info@daheshism.com
مكتبة الحبيب ، حبه للكتب ، كتب ذكرها الحبيب:

 

الكتب هي كنزي الثمين.

 

أحب الكتب حب السكارى للخمر، لكني كلما ازددت منها شرباً، زادتني صحواً.

 

أمتع ما تهواه عيني مشاهدتها لمكتبي العامرة بآلاف الكتب الثمينة المتنوعة المواضيع. فنظري يتنقل من كتاب لكتاب فكتاب، مثلما يتنقل العصفور الغريد من غصن إلى غصن فغصن... حقاً إن المكوث بين الكتب و مطالعتها متعة لا تعادلها متعة على الإطلاق.

 

الكتب هي طعامي المفضل. و نهمي لالتهام متنوعاتها لا يشبع فضولي مطلقاً مهما طالعت منها. فأنا أقرأها و أتذوق حلاوتها، و أنتشي بما تحويه من كنوز المعرفة التي أود فض مغاليقها، و استيعاب أسرارها المكنونة دوماً و أبداً.

 

حبي، بل شغفي الشديد لمطالعة مختلف أنواع الكتب... يسري مع  الدماء في عروقي.

 

و اجمل ما انوق لمشاهدته ركام من الكتب، و تلال من مؤلفات الفلاسفة و الحكماء، و جبال مما أنتجته قرائح العلماء و المكتشفين و المخترعين، و خلاصة ما تمضخت به عقول و أفكار الأدباء الأفذاذ، و الشعراء الملهمين المبدعين.

 

الصديق الوفي هو الكتاب. فإليه ألجأ، و في رحابه أرتع. ثم أجوس صفحاته، منقباً فيها، ذارعاً سطورها، متمعناً فيما أطالعه، هائماً في الحوادث المسطورة التي تروي أخبار الملوك ، و حوادث القياصرة، و بذخ الأباطرة، و تقص مغامرات الرحالة و المغامرين، و حروب القواد و الفاتحين، متتبعاً فيها قصص الحياة و الموت.

 

عندما يتوقف قلبي عن الضربات، و يلحد جسدي في حفرته الصامتة الموحشة، اود أن ترافقني جيوش لجبة من الكتب،

يدثر بها جسدي المسجى في حفرته الخالية الباردة المنسية.

فالكتاب خير رفيق لي في حياتي، و اتمنى أن يرافقني بمماتي.

 

للكلمة قوة تخشع أمامها القنابل المتفجرة،

و تنحني لديها الصواريخ المدمرة،

و تجثو لسيطرتها المدافع الهادرة بجبروت،

فالثورة الإفرنسية ما كانت لتندلع، و تجتاح الملكية،

إلا بفضل ما دونه يراع فولتير وديدرو و ورسو و غيرهم...

ودريفوس ما كان له أن يغادر سجنه الرهيب بجزيرة الشيطان،

لو لم ينقذه دفاع إميل زولا، ذلك الدفاع الرائع!

 

فكلمات زولا هي التي حطمت قيود دريفوس،

و أطلقته حراً كريماً مرفوع الرأس.

و هكذا دمرت كتابات رائعة قوات جبارة غاشمة،

فعصفت بها عصفاً مبيداً، و تركتها ركاماً مبعثر الأشلاء!

 

ما الكتب النفسية سوى يواقيت ثمينة و مجوهرات يتيمة،

 أغوص بين صفحاتها لأصطاد لآلئها النادرة،

و ألتقط كنوزها الموصودة؛

و أجوب رحابها الطليقة،

متنقلاً في سهولها و بواديها،

صاعداً لأعلى قمم جبالها المشمخرّة،

هابطاً لأوديتها السحيقة الاعماق،

 سابحاً بأوقيانوساتها اللانهائية،

مستطلعاً أنباء الملاحم الكبرى،

متنقلاً في عواصم الكرة الأرضية،

و أنا جالس وراء مكتبي.

لهذا، فإني أفضل الكتب على الماس و الزمرد و اليشب،

و كل أنواع المجوهرات النادرة اليتيمة.

 

عندما أشاهد مكتبتي المحتوية آلاف الكتب المتنوعة المواضيع، تسر عيني، و تبتهج نفسي، و تنتشي روحي؛ و مثلما تطرب الآذان لسماعها أنغام الموسيقى العذبة، هكذا تطرب نفسي، و أنا أتنقل بين مختلف أنواع الكتب، التي تضم بين دفاتها سير الحياة بمباهجها و مآسيها.

 

أحب الكتب

 

أحب الكتب حباً جماً

إذ أجوب بواسطتها ساحات الوغى،

و أخوض غمار الأوقيانوسات الرهيبة،

ثم أحلق في الأعالي متحدياً جبابرة النسور،

شاقاً طريقي خلال الضباب العجيب الغريب،

 ومن ثم تراني جوّاباً للآفاق،

مخترقاً الصحارى الشاسعة، و البوادي الواسعة،

مندمجاً بالمهرجانات الصاخبة الضاجة بالأفراح،

ثم مشاهد المآسي المشبعة بالأتراح،

و غير ذلك مما تزخر به ( كرتنا الأرضية)،

و بما يمثله سكانها من خير و من شر.

جميع هذا أشاهده دون أن أنتقل من مكاني

بواسطة الكتاب

فما أحب الكتاب إلى قلبي.