فاليس »

 

بتاريخ شباط ١٩٦٤ ) ولكن عاصفة شديدة هبت على الباخرة فاضطرتها الى تغيير خط سيرها باتجاه « برمودا » و « کوبا » وبذلك سلمنا من العاصفة بعد أن كانت تهدد ركاب الباخـرة جميعا بالهلاك !..

ويتوقف سليم قمبرجي قليلا عن الكلام ليشعل التبغ في غليونه الاميركي ثم يمضي فيقول :

 ولما وصلت الى بيروت احببت ان اتصل بالدكتور داهش ، تلفونيا ، وما ان اتي اليه صوتي ، حتی سألني ( قل لي .. اما زلت تحتفظ بالليرة اللبنانية المطوية ؟ » قلت (( طبعا » .

قال : الآن افتحهـا اذا شئت وستجد فيها نبوءة غريبة » . ولما فتحت الليرة ، التصقت عيناي بحاجبي مـن شدّة الدهشة . لقد كان مكتوباً عـلى الليرة : « سيصل الاخ سليم قمبرجي، من اميركا ليقطن بلبنان بمنتصف يـوم ۲۲ - ۲ - ٩٦٤ ، بعد ان تغير الباخرة. وجهة سفرها نحو كوبا وبرمودا نظراً  لهياج البحر وسيصل بامان مع عائلته : زوجته وكريمتيه الـى بیروت !.

 

ثم قال سليم:

-ومع النبوءة نفسها كان هناك ذكر لأرقام أوراق اليانصيب الرابحة في سحب ۱۸ - ۲ – ١١٦٤ ، وهي ٨٧٥٢٩ التي تربح ٢٥ الفا ، و٤٤٦٢٨ التي تربح خمسة الاف ، و ۱۷۱۰۳۸لتي تربح الفين ، و21158 التي تربح الفين كذلك، فلما قابلت هذه الأرقام من نتائج السحب المذكور تبينت أنَّها صحيحة وزادت دهشتي فوق دهشة !!.

وقلنا للمهندس الشاب :

انت المثقف الجامعي المقيم اميركا . . ما رايك في كل هذا؟

قال وهو يأخذ نفسا من غليونه : لا ادري.. انه رجل لم تعرف مثله الولايات المتحدة نفسها .!!