info@daheshism.com
وداع وإستقبال الأعوام:

 

وداع عام 1936

 

في مطلع هذا العام بدأت كلمتي الأولى،

ونفسي مُحطمة حيرى،

والتشاؤم يملأ رحاب صدري!...

وها قد أتى اليوم الأخير من هذا العام

الذي لا يُطلُّ صباحُ الغد إلى ويكون قد اندثر،\

وأصبح في ضمير الأبد سرًا من الأسرار

ولكن الآلام ما زالت تنهشني نهشًا،

وتفترسُني افتراسًا!...

فهل قدِّر لروحي أن تبقى حائرة طوال أيامها،

أم تُرى ستتلاشى حتى ذكريات هذه الأيام

المُفعمة بالمرارة القائمة،

والطافحة بالتعاسة الهائلة!

يا عام، لقد تواريتَ بعد أن خلفتَ لي آلامًا جسيمة،\

وشقاءً عميمًا...

واهًا لك، يا عام!

كم قاسيتُ في أثنائك من اضطرابات!...

وكم بلوتُ من أوصاب!...

وكم تلقيتُ، على يديك، من صدمات الأحداث!...

أوّاه!.. هل قُدر لي أن أحصد الشقاء والبؤس والعناء؟!

ربّاه!... رحماك... وعطفك على فتاك...

ربّاه!... رضاك أنت يا أرحم الراحمين.

                                                       31 كانون الأول 1936