info@daheshism.com
الحرية و الثورة ضد الظلم "

 

كلمات من نار مبيدة

 

الداهشية: رأس مالها رجال مخلصون في دعوتهم، مؤمنون بعقيدتهم.

و سبيلها: النضال المتصل الحلقات ضد الحكام الجائرين.

و ثوابها: الاعتقال الذي ترحب به ترحيباً حاراً دون ما خجل، أو أي وجل لأجل عقيدتها الراسخة كالأطواد الجبارة.

 

إن الجهاد و الاستشهاد في سبيل الداهشية معناهما الولوج إلى الجنة الدائمة النعيم، و التمتع بمباهجها السرمدية الفتنة و الجمال.

 

أنا القوي الجبار، و العنيف البتار. فمهما حاولت الأحداث أن تتغلب عليّ، أو تخضعني لجبروتها، فإنها لن تعود إلا بصفقة الخاسر المغبون، و لن تتمكن من إماتة ما يجيش في نفوس من نزعات تبغي الانطلاق من هذه القيود.

كلا أنا لن أتقاعس عن نيل أهدافي و بلوغ اتجاهاتي التي أطمح إليها.

 

و سأحقق أمانيّ عاجلاً ام آجلاً. و سأسحق ما يقف في طريقي من عقبات كأداء، و سأردمها ترديماً.

و سأهزأ بالإنسان، و بالطبيعة، و بالقدر...

و سأبلغ آمالي، و أحق أحلامي و أنف الحياة في الرغام.

 

أنا صاحب حق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. و إذا تشددت في طلب حريتي المعتدى عليها، فذلك لأن الله وهبنا هذه النعمة السماوية. فلا و لن أرضى أن يستعبدها أي مخلوق.

 

عبثاً يظن أي مسيطر أنني أقبل أن أسلم له بالأمر الواقع، و أرضخ له ما دمت حياً.

و إذا قدر عليّ أن استسلم فيكون استسلامي تسليم الحر الأبيّ، لا تسليم العبد الذليل المستعبد.

 

لو كانت ثورتي الجارفة ضد أعدائي غير محقة لأصغيت لكل من يريد مناقشتي أو مجادلتي. و لكنني صاحب حق صريح اعتدى عليه حكام وصوليون ظالمون... لهذا لا أقبل بأيّ مناقشة أو جدال. و سأمكث على مهاجمتي العنيفة المستمرة حتى أنتزع حقي المغصوب، و أستعيد حريتي السلبية.

 

نفيت لأني اتهمت بكوني أثرت في نفوس أتباعي الثورة الجارفة، و نفثت في أرواحهم حب تقويض آرائك الحكام المستبدين.

إن الله- جلت قدرته- هو الذي وهبني نعمة هذه(الثورة) التي هي _ثروة). و ذلك لكي أنقضّ بها على كل مستبد غاشم انتصاراً للضعيف المعتدى على حقوقه الانسانية.

 

الداهشي يرى أن الدفاع عن (الحرية) واجب سماوي مقدس. فهو يستميت في سبيل الذود عن ذمارها، لأنها  ( هدية) الخالق لخلائقه) من مختلف الملل، و شتى النحل.

 

الداهشي- مخلص أمين يضحي بكل مرتخص و غال في سبيل بلوغ أهدافه السامية.

و من تسول له نفسه الانحراف قيد أنمله عن أهدافها المرسومة، فإنه يبتر بتراً من صلب الداهشية دون رحمة أو شفقة، و يطرد طرداً معيباً أبدياً دون أن تشفع به تضحياته السابقة التي تلاشت آثارها، وامّحت أخبارها.

 

القوة الغاشمة سلاح الحكام الظلام. أما ( الحق) فهو سلاح المجاهدين الذين لا تلتوي قناتهم أمام هذه الطغمة الوصولية المدلسة.

 

( المعتقل) في أثناء الجهاد المستمر لأجل إعلاء ( كلمة الحق) على باطل طغمة الأثمة من كل غبي ظالم..هو المكان الطبيعي لكل داهشي مكافح مناضل.

 

نحن قوم مسالمون كالحملان. و لكن، عندما يعتدي الظالمون على ( حريتنا) التي هي هبة من لدن الله – جل اسمه- إذ ذاك ننقلب إلى نسور كاسرة، وننقض على أولئك المعتدين، و نمزق لحمانهم تمزيقاً و بذلك نؤدبهم تأديباً رهيباً جداً.

 

نحن قوم مسالمون، نحترم ( صاحب السلطان) ما دام يحترم( حريتنا). أما إذا حد من حريتنا المقدسة- هدية الخالق للخلائق- فإذ ذاك، ننقلب إلى أسود ثائرة مزمجرة زئرة و نبطش بهذا الحاكم الجبان، و نؤدبه تأديباً مرعباً مرهباً، و نجعله عبرة لكل معتبر.

 

الحرية: منحة السماء لأبناء الأرض. فمهما حاول ( الحاكم الوصوليّ) أن يعتدي على ذمارها، فإنها تعود لتنقلب عليه، و تعميه برشاش غبارها.

 

إن ( المعتقل) هو المكان الذي يستطيبه كل داهشي مجاهد في سبيل إعلاء كلمة ( الحق) و الذود عن ذمارها المهدد بباطل الحاكم الدنيء الظالم.

 

في سبيل الداهشية تهون الحياة، و يستطاب الممات. فالداهشي يبذل كل ما يملكه من مال، ووقت، و مجهود متواصل الحلقات، ثم يجود بروحه لأجل نصر عقيدته الداهشية. فعبثاً يحاربها أعداؤها الألداء.

 

الجبان – في شريعتي- ليس أهلاً للحياة مطلقاً. فإما أن ( نجبن) فيستعبدنا القوي الغاشم، و إما إن نظهر ( شجاعتنا)، و نطلق( بطولتنا) فننتزع بواسطتهما ( حريتنا) المقدسة الخالدة.

 

النضال في سبيل الداهشية واجب مفروض مقدس لا مفر منه لكل من اعتنقها.

أيها الداهشي الكريم، ضع دوماً نصب عينيك كيف كانت نهاية (الاسخريوطي) اللعين الخائن... و حاذر السقوط!...

 

إن ( الجهاد و الاستشهاد) هما ( شعار) الداهشية الأوحد. فبهما تحيا، و لأجلهما تموت.

 

يوم 28 آب.

في مثل هذا اليوم تآمرت السلطات على حياتي محاولة قتلي. و لكن الله أحبط محاولاتهم الفاشلة، و قضى بانقاذي من بين براثنهم.

إن الدهر دولاب مخيف، أيها المجرمون، و هو دائب على الدوران؛ فاحذروه.

أما أنت يا يوم 28 آب 1944، فلن أنساك حتى يوم مماتي.

 

مساكين !.. يظنون أن قناتي قد لانت، و عزيمتي قد هانت. معاتيه حقاً!.. إنهم سخفاء، بل أغبياء! يعمهون في الضلالة، و يلجون في الغواية.

و قريباً سيرون، بعيونهم الجاحظة، الأهوال تنقض عليهم، فتفنيهم و تعصف بأمانيهم، فإذا بها المهازل و قبض الريح!..

دولة الظلم و الشرور و ما كانت ترتكبه من حقير الأمور ستتقوض أركانها الواهية سريعاً لتستقر في بطون القبور، و تمكث فيها حتى يوم النشور.

 

يجب على المظلوم المعتدى على حقوقه و حريته أن يرجم ظالمه بصواعق مزلزلة تردّمه و تدمره، و تجعل عاليه سافله.

 

منذ نحو ألفي سنة، أعلن السيد المسيح ثورته الكاسحة على الأنظمة الفاسدة، تلك الصيحة الجبارة التي أطلقها سيد الثورة النبيلة كي يحطم بواسطتها قيود الظلم و كبول الارهاق و يقطع أغلال الرق و العبودية...فلم ييأس، و لم يتراجع، بل راح يهاجم قيصر روما، في شخص هيرودس طاغية فلسطين، حيث نشأ ( ابن السماء) و حيث ترعرع.

 

لقد حزّ في نفسي مشاهدتي أن الأطماع قد ازدادت في نفوس البشر، و الجشع حفر أخاديده في أعماقهم جميعاً؛ كما إن الاختراعات المرعبة أصبحت هي المسيطرة على شؤونها.

 

إلى ساسة الغرب:

أيها الساسة الأقوياء، لقد رأيتكم تستبدون بالضعفاء، ثم رأيتكم تدجلون على أنفسكم قبل أن تدجلوا على أولئك المستضعفين.

  • قايين، قايين!.. أين أخوك هابيل يا قايين؟!...

 

يا رجال التشريع و القضاء!... إن شرائعكم هي إحدى مهازل هذه الدنيا و مساخرها. فالقوانين ليست بقوانين إذا طبقت على الضعفاء و الفقراء دون الأقوياء و الأغنياء. فالحرّة ترغمونها على الأكل من ثدييها ثم تطلبون محاكمتها. و سارق الرغيف تلقونه في غياهب السجون..أما سارق الألوف فانكم تشاركونه الغنيمة و تتقاسمونها فيما بينكم، فيا للعار!..

 

سأبوتق البشر في بوتقة اقتداري، و أكيّفكم بالكيفية التي تروقني.. و سأغرس في أعماق نفوسهم ما كانوا بعيدين عنه البعد كله. و من يمتنع.. فسأبتر وجوده من عالم الوجود، و أجعل اسمه لعنة في بطون الأجيال الزاحفة.

 

للباطل دولة سرعان ما تدول.

 

أيتها العدالة.. أنبئيني في أي مكان أنت؟!..

 

إذا انتصر الظلم على العدل بعض الوقت، فلا بدّ من يوم يبطش فيه العدل بالظلم، ثم يجعله عبرة للأجيال الزاحفة.

 

مهما حاول الطغاة البغاة أن يدفنوا الحرية فلن يستطيعوا؛ لأن الحرية خالدة حتى الأبد و إلى يوم يبعثون.

 

صاحب الحق لا يعدم نصيراً؛

و إن عدمه كان الله نصيره،

و يا ما أبهى مصيره!

 

دولة الظلم و الشرور

لا ترتكب إلا أحقر الأمور.

 

الويل لأمة تنتخب صعلوكها الحقير و تجلسه في كرسيّ الرئاسة الأولى، و تحكّمه في رقابها، كي يذلها، و هو الذليل ابن الذليل.

إن

أمة كهذه خير لها أن تسحق رأس هذا الرئيس بنعالها، و تطأ عنقه و أعناق أقربائه و ذويه بمواطئ أقدامها قبل أن تستفحل جرائمه المروعة، و لا يعود بإمكانها معالجة هذا الداء الوبيل.

 

من رضع حليب الخنى من ضرع الزنى، و من امتزج بالوقاحة و اندمج بالقباحة، ليس عليه ان يصم سواه بما هو غريق في محيطه السحيق الغور البعيد القرار.

 

إن استعادة الحق السليب لن تستعصي على من وطّد العزم على إعادتها من المغتصب المجرم.

 

إن العار يطوق عنق كل من يتزلف لصاحب السلطان الخائن للضمير، الفاقد للوجدان.

 

إن القاضي الذي يمالئ صاحب السلطان على مظلوم غائب لهو في نظر الجميع أوغد الأنذال و ألأم الرجال!

 

من الرجال من يعظم إذا وليّ السلطان.

أما الأنذال فإنهم ينتفخون صلفاً كضفدعة " لا فونتين" حتى ينشقوا فيذهبوا إلى جهنم النار غير مأسوف عليهم.

 

يظن بعض الأنذال الأدنياء أنهم يبيضون صفائحهم بتسويد صحائف الأبرياء، غير عالمين بأن الدوائر ستدور عليهم و تشهرهم.

 

ليس هناك من هو أشد شقاء و تعساً ممن يشيع، و هو حيّ، جنازة مجده الكاذب، بعد أن هوى عليه سيف الحق المشهور فوق رقبته النجسة.

 

لا أستطيع الحياة بلذة و رغد ما لم يكن لي خصوم أشداء أقارعهم و يقارعونني، و أنازلهم و ينازلونني. فالخصومة لي كالسماء و للأرض، و كالندى للأزهار. و أجمل الساعات لديّ نزولي إلى حلبة البراز و الطعان، و تسديدي كلماتي المسطورة ضد اعدائي، و رشقي إياها في حبات قلوبهم المتأججة بالغيظ، المتأكلة بالحقد الجهنمي؛ و عندما أراهم صرعى يئنون تحت قدميّ، أنتشي برحيق الفوز، و أسكر بخمرة الانتصار.

 

إن صاحب الحق الصريح المدوس بأقدام ال،ذال يحتاج إلى قلب أصلب من الحديد، و أعصاب أصلد من الفولاذ، كي يقاوم بها عواصف المجرمين، و زوابع الخائنين، و مؤامرات المماذقين. فإن لان فإنه سيذّل و يهان، و إن قاوم عوامل الشر و صمد، فإنه يسحقهم برعاية رب السماء الصمد.

 

إن للكرامة الشماء و للحرية الأبية ثمناً فادحاً من البذل و التضحيات. أما الاستسلام و الخنوع، و الذل و خضوع النفس لاسترضاء الطغاة البغاة و الرضوخ لظلمهم الشنيع... فهو نذالة فاضحة، و نكبة فادحة لا و لن تنال مني منالاً.

 

لا يهزّ أعصاب المستبدين و يقوض أفئدة الحكام الزريين سوى صوت الحق الصارخ في وجوههم و صدورهم، و سوط العدالة الذي يقرع ظهورهم، فيتمنون إختفاءهم لا ظهورهم.

 

إن كرسي الحكم لا يشرف صاحبه و لا يرفعه، بل الجالس عليه هو الذي يرفع من قدره. أما فاقد الشرف، الخالي الوفاض من الفضيلة، المسوق كالدابة بواسطة امرأة مستهترة فاجرة منغمسة بالرذيلة،فإنه يهوي بهذا الكرسيّ الهزيل إلى دركات الانحطاط، فيدنسه بجراثيمه الطاعونية و يلوثه.

 

شر ما يكتبه الإنسان مقال لحمته الأكاذيب، و سداه النفاق.

 

صاحب السلطان الذي يعتدي على الحرية يجب أن يعتدي على حياته.

 

 لقد هشمت من اعتدى على حريتي، و مزقت شرفه و بعثرته، ثم وطئته بقدميّ؛ و أخيراً، عرضته بمخازيه أمام الرأي العام.. فتمنى لو بترت يمينه و لم يعتدي عليّ.

 

و لكن، سبق السيف العذل، فاسمه البغيض قد سجله التاريخ بأحرف من نار مبيدة!

 

إذا وجد المرء في حالة مخزية، و مركز حرج منحطّ، غلبت على لسانه الترهات.

 

إن الرزايا المقوضة، و البلايا المردمة تزيد من صلابتي، و تشحذ من عزيمتي، و تضاعف من نشاطي، فأرغب في المهاجمة العنيفة لاكتساح كل من يعترض تحقيق غاياتي و الوقوف أمام أهدافي... و أعصف بأعدائي عصف الصواعق المنقضة، و أدعهم عبرة للمعتبرين.

 

لو لم يضطهدني المجرم الباغية لما خلّد التاريخ اسمه، حاشراً إياه بين كبار المجرمين الآثمين.

 

اضطهدت فإذاني أنقلب لنمر مفترس، وتبهنست ثم وثبت على المعتدي الوغد، فمزقته بمخالبي الفولاذية تمزيقا مروعا .. وإذا بصيحات الألم الرهيب المدوي يسجلها التاريخ بين دفتيه.

 

جريمة الأعتداء على حريتي المقدسة بالظلم الصارخ.. جعلني أتحول لغضنفر بطاش... فانقضضت كالصاعقة على الطاغية الباغية، فصرعته بجبروت مزلزل.

 

القاضي الذي يخضع لرئيسه المجرم فيحقق له طلبه الأثيم ويظلم البريء، من العدالة أن يشوى حيا!

العدالة في عالم الأرض خرافة مضحكة.

 

ما كان أشد إحتقاري للأديب النحرير والشاعر الكبير، عندما شاهدته ينحني للرئيس المعتدي على الحرية، وإذاه يكاد يكنس الأرض بذقنه لفداحة انحنائه!

 

الشعب الخاضع الخانع لحكامه الظالم يجب أن يقرن بالنير عوضا عن الأبقار والحمير .

ظلمت ظلما رهيبا أوقعه بي الحاكم الجائر.. فثرت ثورة جبارة، وصعقته بصواعقي، وزلزلته برجومي – أي كتبي السوداء- فإذاه يصيح صياح الألم المدمى ، بعد أن شهرته تشهيرا مرعبا.

 

يسألونني : " لماذا تعرض نفسك للأخطار، بمهاجمتك شراذم الأشرار من أعدائك" ؟

فأجيبهم : " إنّ حبّ المجازفة، والولوج الى مواطن الخطر لمن أقوى بواعث النشاط لأعصابي. وإذا كانت حياتي خالية من الأخطار فانني أسعى إليها برغبة ملّحة حتى أفوز ببغيتي وأحصل على امنيتي، ألا وهي البطش بكل نذل وكل خائن لئيم" .

 

سأصبر على النازلات التي داهمتني، وقوضت أحلام عمري. وسأوطن النفس على إحتمال الويلات القاصمة دون وجل. وسيأتي وقت تنجلي فيه هذه الغيوم التي تلبدت في سماء حياتي السوداء.

 

وسأنسى ما عانيته من محن هائلة ومصائب مردمة، محطمة للنفس، محزنة للروح.

 

إذ يجب علي الرضوخ لأحكام القدر العاتي ، دون أن أسلم قيادي لسلطان الضعف.

 

وليكن إيماني بالله وطيدا ، فإن لكل شدّة مدّة، ويزول كلّ شيء.. لأنّ دوام الحال من المحال، وليس بعد التّعب والنّصب إلآ الراحة التامة.

 

الرجال نوعان: رجال يقبلون أقدام السادة ليصلوا الى المجد، ورجال يقبل المجد أقدامهم ، وهم يتأبّون .

أيها الداهشيون ، إشرعوا أقلامكم وأعدّوها كي تغمدوها في قلب كلّ عات ظالم لا يهاب الباري ، ويهزأ بالحق، ويحارب العدالة. ومن لا يجرؤ منكم على هذا الأمر، فليغمد مهنده في قلبه، وليتوار عن هذه الحياة ، فهي لم تخلق للجبناء الرعاديد.

 

ليس الله مع الظلم  بل مع الحق .

 

قارعت ثلاثمئة شخص هاجموني و هم : رجال صحافة ، وكتاب، وشعراء ، ورجال دين ، وسياسيون ، ووزراء ، ونواب ، وعاديون ... وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري  وزبانيته.

 

واحتدمت المعركة، وتأجج أوارها ، وتطايرت أخبارها ، وهتكت أسرارها ... وقارعتهم بحججي، وصعقتهم بحقائقي ، ورجمتهم برجومي، و زلزلتهم بوثائقي، و سطتهم ببراهيني، و ألجمتهم برواعدي، و أفحمتهم بردودي... و أخرست باطلهم، و حطمت كذبهم، و هشمت إفكهم ، و دمرت إختلاقاتهم، و ردمت إفتراءاتهم ...

فانكفأوا و الألم المميت يحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم، و تركتهم يرتدون لباس العار و الزل و الشنار...

و كان الخزيّ قد تلبسهم، و أظهرهم للملأ أرجاساً أدناساً، مرتعدين مرتجفين، هالعين قانطين، مصطكة أسنانهم، مرتجفة سيقانهم، مهتزة نفوسهم، خائرة أبدانهم، هالعة أرواحهم، واجفة قلوبهم... زاحفين على بطونهم.

و هكذا حطمت حقيقتي إفتراءاتهم، و هشّمت أفواههم، و نثرت ألسنتهم التي لم تتكلم سوى بالإفك المسيلمي الشائن.

و كم تمنيت لو كانوا ألف مهاجم نذل ديدنهم خوض غمار الأضاليل و إذاعة أنباء السوء المختلقة.

فأنا خلقت لقطع دابر هؤلاء الأنذال الغارقين بالقذارات المدنسة، و وجدت لأقارع كل آفّات يبيع ضميره في سوق المزاد الشائن... و هكذا عصفت بكيانهم، و أبدت وجودهم.

و لن تقوم لهؤلاء الأوغاد بعد اليوم قائمة.

 

 

الرئيس الظالم

 

أشبه رئيس الدولة الظالم المستبد بمزبلة موبوءة تكدست فيها أنتن الأقذار...

أما المتزلفون له ، و الملتفون حوله، و الناسجون على منواله ، و الضاربون على طبله، و العازفون على مزماره.. فهم أحطّ انواع الحشرات الموبوءة و أدناها:

فمن ذبابة كريهة دأبها التحويم على الجيف العفنة؛

إلى صرصور دائم التمرغ بحماءة النجاسات؛

إلى خنفساء ملوسة بطاعون هذه الجراثيم؛

إلى ديدان ديدنها التغلغل في جوف هذه المزبلة لتستقترها خلاصة قيحها و صديدها.

أما الشرفاء، أما النبلاء، أما من يدعونهم فقراء- و هم الأغنياء بأخلاقهم- فإنهم ينظرون من قمة نزاهتهم و عدالتهم إلى هذه الحشرات الحقيرة التي يزاحم بعضها بعضاً على وليمة الأقذار الناضجة بالنتانة ، و يعجبون من الأخلاق تسفّ بهؤلاء الحشرات، فترفع سيقانهم، و تنكث رؤوسهم.

و يرنو الدهر، و هو يكشّر عن انيابه الرهيبة، محولاً رأسه نحو رئيسهم الشرير، و يعصف به، ثم يردم آماله الفضية، و يقود احلامه الذهبية.

فيرتعد هذا الجبان من الوجد، و ينكص على قدميه من شدة الخجل. و ينظر إلى اعوانه... فإذا بهم من غدروه و غادروه، غيلا مأسوف عليه، كي يبحثوا عن جيفة أخرى يتلهون بها شأن الأدنياء، بعدما نفض القدر يده الجبارة و انتزع من رئيسهم أريكة حكمهم السرابية.

و هكذا لا يتبقى له من مجده الماضي المزعوم و عزّه الموهوم غير اثنين لا ثلاثة لهما: هو و مزبلته الأخلاقية النتنة.

فلا بارك الله فيه، و لا بارك الله بأعماله و مآتيه

 

 

زوجوه بثانية!..

 

قيل : إن ذئباً مفترساً كان ينتاب بعض القرى و يعيث بخرافها و نعاجها. فترصده أهلها حتى دنت ساعته فصادوه.

و تشاوروا في تعذيبه و قتله...

فقال حليم: لتقطع يداه، و تبتر رجلاه ، و تحطم أسنانه، ثم يستلّ لسانه.

و قال فريد: بل يصلب و يرشق بالنبال حتى يخرق جسده و يثقب...

و قال جوزيف: بل توقد نار عظيمة، و يشوى في جوفها حياً ، فهو لها ملك حلال.

و هنا انبرى الدكتور جورج و قال: أقترح عليكم أن تزوجوه بامرأة لها نفس الصفات التي تتحلى بها زوجته، و كفاه بهذا جزاءاً!

فذكرني اقتراح الحكيم ببيتي الشعر القائل:

رب ذئب أخذوه                     و تمادوا في عقابه

ثم قالوا : زوجوه                    واتركوه في عذابه

 

***

 

إقذفوه بالمجارف

 

سئل عليّ:

  • أي الأشياء خير للرئيس الحاكم؟

قال: عقل يعيش به .

  • فإن لم يكن ؟

قال: فإخوان يكتمون سره، و لا يهتكون ستره.

-فإن لم يكن؟

قال: فمال يتحبب به إلى الناس.

  • فإن كان هذا" المال" من " امرأة " أخيه؟

قال: و هل يستطيع أن يفيه؟

  • نعم،و لكن من اموال الامة بكلمة يخرجها من فيه...

قال: و ماذا تقول الأمة فيه، و بغختلاسات بنيه و ذويه؟

  • يكون جوابه الراجف الواجف: إنني زاهد عازف، لذلك لست بخائف.

و إذا بصوت من وراء الغيب يقول و هو هاتف:

- إذن بشروه بموت جارف، واقذفوه بالمجارف.

 

***

قذفته ببصقة

 

سئل الدكتور خبصا عن شبه رجل له جسم ضخم كالثور:

  • ترى من هي التي وضعته و ارضعته؟

فأجابه جورج حداد:و من تكون غير امه؟

فأجابه الدكتور: لقد عرفت الآن أن صاحب هذا الوجه الدميم لا تصبر عليه سوى التي بصقته!...

***

 

أشنقوه!

 

قرأ هذه الكلمات أحد الظرفاء، فقال:

  • ماذا تقصدون ؟ أتريدون أن تثكلوا من من قيلت فيه هذه الكلمات الأربعة؟

فأجبناه: كلا، لم نقصد من نشرها إلا ان نجعله يرقص على الأربعة.

فقال آخر: مسكين من أطلقت عليه هذه النبال!..

فلا شك أنه لو سمعها يوماً لتغوّط من غيظه و بال،

و تجرّع كأس الوبال!...

و بادر آخر فقال: و لأصيب بالخبال.

و أكمل الرابع قائلاً: و لشنق نفسه بالحبال!...

 

 

رجال الدين

 

و كاهن ضحكته رطل،

إذ سجّل مؤمن أملاكه له مع قصر فخم متين البناء!..

و في يوم التسجيل أتاه ملاك الموت

و بيده منجله المخيف يتوهّج بضياء!..

قال له عزرائيل:

" دنت سامتك، فلم لم توزع ما اختزنته زوراً للفقراء؟

و لم لم تنفذ وصية تعاليم ( سيد المجد)

القاطن في أعالي السماء؟!...

إن سرورك بأملاك الغني الغبيّ

سيدخلك إلى جهنم الحمراء".

***

 

ذئاب مفترسة

رجال الدين.. أبالسة الدنيا، بل وقود الجحيم في العالم الثاني

غنهم ... كذبة مراؤون، بل أثمة مداجون

يدعون أنهم لخطوات السيد المسيح يترسمون

و خطواته الطاهرة بريئة من أضاليلهم المنكرة

هم يقطنون القصور الشامخة يسمونها ( أديرة)!

و لم يكن لفاديهم مكان ليسند إليه رأسه في العالم الثاني.

 

خسئ كاهن كذوب

يدعي أنه يذبّ عن الدين بالجهاد.

مين و غش ذا الادعاء،

فإنه أفاك يخدع سذج العباد.

 

أنا ما استطاع اقناعي

مطران و بطرك و بابا

بقولهم إنهم من الزهاد

 

أروم الرحيل من دنيا

أصبحت لديّ خاوية،

فالقس فيها شيطان رجيم

تقمصته فيالق الزبانية.

كالصل الأرقم ينفث فيك سمه

فيا له من  أثيم باغية!

و كالذئب عندما ينقض على الحملان

فإذاها فريسته ثاغية!

***

ثعالب

 

يا رجال الدين، و دحاجلة العصور السحيقة

يا من تغفلون الباطل بطلاء الحق الشامل

و تطلون الحق بغلاف الختل الباطل

لقد شططتم عن الطريق القويم و ضللتم

و اتبعتم أهواء قلوبكم السوداء و ضللتم

أيها المراؤون... إن نيران الجحيم ستكون بكم محيقة.