info@daheshism.com
الصلاة والصيام:

 

                      جيل فِلُوْ تتعلَّم الرَّمزَ وتكتُبُهُ بالعربيَّة

وصلْنَا إلى الفندقِ في الساعةِ الواحدةِ والنصف، وكان الدكتور خبصا نائماً لأنَّهُ ما يزالُ مريضاً.

وقد علَّمتُ جيلَ كتابةَ الرمزِ الداهشيّ، وطلبتُ مِنْهَا أن تنقلَهُ نقلاً وإنْ تكنْ لا تفهمُ معناه. فنقلتْهُ وكان خطُّها مقروءاً بوضوح.

ثمَّ أفهمتها، مع الأخ توفيق، الغاية من عقدِ الجلساتِ الروحيَّة، وأنَّها ليستْ إلاَّ وسيلةً لإقناعِ من يحضرُها بخلودِ الروح، وبوجودِ عوالمَ كثيرةٍ يذهبُ إليها المنتقلون من عالم الأرض. وأكَّدتُ لها أنَّ الموتَ ليسَ هو النهاية، بل هو البداية، وأنَّ كلَّ مخلوقٍ سيؤدِّي الحسابَ يومَ الحساب؛ وأنَّه توجدُ عوالمَ أحياءِ هي ملايين بملايين، بل بلايين مضروبةً ببلايين؛ فمنْهَا العوالمُ السعيدة، ومنها العوالمُ التعيسة. وكلُّ بشريٍّ لا بدَّ من أنْ يُوصلَ سيَّالَهُ إلى أحدِ تلكَ العوالم، فإمَّا أنْ يكون عالَماً عُلويّاً أو أنْ يكونَ عالَماً سفليّاً بالنسبةِ لنيَّاتهِ وأعمالِه.

وقدْ أمضيتُ ساعةً ونصفاً وأنا أشرحُ لها شرحاً وافياً أسرارَ السيَّالاتِ الروحيَّةِ والشخصيَّاتِ الستّ، ولماذا تحدثُ المعجزات، وغيرِ ذلكَ مِمَّا يتعلَّقُ بالروح.

وكانتْ جيل مسرورةً من هذا العالَمِ الجديد الذي ستدخلُ رحابهُ البعيدةِ الآفاق. وطلبَتْ عنواني لتراسلَني، كما أنَّها أعطتْني عُنوانَها لأكاتِبَهَا.

وعندمَا وافتْ الساعةُ الثالثة، نزلنَا معاً أنا وجيل والأخ توفيق. فودَّعْناهَا على بابِ الفُندق، ثمَّ استقلَّينَا سيّارةً انطلقَتْ بِنَا في شوارعِ نيويورك العظيمة.